نبذة عن حياة أبو الطيب المتنبي

mainThumb

23-04-2020 02:47 PM

السوسنة - نشأ أبو الطيب المتنبي في مدينة الكوفة ، تميّز عن غيره من الشعراء بالحكمة و الفصاحة و تملكه ناصية البيان . ترك إرثًا عظيمًا من الشعر في الموضوعات كافة ،ومن أشهر شعراء العربية ، هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الملقب بالمتنبي ، أصله من بلاد اليمن ، فوالده جعفي ، و أهمه همذانية ، ولد في الكوفة بمحلة تدعى " كندة " .

اقرأ أيضا:طريقة كشف العلامات التجارية المزيفة

تعلم المتنبي القراءة و الكتابة ، و لازم الوراقين ، حتى إذا بلغ السادسة عشرة انطلق مع أبيه إلى الشام و انخرط في قبائل بني كلب ، و راح ينشدهم شعره ، فسما شأنه ، و علا قدره في أعينهم . و قيل : إنه ادعى النبوة ، فلما علم " لؤلؤ " الإخشيدي أمير حمص زج به في السجن حتى كاد أن يهلك ، و منذ ذلك الحين ألصق به لقب المتنبي .


قال الشعر في الموضوعات كافة و أجاد فيها و لم يترك بابا للشعر إلا طرقه ، فكان إذا مدح رفع ، و إذا هجا وضع ، فقد كان شاعرًا فحلًا . وأكثر من الحديث عن الحكمة و فلسفة الحياة ، و كذلك وصف المعارك و رحلات الصيد ، و قد أكثر من الحديث عن حياته ، فوصف شجاعته و حنكته و شدة فطنته حتى في أبيات مدح الآخرين ، كان يجعل نفسه بارزًا أكثر من الشخص الممدوح نفسه .


ترك أبو الطيب المتنبي ما يقارب ٣٢٦ قصيدة تنوعت بين مدح و عتاب و هجاء و حكمة و وصف . و قد عكس لنا عبر شعره صورة تاريخية واضحة عن العصر الذي عاش فيه ، فسهل عن طريق شعره التعرف على عصره و الاضطرابات التي عاشها . و اتسم شعره بالصدق و دقة الوصف و السلاسة و الرقة و البعد عن التكلف .

اقرأ أيضا:قصص بعض الامثال الشعبية القديمة

في عام ٣٣٧ للهجرة لجأ إلى بلاط سيف الدولة الحمداني أمير حلب ، فوجد عنده الحظوة و الرعاية ، فقربه منه ، و ربطت بينهما صداقة قوية ، و آثر سيف الدولة المتنبي على جميع شعرائه ، و منحه وساما لم يعطه لسواه ؛ فامتلأت صدور أهل بلاطه بالعداوة و الغيرة ، لكنه واظب على مدح أمير حلب ، و علمه سيف الدولة الفروسية متخذا منه رفيقا لدربه .


و عندما اشتد غيظ الحاسدين ، قرر المتنبي مغادرة البلاط بعد احتدام نشب بينهما متوجها نحو " كافور الأخشدي " حاكم مصر في ذلك الحين ، فأحسن كافور إلى المتنبي و أكرمه ، و طلب المتنبي ولاية في مصر أو الشام فوعده ، لكنه أطال في المماطلة ، حتى يئس منه المتنبي فراح يهجوه و غادر مصر .


و ذات مرة اتصل به " عضد الدولة بن بويه " يستزيره بشيراز ، فأتاه و مدحه ، و عاد من عنده محملا بالكثير من الأموال و النفائس ، و قبل دخوله بغداد خرج عليه جماعة من البدو و معهم " فاتك الأسدي " الذي قام المتنبي بهجاء ابن أخته ، فحاول المتنبي الهروب و لكن هزمت المتنبي كلماته حين قال :


الخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
و توفي في شهر رمضان في ٣٥٤ للهجرة في تلك الواقعة على طريق بغداد قريبا من دير العاقول .
المرجع : ديوان المتنبي ، تقديم وشرح : محمد راجي كناس .

اقرأ أيضا:تعرف على أكثر تقاليد الزواج غرابة حول العالم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد