الصفدي : هذا هو الحل الوحيد لمخيم الركبان

mainThumb

29-12-2018 10:20 AM

السوسنة - أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أن الأردن وروسيا يتفقان على الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.

 
وشدد الصفدي خلال لقاء مع فضائية روسيا اليوم، الجمعة، على أن الأردن يتمنى أن تنتهي الأزمة السورية وتستعيد سوريا دورها وعافيتها في المنطقة.
 
ووصف الصفدي لقاءه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بـ"الودي والصريح والإيجابي والمثمر".
 
وحول اللاجئين السوريين في الأردن، قال الصفدي إن "في الأردن 1.3 مليون شقيق سوري حوالي 670-680 ألف من هؤلاء مسجلون عند منظمات الأمم المتحدة وبالتالي يحملون صفة لاجئ رسمياً، أما البقية فهم غير مسجلين لكنهم موجودون في الأردن، و10% من هؤلاء موجودون في مخيمات اللجوء في الزعتري والأزرق وغيرها، لكن 90% منتشرون في بقية أنحاء المملكة بكل مدينة وقرية".
 
وأضاف: "نحن في الأردن اعتمدنا منهجية في التعامل مع ضيوفنا هو أن نقدم كل ما نستطيعه من دعم وإسناد لهم إلى حين توفر الظروف التي تتيح عودتهم الطوعية إلى بلدهم، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة ورغم ما يتعرض له اقتصادنا من ضغوطات ووصول نسبة البطالة إلى 18.5% نحن مستمرون في أن نفتح بيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا إلى أشقائنا، هنالك حوالي 155 ألف طالب سوري في مدارسنا الرسمية".
 
وتابع: "عندما يذهب الطالب السوري إلى المدرسة نحن لا نسأل عما إذا كان والداه مسجلين أم لا، لأننا ندرك أن اعطاءه التعليم حق لن يكون مرتهنا بقرار أهله أن يسجلوا أو لا يسجلوا، لأجل ذلك فالأرقام بالنسبة لنا واضحة ولكن التصنيف مختلف بهذا الموضوع، ونحن مستمرون في تقديم كل ما نفعل لأشقائنا ضيوفنا الأعزاء على المملكة الأردنية الهاشمية، وبنفس الوقت نشجع العودة الطوعية لهم إلى بلدهم".
 
ولفت الصفدي إلى أنه ومنذ إعادة فتح الحدود بين الأردن وسوريا وحتى مساء الخميس 27/12/2018، عاد حوالي 7 آلاف لاجئ مسجل وحوالي 38 ألف سوري غير مسجلين كلاجئين، ودخل الأردن حوالي 21 ألف مواطن سوري غير مسجلين، مشيرا إلى أن الرقم يتغير يومياً لأن الحدود مفتوحة بين البلدين.
 
وحول مخيم الركبان، أكد الصفدي أن قاطنيه ليسوا لاجئين بل نازحون على أرض سورية؛ لأن التجمع داخل الأراضي السورية.
 
وأشار إلى أن الأردن قام في وقت سابق بدوره الإنساني "لأن الظروف الميدانية على الأرض من الداخل السوري بسبب الأوضاع القتالية لم تكن تسمح بإدخال المساعدات من الداخل السوري، فقام الأردن بإدخال المساعدات عبر حدوده إلى قاطني الركبان".
 
وأكد الصفدي أن الأردن لا زال يقدم حتى اليوم المياه إلى مخيم الركبان رغم أنه – أي الأردن – ثاني أفقر دولة بالمياه في العالم، مشيرا إلى أن المياه التي تذهب إلى مخيم الركبان هي من آبار أردنية، كما أنه لا زال في المخيم عيادة أردنية تقدم المساعدات الطبية لمن يحتاجها.
 
وشدد الصفدي على أن الركبان مسؤولية سورية أممية وليس مسؤولية أردنية، لافتا إلى أن الأردن لن يسمح بإدخال مساعدات إلى المخيم عبره "لأن ذلك له تبعات" على حد تعبيره، مؤكدا في الوقت ذاته على أن ظروف مساعدة قاطني الركبان متاحة من الداخل السوري.
 
وأضاف: "بالنسبة لنا في الأردن استمرار وجود مخيم الركبان هو تهديد لأمننا القومي، الركبان هو تجمع على أرض لم تقم بها حياة على مدى التاريخ، أوضاع إنسانية صعبة ما أدى إلى انتشار العديد من الأخطار، مذكراً أننا دفعنا شهداء أردنيين نتيجة عمليات إرهابية انطلقت من مخيم الركبان".
 
