ما بين الجائحة والاستحقاق الدستوري .. تصاعد خيار تأجيل الإنتخابات ؟

mainThumb

16-09-2020 10:54 AM

عمان – السوسنة – عبدالله الغصون – يتصاعد التساؤل حول إمكانية اجراء الانتخابات النيابية في الاردن في ظل تزايد الاصابات بفيروس كورونا لأرقام غير مسبوقة وسط مخاوف من ارتفاعها خلال الاسابيع القليلة المقبلة .

يشار الى ان منحنى الوضع الوبائي في الاردن ارتفع بشكل كبير وملحوظ ، اذ سجلت المملكة في احد الايام من الاسبوع الحالي 252 حالة اصابة ، وبناء عليه اتخذت الحكومة والجهات المختصة عدة قرارات مهمة تقضي بتعليق الدوام في المدارس الحكومية والخاصة واغلاق المساجد لمدة 14 يوما بالاضافة الى تشديد الاجراءات بشكل يضمن عدم المخالفة او التجاوز في الاجراءات الوقائية من هذه الجائحة والتي ربما تعرض حياة المواطنين للخطر .

و كان جلالة الملك قد اكد في وقت سابق على ان الانتخابات النيابية ستجرى صيف هذا العام ، وكان ايضا مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب قد حدد يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني موعدا لإجراء الانتخابات النيابية في البلاد ، الا ان الوضع الوبائي في المملكة يجعل المواطن الاردني في حيرة في كيفية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها بالرغم من هذا الارتفاع الملحوظ في اعداد الاصابات ، لا سيما وان الحكومة تدعو الى عدم التجمعات وتعاقب كل من ينظم او يقوم بعمل تجمع لاكثر من 20 شخصا ، فكيف سيكون الحال في الانتخابات التي تشمل التجمعات ومن ابرزها المقرات الانتخابية غير المعلنة ؟!

الحكومة تصرح بشأن دوام الموظفين


وتستند الهيئة المستقلة للانتخاب في قرارها الذي حددت به موعد الانتخابات الى احكام المادة (34) من الدستور الأردني وفق تعديلات 2016، واستنادا لأحكام المادة (4) الفقرة (أ) من قانون الانتخاب لمجلس النواب رقم (6) لسنة 2016 وتعديله وأحكام المادة (12) الفقرة ب من قانون الهيئة المستقلة للانتخاب و تعديلاته رقم (11) لسنة 2012".

ويتشاور في الوقت الحالي مرشحو الدورة القادمة لمجلس النواب في تشكيل الكتل والقوائم حسب قانون الانتخاب الذي سيعمل به في الانتخابات القادمة ، وتتراشق الاعلانات المبدئية هنا وهناك ، ولا احد يعلم ما اذا كانت الظروف تسمح لهم ام ان الوضع الوبائي سيكون له راي اخر في هذا الموضوع .

وتقوم الهيئة المستقلة للانتخاب بلقاء مؤسسات المجتمع المدني لبحث المواضيع المتعلقة بالانتخابات ولتشجيع الناس على الانتخاب واحداث التغيير المطلوب من الشارع الاردني ، كما تعقد اتفاقيات وتفاهمات مع العديد من المؤسسات مثل هيئة شباب كلنا الاردن وبعض المؤسسات الرائدة لتوعية الناس والمواطنين حول كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية والبروتوكول الصحي المتعلق بالانتخابات وعملية التصويت في ظل ازمة جائحة كورونا .

الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب، جهاد المومني، كان قد اوضح ان الانتخابات النيابية ما زالت في موعدها إلى الآن، مشيرا إلى أن تأجيل الانتخابات من صلاحيات الملك وليس الهيئة ، مشيرا الى ان سلامة المجتمع وصحة المواطنين أهم من الانتخابات عند صاحب القرار

وتابع المومني قائلا : " الذي يقاطع الانتخابات هو الخاسر، ومعلوماتي أن الأحزاب جميعها سوف تشارك في الانتخابات، والدعوات للمقاطعة فردية، وليست دعوات من قبل أحزاب أو تكتلات سياسية أو نقابات أو أي أطر سياسية في البلاد".

