العالم يركض لاحتواء تصعيد محتمل .. ولبنان بَيْنَ بيْن يتبادل الاتهامات

mainThumb

05-01-2024 05:07 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

بدا أنّ العالم أكثر قلقًا من أي وقتٍ مضى من احتمالية توسّع دائرة الصّراع، وهو، كالعادة، يركضُ نحو الضحية مطالبًا إياها بضبطِ نفسها، وكانَ الأولى به والأكثر نجاعةً أن يطلبُ من "المعتدي" أن لا يقوم بالاعتداء. هكذا ببساطة. لكنّه زمن القوانين الدولية المقلوبة، والمستعملة، والتي فقدت قيمتها. 

تُسابق زيارات الموفدين الدوليين إلى لبنان احتمالات التدحرج إلى حربٍ أوسع، يسعى لها الاحتلال على ما يبدو، إذْ وصل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، إلى بيروت، الجمعة، في زيارة تستمر حتى الأحد، وتسبق زيارة ممثل الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستاين إلى بيروت في الأسبوع المقبل، بعد زيارته تل أبيب التي ستزورها أيضًا وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، يوم الأحد، وذلك ضمن حراك دولي مكثف لتطويق احتمالات توسع الحرب.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إن الحكومة الألمانية تراقب الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان، مشيراً إلى أن "خطر التصعيد حقيقي للغاية للأسف"، فيما تغادر وزيرة الخارجية الألمانية، يوم الأحد، متوجهة إلى دولة الاحتلال للقاء نظيرها الجديد "يسرائيل كاتس" لرئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوغ، بحسب المتحدث. 
في هذا الوقت، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان في بيان، الجمعة، أن بوريل يزور لبنان بين 5 يناير (كانون الثاني) الحالي و7 منه، حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان/ اليونيفيل اللواء أرولدو لآثارو.

ويأتي الحراك الدولي في ظل حالة (عدم يقين) لبنانية حول احتمالات التصعيد، بعد اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، وتهديد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالرد على الاغتيال، وإنْ كانَ معارضوا الحزب يعتبرونَ أنّ الأولى بنصر الله وحزبه أن يردّوا على اغتيال قائدهم مُغنيّة، لكنّ هذه المرة حسبَ آخرين مختلفة، إذْ يتعلق الأمر بالاستباحة، أي تصبح لبنان ساحةً تقصف فيها قوات الاحتلال متى شاءت كسوريا أو العراق، وهو ما أكده نصر الله، في كلمته، الجمعة، حيث قال: "قتل الشيخ صالح العاروري لن يكون بلا عقاب والرد سيكون في الميدان ولن نسكت على خرق بهذه الخطورة، نحن أمام فرصة حقيقية لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة كافة ومنع العدو "الإسرائيلي" من اختراق سيادة وطننا".
وكان رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" (المعارض لحزب الله، وصاحب التاريخ الدمويّ تجاه الفلسطينيين) سمير جعجع أن "الوضع العام في لبنان غامض جدًا وغير مستقر، باعتبار أن كل الاحتمالات واردة" لكنّه اعتبر أنّ: "حزب الله لا يريد التدخل في الحرب، على ما يبدو، بل جل ما يسعى إليه إثبات وجوده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية، إلى جانب تحقيق إيران مكتسبات إضافية على مستوى المنطقة".
وطرح جعجع علامات استفهام حول عملية اغتيال العاروري، ولفت إلى أن حزب الله كان يؤمّن عناصر حماية لنائب رئيس حركة حماس منذ وجوده في لبنان، مع الإشارة إلى أن الاستهداف تم في منطقة لحزب الله بامتياز. وقال: "ثمة سؤال في هذا السياق، هل هناك تواصل أو اتفاق بين الحزب أو إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى غير المفاوضات التي تُجرى في عمان؟ وفي حال كان هناك اتفاق فعلي، فلماذا لم ينسحب حول قضيتي البحر الأحمر والعراق؟ مجموعة علامات استفهام تشكّلت لا أجوبة عليها".

في سياقٍ متصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الجمعة، شن غارة في بلدتي عيتا الشعب ومجدل زون بجنوب لبنان، أسفرت عن تدمير بنى تحتية ونقطة وموقع عسكريين لجماعة حزب الله اللبنانية الموالية لإيران. حسب ادعائه.
أمّا لبنان (الرسمي) فتقدم بشكوى ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى مجلس الأمن الدولي عقب هجوم شهدته الضاحية الجنوبية في بيروت هذا الأسبوع.
وجاء في الشكوى: "هذا الاعتداء يمثّل الفصل الأكثر خطورةً في مسلسل الاعتداءات، حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ عام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت"، حسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد