بعد سنوات الحبس الانفرادي .. أوجلان يطرح نفسه صانعاً للسلام

mainThumb
أوجلان

13-05-2025 01:14 AM

السوسنة - متابعات

في خطوة وُصفت بالتاريخية، دعا عبد الله أوجلان، الزعيم المؤسس لحزب «العمال الكردستاني»، إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، مما اعتُبر تحولاً مفصلياً في مسار القضية الكردية في تركيا، وجعل من أوجلان – رغم سنوات سجنه الطويلة – يُوصف من قبل مؤيديه بـ«صانع السلام».

وشهدت مدن جنوب وشرق تركيا، في 27 فبراير (شباط) الماضي، مظاهرات جماهيرية ضخمة شارك فيها مئات الآلاف من الأكراد، احتفالاً بدعوة أوجلان المفاجئة، إلى جانب تظاهرات مماثلة في مناطق من شمال شرقي سوريا.

وقد تحققت هذه الدعوة رسمياً يوم الإثنين، مع إعلان الحزب تفكيك نفسه والتخلي عن العمل المسلح.

وبرغم بقاء أوجلان في الحبس الانفرادي 26 عاماً في سجن جزيرة إيمرالي، التابعة لولاية بورصة والمطلة على بحر مرمرة، فإنه لا يزال يُعد شخصية محورية في أي حديث عن حل سياسي للقضية الكردية، ويُنظر إليه كـ«رجل المرحلة» في معادلة السلام الداخلي.

تشكلّت أفكار أوجلان، الذي ولد لأسرة من المزارعين في قرية أوميرلي التابعة لبلدة حلفيتي في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا في 4 أبريل (نيسان) 1949، وسط معارك الشوارع العنيفة بين اليساريين واليمينيين في سبعينيات القرن الماضي.

أسس أوجلان، الذي يعدّه الأكراد «بطلاً»، حزب «العمال الكردستاني» في منطقة ليجا في ديار بكر (كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا) في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1978، بعد انشقاقه عن اليسار التركي، متعهداً بالقتال من أجل إقامة دولة كردستان المستقلة عقب تركه كلية العلوم السياسية في جامعة أنقرة.

قاد منذ عام 1984، من سوريا، تمرداً أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص (اختلفت التقديرات بالنسبة لعدد الضحايا ما بين 15 و40 ألف شخص). وصنفت تركيا وأميركا والاتحاد الأوروبي حزبه منظمة إرهابية.

بعد تهديد تركيا بالحرب ضد سوريا بسبب أوجلان في عام 1998، أجبرت دمشق على طرده بتدخل من مصر وإيران لمنع اندلاع الحرب، ما أسفر عن توقيع «اتفاقية أضنة»، التي منحت تركيا حق التوغل في الأراضي السورية لمسافة 5 كيلومترات لمطاردة عناصر «العمال الكردستاني» حال وقوع تهديد لأمنها.

وكان أوجلان قد سعى للحصول على حق اللجوء في روسيا، ثم إيطاليا واليونان، قبل أن يتم القبض عليه في العاصمة الكينية نيروبي في 15 فبراير عام 1999، ونُقِل جواً إلى أنقرة تحت حراسة قوات تركية خاصة، وحكِم عليه بالإعدام في 29 يونيو (حزيران) 1999 بتهمة تأسيس وقيادة منظمة إرهابية.

لكن الحكم لم يُنفَّذ عندما ألغت تركيا عقوبة الإعدام عام 2004 في إطار مفاوضاتها للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وخفف إلى عقوبة السجن مدى الحياة، مع عدم إمكانية الإفراج المشروط عنه، ليقبع منفرداً في زنزانة في سجن إيمرالي.

كانت دعوة أوجلان إلى «السلام ومجتمع ديمقراطي» في 27 فبراير هي ثالث دعوة يطلقها لوقف إطلاق النار، بعد محاولتين باءتا بالفشل في مطلع الألفية الثالثة وفي عام 2013، والتي انهارت في يوليو (تموز) 2015، بعدما رفض إردوغان الاعتراف بما تم التوصل إليه خلال المفاوضات، وأكد أنه لا توجد مشكلة كردية في تركيا، ما أدّى إلى اندلاع أحد أكثر الفصول دموية في النزاع، لكن على الرغم من موقف إردوغان السابق، الذي جاء وقت انتخابات واجه فيها حزب «العدالة للتنمية» أو تراجعاته الضخمة، عاد الرجل نفسه، أوجلان، ليطلق نداء جديداً للسلام وحل حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، آملاً في تحقيق التآخي بين الأكراد والأتراك وإحلال السلام في المجتمع ... لكن لا أحد يعلم ما إذا كانت دعوته الجديدة ستثمر حلاً دائماً للمشكلة الكردية في تركيا والمنطقة، أم تضيع في دهاليز السياسة وتكتيكات الانتخابات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد