القمر العملاق يودّع غدًا هذا العام

القمر العملاق يودّع غدًا هذا العام

04-12-2025 05:58 PM

السوسنة - ينير القمر العملاق سماء المملكة غدًا الجمعة، ليكون مودّعا هذا العام الذي شهد بدرين عملاقين متتاليين في الشهرين الأخيرين الماضيين، بحسب خبراء في علم الفلك.
وبين الخبراء في أحاديثهم، أن هذه الظاهرة تعكس قرب القمر من الأرض بشكل لافت، مما يجعله أكبر وأكثر سطوعًا مقارنة باكتمالات القمر العادية، كما يتزامن هذا الحدث مع ظاهرة الثبات القمري الكبير، التي تسمح للقمر بالوصول إلى أقصى انحراف شمالي أو جنوبي في مداره، مما يمنح المشاهدين فرصة فريدة لرصد القمر في أبهى حلاته.
وأشاروا إلى إمكانية رؤية ظواهر مدهشة، مثل لون القمر الأحمر أو الوردي عند الأفق، نتيجة تشتت الضوء ضمن الغلاف الجوي، داعين بالفلك والتصوير إلى توثيق شروق وغروب هذا البدر العملاق من مواقع سياحية وأثرية، حيث يتوقع أن تتيح هذه الظاهرة مشاهد بصرية رائعة، خاصة في المدينة الوردية (البترا).
رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي، قال :"يكتمل بدر كانون الأول العملاق فجر الجمعة في الساعة 2:12 الموافق 5 من كانون الأول الحالي، وهو آخر بدر عملاق لعام 2025، وسيكون القمر لحظة اكتماله في برج الثور.
وأشار إلى أن مفهوم البدر العملاق يعد ظاهرة فلكية نسبية تحدث عندما يكون البدر في مداره قريبًا من الحضيض بنسبة لا تقل عن 90%، أي أقرب ما يمكن إلى الأرض، حيث يكون أكبر بنحو 14% وأكثر سطوعًا بنحو 30 بالمئة مقارنة ببدرٍ عادي عند الأوج القمري، إلا أن تمييز هذه الفروقات بدقة بالعين المجردة تتطلب بعض المهارات الفلكية في رصد القمر وأطواره.
ولفت في هذا السياق إلى سبب تسميته باسم القمر البارد أنه نشأ لدى قبيلة (الموهوك)، في شمال امريكا بسبب البرودة الشديدة في شهر كانون الأول.
ولفت في هذا الصدد إلى أنه يتزامن البدر العملاق مع ظاهرة فلكية نادرة وهي الثبات القمري الكبير ، حيث يكون القمر في أقصى مداه: كل 18.6 سنة يصل القمر إلى الحدود القصوى في مداره حول الأرض، وفي هذه الفترة يظهر القمر عند شروقه وغروبه من أبعد النقاط شمالًا وجنوبًا على خط الأفق.
كما وأشار إلى أن هذه الظاهرة تُشبه من حيث المبدأ الانقلاب الشمسي، غير أنها خاصّة بحركة القمر، وتحدث ضمن دورة تمتد 18.6 سنة.
وبين، أن ظاهرة الثبات القمري تُعدّ طويلة نسبيًا، إذ تمتد على نحو عام كامل، لكن لحظة الوصول إلى أعلى ميل استوائي تحدث في وقت محدد، وفي هذه الدورة، يصل القمر إلى ذروته الشمالية عند الساعة 12:50 بعد منتصف ليل الجمعة إلى السبت الخامس والسادس من كانون الأول الحالي بتوقيت الأردن، حيث يبلغ ميله الاستوائي نحو 28.387.
وقال:"يغرب البدر صباح الجمعة الساعة التاسعة صباحًا في زاوية سمتية حوالي 300 درجة وهي أقصى زاوية نحو الشمال، ثم يعاود الظهور في مساء الجمعة، حيث سيشرق القمر حوالي الساعة السادسة مساءً عند زاوية سمتية تُقارب 57 نحو الشمال الشرقي، وهي أقصى نقطة شمالية يمكن أن يظهر منها القمر على الأفق خلال هذه الدورة، أمّا غروبه فسيكون عند الساعة 7:52 صباح اليوم التالي أي السبت بزاوية سمتية تقارب 300".
ودعا هواة الفلك والتصوير الفلكي إلى توثيق لحظات شروق وغروب القمر حيث سيشرق ويغرب في أماكن قصوى نحو الشمال-الشرقي (الغربي) ضمن دورة الثبات القمري الكبير التي لن تتكرر إلا بعد 18.6 سنة، ويفضل اختيار الأماكن السياحية والآثارية؛ لأهمية ذلك في علم الفلك الآثاري أو علم الفلك الثقافي، في حالة صفاء الجو وعدم وجود غيوم، ومن المتوقع أن يكون هذا البدر فوق السيق في البترا كمشاهد من أمام الخزنة الساعة 10 مساء الجمعة في ظاهرة جمالية مميزة وجذابة ومثالية لجانب التصوير الفلكي.
أستاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور علي الطعاني، أشار إلى أن هذا البدر هو آخر بدر عملاق في نهاية العام الحالي بعد بدرين عملاقين متتاليين في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني الماضيين، ويظهر عاليًا في السماء قبل الفجر باتجاه الغرب.
وقال:"في هذا البدر العملاق ستكون المسافة بين مركز الأرض ومركز القمر حوالي 357,200 كم، وهي أقل بكثير من متوسط المسافة بينهما البالغ نحو 385 كم، وهذا القرب النسبي هو ما يجعل هذا البدر من أكثر الأقمار امتلاءً وقربًا خلال العام، ويمنح الراصدين فرصة ممتازة للتصوير والمتابعة، وللمهتمين بالرصد أفضل وقت للمشاهدة من الأردن مساء الخميس 4 كانون الأول عند شروق القمر من جهة الشرق، ثم فجر الجمعة وقت اكتماله تقريبًا قبل غروبه في الغرب".
وأكد، أن هذه الظاهرة نادرة؛ لأن اكتمال البدر لا يحدث دائمًا عندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض، رغم أن القمر يدور حول الأرض كل شهر، فإن لحظة الحضيض ولحظة البدر لا تتطابقان في الغالب، بل تأتي كل منهما في وقت مختلف، لذلك حتى يظهر ما نسمّيه البدر العملاق، يجب أن يتزامن اكتمال القمر مع وجوده قريبًا جدًا من الحضيض، وهذا التزامن لا يحدث إلا مرات قليلة خلال السنة، وفقا للطعاني.
الراصد والمحاضر الفلكي في الجمعية الفلكية الأردنية عدلي الحلبي قال:"يظهر البدر العملاق بلونٍ أحمر أو وردي عندما يكون قريبًا من الأفق؛ لأن ضوءه يمرّ داخل جزء أكبر من الغلاف الجوي للأرض، وخلال هذا المرور الطويل، تقوم جزيئات الهواء والغبار وبخار الماء بتشتيت الألوان القصيرة، مثل الأزرق والأخضر، بينما تترك الألوان الطويلة مثل الأحمر والبرتقالي تمرّ بسهولة".
وأشار أنه لذلك يصل إلينا الضوء الأحمر أكثر من غيره، فيبدو القمر بلونٍ أحمر أو وردي، خاصة عندما يكون بدرًا عملاقًا؛ لأنه يكون أكبر وأكثر سطوعًا، مما يجعل اللون أكثر وضوحًا وجمالًا، وفقا للحلبي.
ولفت إلى أن حجم البدر يبدو أكبر من المعتاد عندما يكون قريبًا من الأفق، ليس لأن القمر يزداد فعليًا في الحجم، بل بسبب ما يُسمّى "خدعة القمر".
وتابع: عندما يكون القمر منخفضًا قرب الأفق، تراه أعيننا مقارنةً بمبانٍ وجبالٍ وأشجارٍ وخطّ الأفق نفسه، فهذا يعطي الدماغ انطباعًا بأنه كبير جدًا، أكبر مما يبدو عندما يكون عاليًا في السماء حيث لا توجد مراجع بصرية للمقارنة،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد