حسابات زائفة على إكس بعضها بأسماء الزعماء

mainThumb
شركة إكس

01-01-2024 02:30 PM

وكالات - السوسنة

تسبب انتشار "حسابات مزيفة" بشكل ملفت لبعض زعماء الدول والسياسيين ومشاهير على منصات التواصل الاجتماعي جدلاً في الآونة الأخيرة، لا سيما وأنها تحمل شارة التوثيق الزرقاء، الأمر الذي يضفي عليها قدراً من المصداقية لدى بعض المستخدمين، ويؤدي بحسب بعض المراقبين إلى انتشار المعلومات الزائفة.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن بعض الخبراء، قولهم إن حسابات مثل هذه موجودة منذ انطلاق منصات التواصل الاجتماعي، وإن اكتسبت زخماً إضافياً أخيراً. وأوضحوا أنها عادة ما تحمل إشارة واضحة لكونها حسابات ساخرة، لكن هذا لا يحدّ من تأثيرها السلبي أحياناً على المستخدمين.

وفي مصر، أدى ظهور حساب "مزيف" باسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على منصة "إكس"، يحمل شارة التوثيق الزرقاء، الى بث منشورات "غير دقيقة" باسم الرئيس، ما دفع الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، للتحذير منه. إذ كتب بكري عبر حسابه على "إكس" ، عن وجود "حساب كاذب وساخر للأسف باسم الرئيس السيسي، من صناعة أهل الشر، حصل على العلامة الزرقاء مقابل 300 جنيه شهرياً (الدولار بـ30.9 جنيه)".

وأضاف بكري: "هذا الحساب ينشر مجموعة من الأكاذيب على لسان الرئيس السيسي، وعندما تحتج وتشكو، يقال لك هذا حساب ساخر". غير أن السياسي المصري يعدّ الحساب "أداة للتضليل تتحمل مسؤوليتها إدارة منصة (إكس) التي سمحت بتوثيقه بالعلامة الزرقاء".

وحقاً، فإن حساب الرئيس المصري ليس الوحيد من هذا النوع، إذ توجد حسابات عدة لمشاهير على منصات التواصل، تحت مسمى «حسابات ساخرة (Parody)»، بينها حساب لمالك منصة "إكس" نفسه رجل الأعمال العالمي إيلون ماسك، إضافة إلى حسابات باسم الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وغيرهم.

ويرى محمود غزيل، الصحافي اللبناني المدرّب في مجال التحقق من المعلومات، أن «الحسابات الساخرة موجودة منذ أن انطلقت منصات التواصل الاجتماعي، وعادة ما تحاول تقليد حسابات هيئات أو شخصيات عامة معروفة لدى شريحة واسعة من الناس ولكن بطريقة ساخرة». وأضاف خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» أن الفارق «الأبرز» بين الحسابات «المزيفة والساخرة»، هو أن «الأخيرة لا تحاول التخفي خلف مصداقية صاحب الحساب أو الظهور بشكل مطابق كما منشورات الحساب الأصلي على منصات التواصل من أجل إحداث القلقلة»، وتابع أن «الحسابات الساخرة يغلب على منشوراتها طابع السخرية، ويعمد عديد من أصحابها إلى إضافة كلمة ساخر أو (parody) في تفاصيل الحساب، ليس من أجل توضيح ذلك للناس فحسب، بل أيضاً التزاماً بقوانين منصات التواصل التي تفرض إضافة تلك العبارة».

ويلفت غزيل إلى أنه على سبيل المثال، تقول منصة «إكس» إن الحسابات «التي تقلّد شخصاً آخر أو مجموعة أو منظمة، لا تنتهك السياسة العامة للمنصة، لكن يجب أن تشمل صفحتها لغة أو مؤشرات أخرى تُعلم المستخدمين أن الحساب غير مرتبط بالشخصية الأساسية، وذلك لتجنب الالتباس».

أما بالنسبة لـ«فيسبوك»، فيشير غزيل إلى أن شركة «ميتا» تؤكد أيضاً «ضرورة أن يوضح الحساب الساخر ذلك للجمهور»، لافتاً إلى أنه من بين أشهر نماذج الحسابات الساخرة على «فيسبوك» حساب يحمل اسم «الصورة نفسها يومياً لراغب علامة»، وتوجد أيضاً على منصة «إكس» حسابات «ساخرة للأخبار»، بينها حساب باسم وكالة "رويترز"، وآخر باسم وكالة "سبوتنيك".

وفق المراقبين والمتخصصين فإنه رغم أن هذا النوع من "الحسابات الساخرة" متوافر في جميع منصات التواصل الاجتماعي، فإنه كما يقول غزيل: "شهد اندفاعة قوية على منصة (إكس) منذ عمد ماسك إلى تغيير قيمة علامة التوثيق الزرقاء، من خلال إتاحتها لكل من يريد مقابل اشتراك شهري... وباقي منصات التواصل اتبعت السياسة نفسها لاحقاً". ويضيف الصحافي والمدرب اللبناني أنه «أصبح بمقدور أي شخص الحصول على علامة التوثيق الزرقاء وجميع ميزاتها، من بينها، انتشار أقوى مقارنة بالحسابات الأخرى، ما أتاح للبعض استغلال تلك الخدمة من أجل نشر المعلومات الزائفة والمضللة، لا سيما أن عديداً من مستخدمي منصات التواصل يعدّون العلامة الزرقاء دليلاً على مصداقية الحساب».

يذكر أن منصة "إكس" فرضت نهاية العام الماضي رسوماً لتوثيق الحسابات تبلغ نحو 8 دولارات شهرياً، في حين "امتلأت المنصة بحسابات تنتحل أسماء شخصيات عامة؛ ما سبب ارتباكاً للمستخدمين»، حسب تقرير نشره موقع "فوربس" في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وعدّ رامي الطراونة، رئيس وحدة المنصات الرقمية في صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، حسابات "إكس"، التي تنتحل أسماء شخصيات شهيرة «من أبرز ظواهر منصات التواصل الاجتماعي السلبية... وعلى الرغم من تطور أدوات وأساليب التحقق من الحسابات الحقيقية ذات الموثوقية، فإن الزيادة المتنامية في أعداد المستخدمين الجدد ممن لا يمتلكون الخبرة الكافية في منصات التواصل، تجعل من محتوى تلك الحسابات أكثر قابلية للرواج، الأمر الذي يسهّل توظيفها في أغراض الاحتيال أو التشهير أو نشر المعلومات الزائفة، بل ونشر الفتن والكراهية بين المجتمعات" .  

إقرأ المزيد :   






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد