الأردن يؤكد دوره المحوري في التهدئة الإقليمية ورفض التصعيد العسكري

mainThumb

20-06-2025 07:25 PM

عمان - السوسنة

أثبت الأردن من خلال مواقفه وجهوده الدبلوماسية، دوره الرئيس في الحفاظ على استقرار المنطقة، وجعل سياسته الراسخة دعوة إلى التهدئة والحوار اللذين يشكلان سبيلاً وحيدًا لتجنب التصعيد في المنطقة وتحقيق السلام.
وما بين قمم واشنطن وبيانات الاتحاد الأوروبي، ظهرت عمان كمنصة دبلوماسية نشطة تدعو إلى ضبط النفس وتعمل كوسيط جاد بين الأطراف، هذه المبادرات لا تقف على الإعلام والسياسة الرسمية فقط، بل لها أبعاد استراتيجية في الحفاظ على الأمن الوطني وتحقيق التوازن الإقليمي.
وفي هذا السياق، أكدت شخصيات دبلوماسية وبرلمانية دور عمّان في الدفع باتجاه التهدئة بين الأطراف، مبينين أن الأردن يلعب دورًا دبلوماسيًا وإقليمًا ودوليًا في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، ويبرز الأردن كصوت عاقل ومتوازن في قلب الأزمة.
وأشارت هذه الشخصيات الوطنية، إلى حرص الأردن على حماية سيادته ودفع عملية التهدئة، ودفعه برسائل دبلوماسية واضحة عبر قنوات متعددة؛ فجلالة الملك عبدالله الثاني تواصل مع قادة دولية بشأن التهدئة والعودة إلى طاولة الحوار، والجهات الدبلوماسية نظمت اتصالات مكثفة مع عديد من عواصم العالم خصوصًا واشنطن وباريس.
كما أكد الأردن، أنه لن يسمح لأي طرف باستخدام مجاله الجوي كمنصة للعنف، وأدان الأردن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران بوصفها "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي".
وفي الإطار، قال الوزير والسفير الأسبق العين علي العايد، إن جلالة الملك عبدالله الثاني بذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لمحاولة وقف الحرب الغاشمة على غزة من خلال تواصله منذ بداية العدوان مع دوائر صنع القرار في عواصم المجتمع الدولي، كما أكد جلالته مرارًا على ضرورة وقف أشكال العدوان الإسرائيلي كافة على الشعب الفلسطيني في غزة، وفي مدن ومخيمات الضفة الغربية.
وأضاف العايد، أن تأثير الأردن كان جليًا على المبادرات الدبلوماسية التي تطلق من بعض الأطراف الدولية؛ حيث أنها جاءت متوافقة مع الجهود الأردنية في التواصل مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وباقي الدول المؤثرة في العالم لدفع مسار وقف العدوان.
وأوضح العايد، أن الأردن حرص على حماية سيادته، مع التشديد على أن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي طرف، خاصة مع التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل.
وأكد العايد، أن الأردن بقيادة جلالة الملك أظهر حرصه على دفع مسار دولي شامل لوقف التصعيد، تجنبًا لانزلاق الصراع إلى حرب إقليمية، كما دعا الأردن إلى حتمية التهدئة عبر اتصالات مكثفة مع زعماء ووزراء خارجية العديد من الدول منها أميركا وبريطانيا وإسبانيا والنرويج، واستهدف التحذير من "التصعيد الخطير" وتداعيات هذه الحرب وطالب بوقف العدوان والنظر بجدية إلى التركيز على معالجة أسباب الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني.
وأكد العين العايد، أن الأردن بقيادة جلالة الملك بذل جهودًا مكثفة مع شركاء الأردن الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتأمين دعم دولي لجهود التهدئة ووقف العمليات العسكرية وكان موقف الأردن الرسمي واضحًا وهو التحذير من حرب إقليمية والإصرار على التهدئة مع إدانة بدء العملية الإسرائيلية على إيران.
وناشد الأردن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتحقيق وقف فوري للعمليات العسكرية.
وقال العايد، إن الأردن بذلك أثبت حكمًا واقعيًا عبر وسائل التهدئة المباشرة وإرسال رسائل سياسية واضحة.
وعلى الرغم من عدم تحقيق وقف للحرب على غزة وما بين إيران واسرائيل، فإن دور الأردن كجسر تواصل مع مجتمعه العربي والدولي أسهم في خفض منسوب التصعيد ومنع اتساع الصراع، كما حازت الرسائل الأردنية على دعم من المجتمع الدولي ودول عربية وأوروبية أخرى.
بدوره، قال السفير السابق محمد القرعان، إن الأردن يتبع سياسة متوزانة معتدلة بين الأمم ودائمًا يدعو إلى الحوار لإيمانه بأن الحوار هو الحل الأمثل لحل جميع المشاكل والاختلافات بين الدول وأن الحروب لا تجني إلا الدمار والكوارث والعداء بينها.
وأشار إلى أن المنطقة تشهد تصعيدًا خطيرًا يستدعي تكاتف الجهود الدولية لوقف العدوان وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال: "تُعد السياسة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني نموذجًا متوازنًا وحكيمًا في التعامل مع مختلف الأحداث والظروف الإقليمية والدولية باعتبارها سياسة الاعتدال والتوازن".
وأشار القرعان إلى أنه منذ تولي جلالة الملك العرش، أرسى جلالته سياسة خارجية قائمة على الاعتدال والتوازن؛ مما جعل الأردن واحة استقرار في منطقة مضطربة، مبينًا أن هذه السياسة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للمملكة.
وأبرز النائب السابق باسل علاونة، أن الأردن "مستهدف إقليميًا على المستوى السياسي والجماعات"، داعيًا إلى مضاعفة الوعي والتكاتف الوطني، وعدم السماح بأن يتحوّل البلد إلى ساحة صراع.
واستشهد علاونة أيضًا بخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الذي شدد فيه على أن "الأردن لن يكون ميدان حرب ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر"، مؤكدًا حماية المجال الجوي الوطني ودور الدبلوماسية الحازمة في التصدي لهذه المخاطر.
وناشد بـ"الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية" لحماية الوطن وتعزيز الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن الولاء للقيادة والانتماء للوطن والثقة بمؤسساتنا وقواتنا المسلحة الأردنية، هو "مصدر القوة والاستقرار" وأن الالتفاف خلف القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية هو دأب الأردنيين.
وقال، إن الخطاب الرسمي يوجه رسالة واضحة: أردن دائم السعي للسلام، لا الانحياز، ولا الانجرار نحو أزمات لا طائل منها، مضيفًا: "المواطنون مدعوون لدعم هذه السياسة المعتدلة والتوعية بدورها المحوري في حماية الأمن الوطني والإقليمي".
من جهته، قال النائب السابق أحمد الجالودي إن الأردن يتبنى سياسة متوازنة ترفض أن يكون طرفًا في الصراع بين إسرائيل وإيران، مع التركيز على حماية أمنه القومي والحفاظ على استقراره، ومن خلال مواقفه الدبلوماسية والإجراءات العملية، يسعى الأردن إلى تجنب التصعيد الإقليمي والمساهمة في جهود التهدئة.
وأكد، أن الأردن يبذل كل ما في وسعه لتجنيب المنطقة والعالم حربًا كارثية مدمرة، لا قدر الله، في حال توسع الصراع بين إسرائيل وإيران.
وأشار الجالودي إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن الأردن يسعى جاهدًا لوقف هذا العدوان وجرائمه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد