طواقم الإسعاف والدفاع المدني ترفض مغادرة غزة

mainThumb
فرق الدفاع المدني تحاول السيطرة على حريق ناجم عن غارات إسرائيلية على مدينة غزة

19-09-2025 07:54 PM

السوسنة - على مدار 18 ساعة متواصلة من البحث عن مفقودين تحت أنقاض منزل دمرته طائرات الاحتلال على رؤوس ساكنيه بحي الدرج وسط مدينة غزة، واصل رجال الإنقاذ محاولاتهم لإخراج سيدة لا تزال على قيد الحياة، باستخدام وسائل بدائية لا تتناسب مع حجم الجريمة المروعة التي حولت في ثوان معدودة عدة بيوت إلى ركام.

بعد وقت طويل من العمل الشاق والخطورة التي تهدد الطواقم الميدانية نظرا لاستمرار القصف الجوي العنيف، وصلت إشارة حياة لسيدة لا تزال عالقة مما استدعى أن تهرع سيارة الدفاع المدني تجاه المستشفى لجلب طبيب لتوصيل محلول ملحي لها في محاولة لإنقاذ حياتها إلى حين التمكن من إخراجها.

تلك التفاصيل المؤلمة واحدة من أحداث تعيشها طواقم الإسعاف والدفاع المدني في مدينة غزة على مدار الساعة مع استمرار زحف جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه أحيائها المكتظة بالسكان بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف لا يهدأ.

وترفض طواقم الإسعاف والدفاع المدني مغادرة مدينة غزة رغم تواصل التهديدات الإسرائيلية، وذلك في سبيل استكمال مهمتهم الإنسانية وإنقاذ حياة المصابين.

وتكشف تفاصيل ميدانية حصلت عليها الجزيرة نت عن تمكن فرق الطوارئ من إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، بعد مكوثها أكثر من 8 ساعات تحت أنقاض منزلها بمحيط ساحة الشوا في المدينة.

وفي حادثة أخرى تعكس انعدام مقومات العمل لدى هذه الطواقم بسبب رفض الاحتلال إدخال أي من معدات الإنقاذ، قضت الفرق العاملة أكثر من 72 ساعة في محاولة للوصول إلى أكثر من 25 عالقا تحت ركام منزل مكون من 4 طوابق يعود لعائلة الحصري في مخيم الشاطئ بعدما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية سكانه وهم نيام.

بجهود بدائية سارعت فرق الدفاع المدني بالحفر للوصول إلى أحياء تحت الركام، لاسيما أن شابا تمكن من إرسال نداء استغاثة عبر هاتفه المحمول، غير أنه فارق الحياة بعدما تمكنوا من الوصول إليه.

ويروي محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة للجزيرة نت كيف يستهدف الاحتلال المباني السكنية على رؤوس من فيها، حيث تتحرك طواقم الإنقاذ على الفور رغم المخاطر الميدانية بسبب عدوان الاحتلال المتواصل على المدينة، لكنْ أحيانا لا يستطيعون التحرك عندما يفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته بالنار على المنطقة، إلا بتنسيق مسبق وهو ما يتطلب ساعات وربما أياما.

ويوضح أن الاحتلال يرفض غالبا طلب السماح بتسهيل مهامهم وبالتالي انعدام فرصة إنقاذ من لا يزالون على قيد الحياة.

وتعمل الطواقم الميدانية بجهود ذاتية وبدائية بعد تدمير الاحتلال 90% من مقوماتها، بعدما أصبح الحصول على المعدات شبه مستحيل كما يقول بصل، كما أن شح الوقود يعد من أبرز المعيقات التي تحول دون قدرة سيارات الدفاع المدني على التحرك، لأن الكميات التي تقدمها المؤسسات الدولية لا تلبي 20% من الاحتياج الفعلي للعمل على مدار الساعة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد