الكابتن إيلا .. الضابطة المسلمة التي تصدرت واجهة إعلام جيش الاحتلال

mainThumb

19-06-2025 07:20 PM

وكالات - السوسنة     

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لمع اسم إيلا واوية، المعروفة إعلاميًا بلقب "كابتن إيلا" أو "الميجور إيلا"، كواحدة من أبرز الوجوه الإعلامية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد تصاعد العمليات في قطاع غزة.

في الوقت الذي اعتاد فيه الجمهور العربي على تغريدات المتحدث العسكري أفخاي أدرعي، ظهرت إيلا لتنافسه في بث البيانات والدعاية عبر منصة "إكس"، مدافعة عن مواقف جيش الاحتلال الذي يواجه مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية. لكن من تكون إيلا، وما الذي يجعلها حالة استثنائية في المشهد العسكري الإسرائيلي؟

من قلنسوة إلى الجيش الإسرائيلي

ولدت إيلا واوية في 16 أكتوبر 1989 في مدينة قلنسوة بمنطقة المثلث، لعائلة مسلمة. على الرغم من انتمائها إلى مجتمع عربي محافظ، اختارت مسارًا غير مألوف، فالتحقت بالخدمة الوطنية عام 2011 في مستشفى مئير في كفار سابا، ثم تطوعت في الجيش الإسرائيلي عام 2013، لتصبح أول عربية من المثلث تنخرط رسميًا في صفوف الجيش.

حرصت إيلا على إخفاء خدمتها العسكرية عن عائلتها وأقاربها بسبب طبيعة القرار الحساسة، خاصة وأنها خدمت خلال واحدة من أكثر الفترات توترًا، بما في ذلك حرب غزة 2014، ما يعكس حجم التحديات التي واجهتها داخل مجتمعها.

صعود سريع وتكريمات متتالية

في عام 2015، التحقت إيلا بدورة الضباط في الكتيبة الأولى، وتم تكريمها بـوسام الرئيس المتميز، كما نالت لاحقًا جائزة التميز من رئيس قسم العمليات اللواء أهارون خاليڤا في 2018.

بحلول نهاية عام 2019، أعلنت بشكل رسمي عن خدمتها في الجيش، وفي عام 2021 أصبحت نائب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي. وفي سبتمبر 2023، تمت ترقيتها إلى رتبة "رائد" (ميجور)، لتصبح بذلك أول امرأة عربية مسلمة في هذا المنصب. وحصلت هذا العام على وسام الامتياز من رئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط العربية.

تعليم ومبادرات

تحمل إيلا شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الاتصال من الكلية الأكاديمية نتانيا، بالإضافة إلى درجة الماجستير في التسويق الحكومي والسياسي من IDC هرتسليا. عام 2010، أطلقت مشروع "العيش معًا" الذي يهدف إلى تعزيز التفاهم بين العرب واليهود، في إطار محاولات لصنع نموذج "تعايش" مشترك.

إيلا في الإعلام.. بديل نسوي لأدرعي؟

مع تصاعد الحرب في غزة، باتت إيلا تظهر باستمرار على منصة "إكس"، تنشر الرواية العسكرية الإسرائيلية، وتروج لخطاب جيش الاحتلال بأسلوب موجّه للجمهور العربي، ما جعل البعض يصفها بأنها "أفخاي أدرعي الجديد"، أو النسخة النسائية من المتحدث الذي لطالما أثار جدلًا في الخطاب العربي.

في ظل هذا الظهور المكثف، يرى مراقبون أن إيلا تمثل محاولة دعائية جديدة تهدف إلى كسر الصورة النمطية لجيش الاحتلال في العالم العربي، عبر توظيف امرأة عربية مسلمة في منصب حساس، يتعامل بشكل مباشر مع الرأي العام العربي.

ردود فعل متباينة

خطوة إيلا لم تمر دون انتقادات، إذ وُوجهت بانتقادات شديدة من المجتمع العربي داخل الأراضي المحتلة، واعتُبرت خدمتها في الجيش الإسرائيلي خيانة وطنية ودينية من قبل العديد من النشطاء. في المقابل، تحظى بدعم مؤسسات رسمية إسرائيلية تُروّج لتجربتها كـ"نموذج نجاح للاندماج العربي".

تظل إيلا واوية شخصية مثيرة للجدل، تجمع بين الهوية العربية والانخراط العميق في بنية الجيش الإسرائيلي. وبينما تواصل تصدر المشهد الإعلامي في ظل الحرب المتصاعدة، تبقى قصتها محط أنظار وتحليلات في الأوساط السياسية والإعلامية، باعتبارها وجهًا غير تقليدي لسياسات الاحتلال الموجهة نحو الداخل العربي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد