صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة – خلدون بني خالد – في محافظة المفرق شمال شرق الاردن  وتحديدا في حي الفدين تم تشييد  قباب من الطين والتي تتميز بحجمها العملاق  حيث  استخدم في بنائها التراب الطيني الأصفر وبعض المواد الصديقة للبيئة  لتشكل   مبنى ضخماً يصل طوله إلى 6 أمتار لتعطي  مظهراً وكانك تعيش في الماضي  .

 

 صحيفة  السوسنة كان لها نصيب في زيارة  قباب الطين  الذي يتميز بمظهره المختلف والدائري والمبني  من مواد طبيعية من التراب الاصفر وبعض المواد المتوفرة في الارض التي استخدمها سكان المفرق المحليون ، حتى أواخر السبعينيات في بناء بيوتهم، التي ما يزال البعض منها شامخا ومعمورا بالسكان الى يومنا هذا .

 

واجرت السوسنة مقابلة مع صاحب قباب المفرق الطينية  حمد نزال  الذي أكد ان هذا  البناء قام ببنائه بنفسه بمشاركة بعض الاشخاص الداعمين للفكرة .

 

وقال نزال إنه  كان يعيش في عدة دول اوروبية  والولايات المتحدة  ثم عاد بهدف انجاز فكرة بناء منزل من الطين  ليرجعه  الى الجذور حيث  قام في بناء هذه القباب (البيت الطيني ) والمختلف تماما عن البناء الإسمنتي المتعارف عليه في وقتنا الحالي.

 

وأضاف  نزال أن معدل عمر البيت الإسمنتي حوالي 60 عاما،  مشيرا ان أقدم المباني الموجودة في عدد كبير من دول العالم يصل عمرها الى مئات السنين والتي تتميز انها ذات قواعد طينية .

 

واشار نزال  إلى أن مادة الإسمنت التي تستخدم في البناء الحالي  تحتوي على مواد كيماوية غير مفيدة للجسد وللأرض .

 

وأردف نزال إن هناك اختلاف بين البيوت الطينية والاسمنتية، لافتا الى ان البيوت الاسمنتية تحتفظ  في الحرارة وتقوم بتوزيعها في ارجاء المنزل  بشكل غير جيد ، أما البيوت الطينية فهي تتنفس وتتحكم  بدرجات الحرارة بين 16 درجة إلى 23 درجة كحد أقصى، بحيث يتم التخلص بشكل شبه كامل من فاتورة التبريد والتدفئة.  

 

واكد  نزال أن من مميزات بيوت الطين هي تدوير الطاقة السلبية بالجسد، كما أنها تحيي الذاكرة وتستعيد الماضي، مشيراً إلى أن الفرد سابقاً كان مستقلا وصاحب سيادة كونه لا يعتمد على المصانع والعمالة الأجنبية في مسكنه وفي قوته.

 

وعن الجانب الاقتصادي لبيوت الطين، قال نزال إنه في ظل عدم قدرة شريحة غير قليلة من المواطنين على بناء مسكن، بسبب ارتفاع كلفة البناء الحالية، تظهر بيوت الطين كحل مثالي لارتفاع الأسعار والغلاء، إذ أن بيت الطين يعتمد في بنائه على موارد محلية من البيئة، غير خاضعة لتقلبات الأسعار العالمية.

 

وقال نزال إنه يستخدم نفس الخلطة التي استخدمها أجدادنا في بناء البيوت القديمة والتي ما زال البعض يستخدمها للسكن الى يومنا هذا، مشيرا ان المواد المستخدمة هي  خلطة ثابتة ومجربة تشمل مادة التبن وشعر الماعز والرماد والكلس.

 

وقال نزال ان قباب المفرق  اصبحت  معلم يزوره المعجبون والذين  يبحثون عن نمط  مختلف في البناء، مؤكدا وجود  تقبل وتأييد كبير من الناس لهذا البناء.

 

واضاف نزال في حديثه لــ السوسنة إن :"الكثير من المارة  يتوقفون يوميا أمام  بيته الطيني للمشاهدة وإبداء الإعجاب"، مشيرا إلى إن قيمة بيوت الطين لا نظير لها، فالجمال نابع أصلا من طبيعة المادة المستخدمة كونها جاذبة للحياة. 

 

وقال نزال ان بيت الطين يبرز كبديل طبيعي صحي لا بد من التفكير به بشكل متوازن، وربما تطويره خاصة ونحن نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة تستدعي البحث عن حلول من كل مكان، مؤكدا أن تراثنا زاخر بالقيم والابتكارات، ويتعين علينا التمعن فيما يصلح منها وإعادة تبنيه إذا تبين أنه يقدم لنا مخرجاً.

 

وتالياً الفيديو والصور