وفاتان و15 إصابة بحوادث سير في الأردن

ومن الجدير بالذكر ان حزب جبهة العمل الاسلامي قد اجل في اجتماعه الذي عقده الثلاثاء قرار مشاركته في الانتخابات النيابية من عدمه الى الاسبوع القادم والذي كان من المفترض ان يصدر من الحزب قرار اليوم اما بالمشاركة او المقاطعة وذلك لاستكمال التشاورات الداخلية في الحزب .

من جهته قال النائب في المجلس الحالي قصي الدميسي لـــ " السوسنة " ان الانتخابات النيابية استحقاق دستوري امر به جلالة الملك ، ولكن فضل الدميسي تأجيل الانتخابات النيابية الى وقت لاحق حتى تستقر الحالة الوبائية في المجتمع الاردني وتقل اعداد الاصابات على بقائها في موعدها ".
النائب صالح العرموطي كان له وجهة نظر اخرى في هذا المجال ، حيث اشار في حديث له مع " السوسنة " الى ان لجنة الاوبئة لن تغامر بارواح المواطنين وتبقي الانتخابات النيابية في موعدها ، بل اللجنة تحافظ على ارواح المواطنين التي لربما تتعرض للخطر اذا ما بقيت الانتخابات النيابية في موعدها في ظل الازدياد الملحوظ في اعداد الاصابات ، كما اشار العرموطي الى ان رسالة جلالة الملك اليوم لا تعني الزام اجراء الانتخابات في موعدها بل ان الامور مرنة تسمح بالنظر في موعد الاستحقاق الدستوري بشكل يضمن السلامة والوقاية للمرشح والناخب على حد سواء ، مرجحاً ان تصدر اللجنة قرارا بالتاجيل في وقت لاحق .

واضاف العرموطي لـــ " السوسنة " ان الهيئة تسرعت في تحديد موعد الانتخابات في العاشر من شهر نوفمبر / تشرين الثاني من العام الحالي ، لافتا النظر الى ان هذا الموعد غير مناسب وكان على الهيئة المستقلة للانتخاب ان تتمهل قليلا في تحديد الموعد ، وقال ان :"الناخب اذا لم تتوفر له البيئة المناسبة للذهاب الى غرف الاقتراع لن تتم العملية الانتخابية بالوجه الذي نريد ، وسيكون هناك عزوف من الناخبين عن العملية الانتخابية بسبب التخوف من الوضع الوبائي في المجتمع" ، ونوه الى انه كان على الهيئة المستقلة للانتخاب عند تحديد الموعد احترام كرامة المواطنين وحقهم في الانتخاب وفرز النائب الذي يمثلهم الامر الذي ربما لن يستطيع المواطن الاردني القيام به في حال بقيت الامور الصحية على ما هي عليه الان .

وتابع العرموطي في حديثه لـــ " السوسنة " ان التعليمات التي كانت الهيئة المستقلة قد فرضتها هي تعليمات غير دستورية ، والتي تتمثل في فرض بعض القيود على العملية الانتخابية والعملية الدعائية قبلها ، والتي فرضتها الاوضاع الوبائية في المجتمع ، اذ ان الهيئة المستقلة كانت قد وضعت بعض الشروط منها ان لا يجوز للمرشح اجراء المهرجانات والمقرات الانتخابية وعمل التجمعات الكبيرة التي تزيد عن 20 شخصا ، وفرض التباعد الجسدي بين الناخبين في المقرات والتجمعات الانتخابية ، بالاضافة الى منع كافة اشكال الطعام والشراب داخل هذه المقرات ، مشيرا الى ان المرشح يجب ان يكون قريبا من ناخبيه ويجتمع بهم ، ويطرح عليهم بيانه الانتخابي ، لافتا النظر الى ان الوضع اذا بقي على ما هو عليه سيشكل خطرا على حياة المرشح والناخب في ان واحد ، تشارك في هذا الخطر الهيئة المستقلة للانتخاب .

درجات حرارة تلامس الـ 40 والأرصاد تحذر .. تفاصيل

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد