صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة - كشف خبير أمني معلومات لم تُكشف من قبل عن جريمة جامعة مؤتة، التي راح ضحيتها الدكتور أحمد الزعبي، الأستاذ في الجامعة، على يد أحد طلاب الجامعة.

وأوضح الخبير في الشأن الأمني، اللواء المتقاعد الدكتور عمار القضاة، أن القاتل هو طالب يدرس "هندسة الحاسوب" في نفس الجامعة، ويعاني من اضطرابات نفسية. وكان يتابع حالته مع طبيب خاص، حيث تم وصف له عدة أدوية، منها "أكسييتا" بعيارين 60 و40، ودواء "بوبروبيون" المضاد للاكتئاب وفرط الحركة ونقص التركيز، بالإضافة إلى "كيوزال"، وهو دواء مضاد للذهان. وأشار القضاة إلى أن القاتل كان يعاني من هلاوس سمعية وبصرية، والتي أدت إلى نشوء حالة من الشكوك والأوهام الاضطهادية لديه، مما دفعه إلى اختيار ضحيته بشكل متعمد والتحضير لجريمته، حسب العربية.

وأكد القضاة أن الجاني نفّذ جريمته بوحشية، حيث وجه للدكتور الزعبي 13 طعنة دون وجود أي عداء مسبق بينهما. وأوضح أن الهلاوس التي عاشها القاتل جعلته يشك حتى في الطعام الذي يتناوله، إذ كان يعتقد أنه مسموم أو مسحور. كما أشار إلى أن القاتل قام بالاعتداء على والدته قبل الجريمة بيومين أو ثلاثة، واعتدى أيضًا على والده الذي تقدم بشكوى لدى الجهات المعنية، لكنه لم يتابعها لضبط القاتل وإيداعه في مستشفى الأمراض العقلية.

وفي تفاصيل أكثر حول الجريمة، ذكر القضاة أن القاتل اتصل بوالده بعد ارتكاب الجريمة، وأخبره قائلاً: "سكروا الباب، أنا ارتكبت جريمة قتل"، ثم توجه مباشرة إلى الشرطة وسلم نفسه. وكان هذا الخبر صاعقًا لوالده، حيث يعرف الضحية وكانا أصدقاء في نفس الجامعة.

وأضاف القضاة أن مسألة تعاطي القاتل للمخدرات لم تثبت بعد، حيث يتطلب الأمر إجراء فحوصات في المختبر الجنائي، والقرار النهائي يعود للجان الطبية المختصة. وستقوم المحكمة بتقييم الحالة النفسية للجاني عن طريق لجنة مكونة من أطباء نفسيين لتحديد مصيره، سواء بإحالته إلى مستشفى متخصص للعلاج أو إتمام فترة العقوبة.

وفي ختام حديثه، وجّه القضاة نصيحة هامة للآباء والأمهات بضرورة متابعة أبنائهم عند ظهور أي علامات تدل على وجود أمراض نفسية أو إدمان على المخدرات، والتوجه بهم إلى المراكز المعنية للعلاج قبل أن تتفاقم الأمور وتؤدي إلى نتائج مأساوية مثل هذه الجريمة.