وتابع: "بالنسبة لنا الحل الوحيد لمخيم الركبان الذي يضمن حل المشكلة بشكل كامل هو التوصل إلى صيغة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة وسوريا تتيح عودة قاطني الركبان إلى مدنهم وقراهم خصوصا أن هذه المدن التي أتى منها معظم قاطني مخيم الركبان هي في دير الزور والرقة وحلب وحمص قد تحررت من داعش، وبالتالي ما نعمل عليه الآن وبالتنسيق مع أصدقائنا في روسيا وأصدقائنا في الولايات المتحدة هو التوصل إلى آليات تتيح العودة الآمنة لقاطني الركبان إلى مدنهم وقراهم".
 
وشدد الصفدي على أن "مسؤولية المساعدات الإنسانية تعطيك معالجة وقتية ظرفية ونحن نعتقد أن ظروف إيصال هذه المساعدات مرة أخرى متاحة من الداخل السوري ولكن هذا يتطلب تفاهماً روسياً أمريكياً لأن الركبان هو في منطقة التنف الموجودة بها القوات الأمريكية الآن".
 
ورداً على سؤال المذيع حول ما هو المطلوب من روسيا حالياً، قال الصفدي "تحدثت مع لافروف الآن على أن الحل الوحيد هو البدء بالعمل عبر آلية الحوار الثلاثي الموجودة أصلاً في عمان فهناك مركز للمراقبة كان قد أنشأ في عمان بعد أن اتفقت الدول الثلاث على إنشاء منطقة لخفض التصعيد في الجنوب السوري قبل أكثر من عام، هذا المركز ما زال موجوداً ونحن نريد إطلاق حوار ثلاثي يتيح العودة الطوعية لقاطني الركبان بأسرع وقت ممكن إلى مدنهم وقراهم وهذا كان في مقدمة المواضيع التي طرحناها اليوم وأعتقد أن هنالك تفهم وتوافق أردني روسي على هذا الموضوع".
 
ولفت إلى أن الولايات المتحدة قالت إنها ستنسحب من الأراضي السورية وانسحابها سيشمل بالتأكيد منطقة التنف كما قال المسؤولون الأمريكيون وبالتالي لا بد من حل مشكلة الركبان قبل الانسحاب الأمريكي.
 
وأضاف: "نتحدث عن 50 إلى 60 ألف قاطن للركبان وهناك مجموعة مقاتلة أيضاً، وبالنسبة لنا نحذر من أن هنالك عناصر دائمة لداعش في الركبان أيضاً، فلا نريد أن نجد أنفسنا في مواجهة اشتباكات جديدة في تلك المنطقة ولا بد من العمل مبكراً على حل المشكلة عبر الحل الوحيد الذي يمثل حلاً جذرياً وهو أن نتعاون جميعاً الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والأردن على تأمين العودة الآمنة لهؤلاء عبر اتفاقيات مصالحة وتسوية بينهم وبين حكومتهم السورية".
 
وعن تأثير سحب القوات الأمريكية من منطقة التنف الحساسة الأمنية، قال الصفدي إن "منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي واستعادة القوات السورية السيطرة على المنطقة فالوضع هناك يختلف عن منطقة التنف الموجودة بالجنوب الشرقي إلى الحدود المشتركة الأردنية العراقية السورية، نحن الآن مرة أخرى تحدثنا مع الأمريكيين والروس وما نريد أن نصل له هو تفاهم يضمن أمن تلك المنطقة بحيث يتم الترتيب لهذا الانسحاب بما يضمن الأمن والاستقرار".
 
وأضاف: "القوات الداعشية موجودة في الجهة المقابلة لمنطقة التنف والبالغة مساحتها 55 كلم، وبالتالي هناك وجود لداعش، واذا اشتعل الوضع لا قدر الله في الشمال الشرقي والشمال قد يحاول مقاتلوا داعش التسلل من الشمال بإتجاه الجنوب الشرقي وهذه المنطقة صحراء مفتوحة، الحفاظ عليها أمنياً يتطلب جهود كبيرة".
 
واستشهد الصفدي بمقولة جلالة الملك حيث قال: "داعش هزمت ولكنها لم تدمر"، مشيرا إلى أن تدمير داعش يستوجب تدمير الظروف التي تعتاش عليها.
 
وتابع: "الحل الأمثل هو تعاون أردني روسي أمريكي من أجل ضمان أمن تلك المنطقة والترتيب للانسحاب بما يحقق ذلك".
 
وأشار: "بالنسبة لنا في المملكة حدودنا مع سوريا تمتد على مسافة 378 كم ونثق ثقة مطلقة بقواتنا العسكرية والأمنية وقدرتها على حماية حدودنا من الجانب الأردني من الحدود، لكن من الضرورة أن تكون هناك تفاهمات مع الحكومة السورية ومع الروس بحيث نقوم جميعاً بإتخاذ الإجراءات التي تضمن أن لا تصبح تلك المنطقة منطقة خطر علينا ومنطقة أيضاً تتيح لداعش إعادة التموضع وإعادة التنظيم وإعادة الإطلاق".
 
وعن المقاتلين الذي تم تدريبهم من قبل القوات الفرنسية والأمريكية مثل جيش العشائر وإلى أين سيتجهون، بين أن هناك عددا محدودا من المقاتلين في منطقة التنف يتراوحون بين ألف إلى 1500 مع عائلاتهم، ومثل ما تم في الجنوب الغربي تم هناك اتفاقيات أتاحت إما المصالحة وإما الانتقال إلى مناطق أخرى.
 
وأكد أن الأردن لن تسمح بإدخال شخص واحد من مخيم الركبان مدنياً كان أو غير مدني إلى حدوده.
 
الصفدي أشار إلى أن ما بين 700 إلى 1200 أردني ذهبوا لجبهات القتال في الخارج.
 
ولفت إلى أن هناك نوعان من الخطر الداعشي الخطر العابر عبر الحدود، "وهو خطر نتصدى له وتتصدى له أجهزتنا الأمنية والعسكرية بكل كفاءة وتصدت له في السابق وأحبطت عديد العمليات التي كانت تستهدف إلحاق الضرر ليس فقط بالمملكة بل بدول أخرى، حيث استطاعت أجهزتنا الأمنية أن تكشف عمليات كانت تهدد دول أخرى وبالتالي فيما يتعلق بأمن حدودنا فنستند إلى خبرة ودراية وكفاءة وتفان لدى قواتنا العسكرية والأمنية وهذا يطمئننا، وأيضاً هنالك علاقات مع العديد من الدول الصديقة التي نتعاون معها".
 
وبين أن " مسألة تسلل الفكر الداعشي هذا خطر يهدد العالم كله ولذلك عندما نتحدث في المملكة عن محاربة داعش تتحدث عن منهجية شمولية يؤكدها جلالة الملك دائماً أنت بحاجة إلى أن تهزمهم عسكرياً وأمنياً وأنت بحاجة إلى أن تهزمهم فكرياً وبحاجة أن تفكك قدرتهم على إعادة التموضع في كافة مناطق الصراع لأنهم كلما وجدوا أزمة كلما تسللوا عبرها، لأن داعش والإرهاب يعتاشون على الفوضى وبالتالي هناك تحدي أسميه الدعشنة الذاتية عبر وسائل التواصل الإجتماعي وهذا خطر تواجهه بتحصين المجتمعات، والحمدلله مجتمعنا في الأردن مجتمع معتدل مجتمع وسطي مجتمع محصن ضد الفكر المتطرف إلى درجة كبيرة رغم أن هذا الخطر موجود في الأردن كما في غيره من الدول وأعتقد أن البيئة العامة في الأردن ليست بيئة جاذبة للفكر المتطرف فهناك بؤر نتصدى لها عسكريا وأمنيا ولكن الأهم من ذلك أن الأردن كما أكد جلالة الملك في مقدمة الدول التي تقوم بجهود منهجية مأسسية لدحر الظلامية الإرهابية وإظهارها على ما هي عليه هم خوارج الإسلام لا علاقة لهم بالدين الإسلامي أو بقيم السلام والمحبة والاحترام للآخر وماضون في تلك المعركة وبحاجة أن نتعاون كلنا معاً من أجل ذلك".
 
وتابع "أود أن أشير إلى أن هناك تعاون قوي ما بين روسيا الاتحادية والمملكة في موضوع محاربة الإرهاب ودحره ونحن شركاء في هذه الحرب وثمة تعاون على جميع المستويات".
 
وعن العلاقات مع سوريا، قال الصفدي إن "الأردن لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع سوريا سفارتنا موجودة ولم تغلق صحيح أن التمثيل الدبلوماسي كان منخفض لكن السفارة بقيت مفتوحة والسفارة السورية في عمان أيضاً كانت مفتوحة وتمارس عملها، ونحن في المملكة منذ البداية نقول إنه لا بد من دور عربي إيجابي يسهم في حل الأزمة السورية لأنه من غير المعقول ومن غير المقبول أن ترى العالم كله يجتمع ويتحدث حول حل الأزمة السورية وسوريا دولة عربية أساسية ودولة عربية مهمة، لا حضور للعرب في هذا العمل، ومنذ البدء كان الموقف الأردني أنه لا بد من دور عربي إيجابي يسهم في تحقيق الهدف الأساس وقف هذه الحرب ووقف هذه الكارثة، نحن نريد أن تستعيد سوريا عافيتها وأمنها واستقرارها لأن ذلك ضرورة لأمن واستقرار المنطقة وبالتالي لا بد أيضاً من أن يضمن التقدم الآن عودة سوريا إلى منظومة العمل العربي لأن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها هو ركن أساس من أمن واستقرار المنطقة ومنظومة العمل العربي المشترك".
 
وعن القمة العربية المقبلة، أكد الصفدي أن "تجميد عضوية سوريا كان قراراً للجامعة العربية ولا أستطيع الحديث نيابة عن الجامعة وما آمله هو أن نتقدم بإتجاه حل الأزمة السورية وبإتجاه انخراط إيجابي يتيح حل الأزمة ويتيح عودة سوريا إلى الحاضنة العربية دولة أساس ودولة مهمة وركن من أركان عملنا العربي المشترك".
 
وقال إن "التواقيت والتفاصيل متروكة لتطورات كثيرة لكن واضح أننا في المملكة وفي العديد من الدول العربية نريد أن نتجاوز هذه الأزمة عبر التوصل إلى حل سياسي لها وفق المرجعيات التي تحدثت عنها بما يحقق خروج كل القوات الأجنبية من سوريا واستعادة سوريا إلى أمنها واستقرارها ونتجاوز هذه الكارثة التي هي فعلاً كارثة والتي أدت إلى دمار كبير، ونحن في الأردن تحديداً عندما نتحدث عن حل سياسي للأزمة نتحدث عن واقع كان هنالك مقاربات في الماضي، وأثبتت هذه المقاربات عدم جدواها".
 
وأضاف "هناك مقاربات دولية إقليمية أثبتت عدم جدواها، والآن هناك واقع جديد وإذا أردنا الحديث عن حل كلنا متفق أن لا حل عسكري للأزمة السورية، كلنا متفقون أن الحل سياسي فلنعمل جميعاً من أجل التوصل إلى هذا الحل السياسي ومرة أخرى لتعود الأزمة السورية حول سوريا وحول السوريين ولنحيد سوريا قدر الإمكان عن صراعات الأجندات الإقليمية والدولية التي أصبحت للأسف هي الطاغية في المقاربات إزاء هذه الدولة العربية الرئيسة".
 
وتابع "من هنا نقول إنه لا بد من مقاربات جديدة تستند إلى الواقع تستند إلى الحقائق وتستهدف الأفضل لسوريا والسوريين والحل الذي يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها هو الحل الذي تدعمه المملكة وتسعى إليه المملكة والذي عملت المملكة على إنجازه منذ فترة طويلة".
 
وعن القضية الفلسطينية، قال الصفدي إن "الأردن لا يبتز بهذا الموضوع ونحن دولة واثقة وراسخة قديمة لنا مواقفنا الثابتة الواضحة التي يعرفها الجميع".
 
وأضاف "الأردن فيما يتعلق بالقضية الفلسيطينة لنا موقف تاريخي ثابت لم يتغير ولن يتغير ونحن نرى أن القضية الفلسطينية القضية الأساس، جلالة الملك واضح في أن لا أمن ولا استقرار ولا سلام دائمين في الإقليم دون حل هذا الصراع على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، نقطة على السطر كل شيء تحت هذا العنوان تتحدث فيه وكل شيء خارج هذا العنوان لن يؤدي إلا لتأجيج الصراع".
 
وتابع: "الأردن مستمر ببذل هذه الجهود، ونحذر من حالة غياب الأفق السياسي التي نراها الآن والتي تدفع باتجاه اليأس، وأعود إلى موضوع الإرهاب وقلت إن الإرهاب والانتصار عليه يجب أن يمر عبر تجفيف نقاط التوتر التي يعتاش عليها واليأس الذي يعتاش عليه وموضوع القضية الفلسطينية والقدس تحديداً بالنسبة للوصي على مقدساتها جلالة الملك عبدالله الثاني هو خط أحمر".
 
وبين "نحن في موضوع القضية الفلسطينية نحذر من غياب هذا الأفق وندعو لجهد دولي حقيقي وفاعل ينهي الاحتلال ويعطي الفلسطينيين حقهم بالحرية والدولة".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد