السفيرة الفرنسية في عمان : ندعم الاردن للحصول على الطاقة النووية

mainThumb

14-07-2010 01:44 AM

قالت السفيرة الفرنسية في عمان كورين بروزيه ان هذا العام من اكثر الاعوام تميزا في تطور وتقدم العلاقات الثنائية بين الاردن وفرنسا وشهد تبادل للزيارات على مختلف المستويات.



واضافت بروزيه في مؤتمر صحافي عقدته في مقر اقامتها بعمان اليوم الثلاثاء بمناسبة العيد الوطني لبلادها الذي يصادف يوم غد الاربعاء، ان الرئيس الفرنسي ساركوزي عندما طلب منه الاطباء في شهر آب العام الماضي الخلود الى الراحة لاسباب صحية لم يلتق بأي مسؤول الا بجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله على الرغم من وضعه الصحي انذاك وذلك بسبب العلاقة المتميزة والاحترام الذي يكنه الرئيس الفرنسي وفرنسا لجلالته وللاردن.



وبينت ان اللقاء بين جلالته وساركوزي كان بمثابة خارطة طريق للعلاقات بين البلدين حيث تبعه زيارات ولقاءات على اعلى المستويات وبدأت بزيارة رئيس الوزراء الفرنسي الى الاردن في شباط الماضي ومنذ لقاء آب عام 2009 بين الزعيمين زار الاردن حتى الان 11 وزيرا فرنسيا.



وقالت ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لفرنسا في كانون الاول عام 2009 والزيارة التي قبلها في آب من نفس العام اسهمت بشكل كبير واعطت دفعة تاريخية غير مسبوقة للعلاقات بين البلدين والتي تبعها زيارة مسؤولين اردنيين الى فرنسا والعكس على المستوى الوزاري والبرلماني وغيرها.



واكدت السفيرة الفرنسية ان فرنسا تقف الى جانب الاردن ولن تتوانى عن دعمه لتحقيق تطوره الاقتصادي ومسيرة الشعب الاردن نحو الازدهار.



وقالت ان فرنسا تعتبر ان الاردن بلد يقع وسط منطقة تعاني عدم الاستقرار ويشكل مثالا يحتذى في التحديث والاعتدال ونموذج للتعايش بين الطوائف الدينية.



وفي حديثها عن الدعم الفرنسي للاردن والتعاون القائم اشارت الى ان هناك 3ر1 مليار دولار اسثمارات فرنسة موجودة في الاردن وهناك ثلاثون شركة فرنسية لها ممثلون دائمون في الاردن اضافة الى وجود جالية فرنسية في الاردن مكونة من 1500 شخص، مشيرة الى ان عدد الجالية الفرنسية في الاردن يشهد تزايدا ونموا وصل في الاعوام الاخيرة الى 11 بالمئة.




وبينت ان الوكالة الفرنسية للتنمية لديها مكتب في عمان ولديها تعهدات بدعم الاقتصاد الاردني بمبلغ 270 مليون يورو بدات منذ عام 2006 وهي مستمرة حتى الان تتوزع بين المساعدات والقروض الميسرة اضافة الى ان هناك مشروعات اخرى تفاوض الوكالة لتنفيذها في الاردن غير مشمولة بهذا المبلغ وسيتم تخصيص مبالغ اخرى لها.



واشارت الى دعم فرنسا للمشروعات الاقتصادية التي ينفذها الاردن والتي من ابزرها المواصلات إذ ان هناك مشروعات تهتم بها فرنسا وتدعمها ومنها مرفأ العقبة التجاري حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركات فرنسية واردنية لتنفيذ هذا المشروع بقيمة 550 مليون دولار لاسيما وان هذا المشروع سيساعد في تطوير هيكلية النقل في الاردن لانه سيسمح باستغلال 27 كيلومترا على الساحل ويوفر فرصا للانفتاح على دول اخرى مثل تركيا وسوريا وغيرها.



وقالت السفيرة ان فرنسا تتعاون مع الاردن في مجال السكك الحديدية ليتم الربط بين اوروبا واسيا ودول الخليج وقدمت 200 الف يورو للقيام بدراسات بهذا الخصوص كما ان فرنسا تساعد الاردن في مجال البلديات وهناك مشروع لمساعدة امانة عمان الكبرى فيما يتعلق بتنفيذ خط الباص السريع تدعمه الوكالة الفرنسية للتنمية ومنحت الامانة قرضا ميسرا لهذه الغاية.



وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة اكدت مساعدة ودعم فرنسا للاردن للحصول على الطاقة النووية لاغراض سلمية لاسيما ان الاردن وقع على اتفاقيات منع انتشار الاسلحة النووية ويطبق الاتفاقية الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة ويلتزم بشروطها.



وقالت ان فرنسا تعتبر الاردن شريكا قويا يحظى بثقتها واحترامها وتنفذ معه مشروعين في مجال الطاقة الاول تنفذه شركة اريفا الفرنسية لاستكشاف واستغلال اليورانيوم في الاردن مما يتيح للاردن استثمار واستغلال مصادرة الطبيعية التي يمتلكها، فيما الثاني مساعدة الاردن على بناء مفاعل نووي في جنوب الاردن وهي ملتزمة بمساعدة الاردن من خلال اتفاقيات في هذا الاطار وان الشركات الفرنسية من اقوى الشركات المرشحة لتنفيذ هذا المشروع.


وبينت ان فرنسا سوف تقدم دعمها لهذا المشروع في جوانب عديده منها المالي حيث ان بناء مفاعل يكلف الاردن ماليا حوالي خمسة مليارات دولار كما تدعم الاردن في مجال امن المنشات النووية إذ ان اليورانيوم والمفاعل النووي يتطلبان اتخاذ سلسلة من الاحتياطات للحفاظ على الامان وبالتالي يجب على فرنسا ان تساعد الاردن في بناء مؤسسات واتخاذ اجراءات من اجل الحفاظ على بناء هذا المفاعل.



واوضحت ان فرنسا تساعد الاردن لاعداد الطاقات البشرية المدربة للتعامل مع المنشات النووية وقضايا الذرة ولهذا اعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي في اذار من هذا العام ان الاردن سيكون اول بلد يتم فيه إنشاء مركز فرنسي للتميز والتعاون على التدريب في المجال النووي وعليه فقد تم اعطاء سبعة طلبة اردنيين منحا دراسية للحصول على الماجستير في العلوم النووية من فرنسا إضافة إلى دعم الجامعات الاردنية لكي تتبحاث وتتعاون مع الكليات الفرنسية ذات العلاقة في هذا المجال لتدريب وتاهيل الكوادر اللازمة.



وعن التعاون في مجال المياه قالت السفيرة الفرنسية ان بلادها قدمت للاردن 200 مليون يوروا قروضا ميسرة لتمويل مشروع الديسي وهناك شركات فرنسية اخرى تنفذ مشروعات في وادي الاردن وتساعد كذلك في معالجة مياه خربة السمراء، مشيرة إلى ان فرنسا وضعت تحت تصرف الاردن مهندسا خبيرا لمساعدة الاردن في الاستثمار الامثل للمياه الجوفية.



واكدت ان التعاون مستمر في المجالات الاخرى وعلى راسها المجال القضائي، مشيرة الى ان القوانين الاردنية مستمدة بشكل كبير من القوانين الفرنسية وتجاوبنا مع طلب وزير العدل في مشروع قاضي المستقبل وهناك تعاون وثيق جدا بين ديوان المظالم الاردني ونظرائه في فرنسا اضافة الى التعاون الثقافي القائم سواء في المجال اللغوي او علم الاثار.



وقالت بروزيه ان هناك 43 الف طالب وطالبة في المدارس الاردنية يدرسون اللغة الفرنسية وهناك 2000 طالب وطالبة يدرسون اللغة الفرنسية في الجامعات الاردنية.



وبينت ان هناك تعاونا وثيقا بين المعهد الفرنسي للشرق الاوسط ودائرة الاثار العامة في الاردن منذ اكثر من 30 عاما فيما يتعلق بالعديد من المواقع الاثرية واهمها البترا وجرش وعراق الامير، مؤكدة ان التراث الاثري والسياحي للاردن يجذب الكثير من الفرنسيين لزيارته وياتي ترتيب فرنسا من حيث عدد السياح الذين ياتون الى الاردن في المرتبة الثانية.



وقالت ان مؤتمرا مهما عقد في باريس هذا العام وهو يعقد مره كل عامين يتم خلاله دراسة الاكتشافات الاثرية التي تتم في الاردن بمساعدة الجهات ذات العلاقة في الاردن وفرنسا.



واعادت التاكيد على ان فرنسا ملتزمة بالوقوف الى جانب الاردن في جميع جهوده من اجل التنمية والازدها بما في ذلك حقه في الحصول على الطاقة النووية.



وحول الوضع في المنطقة اكدت ان بلادها تؤيد قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنب الى جنب بامن وسلام وهذا ما اكده الرئيس ساركوزي .



وفي ردها على سؤال اذا كان هناك توجه لزيادة الدعم الفرنسي للاردن قالت "ان وقوفنا الى جانب الاردن مسالة محسومة ومصممون عليها ولا تخضع لاي نقاش وعلى الرغم من الازمة المالية وغيرها الا انه من المهم جدا لفرنسا الاستمرار في دعم الاردن لانه مثال على الاستقرار والتحديث والاعتدال".



ودعت الاردن الى ان يقدم في اطار الاتحاد من اجل المتوسط مقترحات ومشارع للحصول على تمويل اوروبي في مجال الطاقة بانواعها المختلفة وان فرنسا سوف تدعم مطالبه، مشيرة الى انه يوجد حتى الان حوالي 50 مشروعا اردنيا موجود في اطار الاتحاد من اجل المتوسط خاصة بالطاقة سنقدم دعمنا لها.



وفي ردها على سؤال اشارت الى انه لايوجد خوف من الاسلام في فرنسا ولدينا قوانين صارمة تعاقب أي تمييز تجاه الاديان وقبل عشرة ايام دشن رئيس الوزراء اكبر مسجد في فرنسا، لافتة إلى ان الرئيس ساركوزي ولدى وصوله الى السلطة انشىء المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية وهناك تشاور دائم مع ممثلي الطوائف الاسلامية والمسيحية وغيرها .



وقالت بروزيه ان هناك ثلاث وزيرات مسلمات في حكومة الرئيس ساركوزي مشيرة الى ان وزيرة العدل الفرنسية المسلمة عندما زارت الاردن التقت باحد ائمة المساجد الكبيرة في مادبا وهي معنية بالحوار والانفتاح على الاخرين ، واجرت كذلك لقاءات ومحادثات اوضحت خلالها سياسة فرنسا تجاه الاسلام ومواقفها في هذا الاطار.  -(بترا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد