د. المومني : مفاوضات ما بعد الهدنة ستفشل

mainThumb

03-09-2014 11:50 AM

عمان – السوسنة - رجح أستاذ الدراسات الدولية والمنسق العام لبرنامج فض النزاعات الدولية من كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني فشل مفاوضات الفلسطينيين والإسرائيليين التي ستبدأ بعد مرور شهر على الهدنة التي وقعت مؤخرا في القاهرة.

 

وقال الدكتور المومني في حوار مع السوسنة أن:" الجانب الإسرائيلي سيتشدد بموقفه حيال كثير من القضايا وخاصة ملفي الميناء والمطار والمعابر الحدودية الذي تطالب بهن حركة المقاومة الإسلامية، حماس، وستقتصر التفاهمات أو المفاوضات على بنود تفصيلية أكثر منها جوهرية" مثل عملية تبادل الأسرى وجثامين الجنود الإسرائيليين حيث أن حكومة نتنياهو تواجه ضغطاً وانتقادات شديدة من جانب اليمين الإسرائيلي وهذا ما يفسره محاولات نتنياهو لتصوير المواجهة الأخيرة مع حماس على أنها نصر وتقديمه تنازلات لليمين الإسرائيلي تمثلت في مصادرة أراض فلسطينية من أجل بناء مستوطنات جديدة عليها، متوقعا مواجهة عسكرية فيما بعد دون أن يحدد أي فترة زمنية لها.

 

وحول قبول حماس بالمبادرة المصرية بعد مرور 50 يوما على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، بين أن الطرفين وصلا إلى مرحلة الطريق المغلق المؤلم نتيجة للتصعيد العسكري الذي أدى إلى رفع الكلفة البشرية وتدمير البنية التحتية حيث لم يستطع أي من الطرفين تحقيق نصر حاسم. مثل هذا الوضع ألاستنزافي إضافة إلى الجهود الدبلوماسية أقنع الطرفين أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة، ولصالح الطرفين، خاصة أن خيارات حماس قلت عن بداية المعركة، وأصبحت بحاجة إلى هدنة طويلة نوعا ما لإعادة ترميم ما دمر من بنيتها العسكرية، في المقابل اشتد الضغط  الداخلي على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

 

واعتبر الدكتور المومني  الذي عمل سابقا رئيسا للمركز الإقليمي لفض النزاعات في المعهد الدبلوماسي الأردني، العدوان على قطاع غزة أول اختبار حقيقي للمصالحة الفلسطينية التي جاءت نتيجة عوامل سياسية  فرضتها ظروف إقليمية معينة ولا ترتقي إلى المستوى الاستراتيجي ، كفشل المفاوضات مع إسرائيل التي تقودها السلطة الفلسطينية ، وعزلة حماس خاصة بعد إقصاء الإخوان المسلمين في مصر وبرود وانقطاع العلاقة مع إيران وسوريا، هذه الظروف أجبرت الطرفين على الدخول في المصالحة.

 

وأضاف الدكتور المومني، انه "بعد انتهاء الحرب رأينا بعض التصريحات الخلافية تصدر من الطرفين ، فقد قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، انه لا يحق لأي فصيل فلسطيني اتخاذ قرار الحرب وحده، في إشارة واضحة إلى حماس، بالإضافة إلى تسريبات الانقلاب على السلطة ومدى تورط حماس بها".

 

وأشار الدكتور المومني إلى الدور الأردني الهاشمي التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني وخاصة في اتفاق الهدنة الأخير موضحاً طبيعة هذا الدور النشط الذي فرضته عوامل تتعلق بالمصلحة الوطنية العليا إضافة إلى التاريخ المشترك والقرب الجغرافي والاجتماعي حيث أن الأردن الأقرب إلى فلسطين وشعبه، كما أن لدى الأردن موقف استراتيجي ، يتمثل بضرورة إطلاق عملية سلام شاملة تعالج كافة القضايا العالقة بما فيها قطاع غزة، وهو ما تحدث عنه الرئيس عباس بـ " الخطة غير التقليدية ".

 

غير انه – يقول الدكتور المومني – لدى حماس رؤية سياسية للعملية السياسية، قد لا تنسجم مع خطة عباس، التي ترتكز على عرض ترسيم حدود 67 من خلال الأمم المتحدة، بدعم من المجموعة العربية ، كما قد يلجأ عباس إلى رفع مستوى تمثيل دولة فلسطين من عضو مراقب في الأمم المتحدة إلى عضوية كاملة كأي دولة في العالم، إلا أن هذا يحتاج إلى موافقة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

 

ويتساءل الدكتور المومني، هل الولايات المتحدة في الظروف الراهنة ستعطي الملف الفلسطيني أولوية قصوى كما كان سابقا، أم هناك ملفات تحوز الأولوية الكبرى كملف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام " داعش " ، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مقالته الافتتاحية في صحيفة نيويورك تايمز عن طبيعة الخطة الأمريكية لبناء تحالف ضد داعش حيث سيقوم في الوقت القريب وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين بزيارة إلى الدول المعرضة لتهديدات داعش لبناء تحالف قوي معها للتحرك العسكري.

 

كما تحدث الدكتور المومني عن الدور الأردني الذي وصفه بالمحوري، في التحالف ضد الإرهاب والجماعات المتشددة مثل داعش ، وهو ما سيتم نشره في الجزء الثاني من المقابلة.

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد