معان مدينة الثقافة الأردنية .. وبداية رديئة لوزارة الثقافة

mainThumb

02-04-2011 09:42 PM

أصيبت الفعاليات الثقافية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني في معان بالصدمة وخيبة الألم الكبيرة جراء تشكيل اللجنة العليا والتي هي من ينهض بإعداد الخطط والبرامج الكفيلة بإنجاح هذه الفكرة وتحقيق أهدافه. إلا انه بعد قراءة سريعة لمكونات اللجنة العليا لمعان مدينة الثقافة تبددت كل الآمال والمراهانات على جدية وصدقية وزارة الثقافة ومن بعدها الحكومة في الاهتمام بهذه المدينة ثقافيا وخاب أمل كل من راح يمني النفس بنجاح هذا المشروع فجاء تشكيلها مخالفا لتعليمات المدن الثقافية الواردة بالفقرتين (د,ن)من قانون رعاية الثقافة رقم36لسنة 2006والذي نص على تشكيل هذه اللجنة على النحو التالي م(5)/أ بعد اختيار إحدى المدن لتكون مدينة الثقافة يشكل الوزير اللجنة العليا برئاسته وعضوية كل من : 1.رئيس بلدية المدينة المختارة 2.مدير مديرية الثقافة في المحافظة التي تتبع لها المدينة 3.مدير مديرية الهيئات والمهرجانات الثقافية في الوزارة 4.مدير العلاقات في الوزارة 5.مدير التربية والتعليم في المنطقة 6.مدير رعاية الشباب في المنطقة 7.ممثل عن إحدى مؤسسات المجتمع المدني في المدينة 8.ممثل عن وزارة السياحة والآثار 9.ممثل عن الجامعات 10.رئيس غرفة التجارة 11.اثنان من مؤسسات القطاع الخاص في المنطقة 12.اثنان من الشخصيات الثقافية أو قادة الرأي في المدينة 13.عضو إعلام .

وبعد استعراض أسماء اللجنة ومع جل احترامنا لكافتهم إلا إننا نجد تجاوزا واضحا للقانون وغيابا واضحا لبعض المديريا ت التي هي أهم من كل الدوائر الممثلة وهي مديرية التربية التي تشرف على آلاف الشباب والمعنية الأولى بالثقافة والتربية الوطنية قبل أي مؤسسة و هي أصل العملية الثقافية كذلك السياحة وهناك غيابا على الأرجح مقصودا لمؤسسات المجتمع المدني كالنقابات التي تشكل شريحة واسعة في المجتمع وتمتلك مبنى دائم النشاط والفعاليات وقاعات متخصصة و تمثل المئات من مختلف المهن من أطباء ومحامين ومهندسين وصيادلة من الذين درسوا في بلدان تتنوع ثقافتها وتنوعت بذلك ثقافته كذلك كيف لا يكون الشباب ممثلين سندا للبند السادس فالشباب هم من يوصي بهم جلالة الملك دائما وهم أهم الشرائح المستهدفة فلا رعاية الشباب ولا نادي معان الثقافي ولا نادي المعلمين ولا هيئة شباب كلنا الأردن ولا ملتقى معان الثقافي كذلك هناك رموز ثقافية معروفة في معان من شعراء عرفوا على مستوى العالم العربي والإسلامي كالدكتور يوسف محي الدين والشاعر المحلي وليد عواد وشاعر المليون سلطان الرواد وهناك الباحثون الذين أصدروا مؤلفات كثيرة تؤرخ لمدينة معان وتراثها وعشائرها وعاداتها منهم الأستاذ الباحث محمد عطالله المعاني وكذلك الاعلام أين هو في هذه اللجنة لكل هذا نجد أن الوزارة غير جادة في القيام بحراك ثقافي حقيقي وان ما يهمها فقط تسجيل نشاط روتيني للوزارة يتجسد في عدد من حفلات الدبكة وبازار لأكلات شعبية معانية وما شابه لا أكثر فهل معان يا معالي الوزير تستحق منك هذا التجاهل والاستخفاف واللامبالاة أو انك من أصحاب نظرية الثقافة الارستقراطية وان الفقراء لا يستحقونها لأنهم غير معنيين فيها فألقت هذه اللجنة الثقافة في معان بين مكاتب البروقراطية والحس الأمني الظاهر جليا فيها وهو المعادي دوما للإبداع والثقافة وكأنها صادرة عن حاكم عرفي لا وزير ثقافة أو انك كغيرك الكثير لازال غير مدرك لما يحصل في العالم بان الشباب يصنعون تاريخ الأمم ويقودون أهم المبادرات الإنسانية المبدعة وان هذا العصر هو عصر المؤسسات غير الحكومية أم أن هذه الفعالية هي كالوزارة التي قامت عليها وهي وزارة تكملة العدد وملء الفراغ والديكور التجميلي على عكس الدول المتقدمة فمن لايذكر ان شارل ديغول قلد هذه الحقيبة للأديب اندريه مالرو صاحب نوبل في الآداب وحتى في الدول العربية ففي مصر فاروق حسني الفنان التشكيلي والسعودية عبد العزيز الخوجا الأديب والفنان التشكيلي وغسان سلامة المفكر الكبير في لبنان وسعدالله اغا القلعة وزير السياحة من ينهض بمهام الثقافة في سوريا وهو المؤرخ الموسيقي هذا مااسعفتنا به حدود معرفتنا أما نحن في الأردن فللأسف ومنذ إنشاء هذه الوزارة كان واضحا عدم الاهتمام بها فقلدت إلى ضابط شرطة سابق .

معالي الوزير إن إجراءاتك علاوة على أنها شكلت إحباطا كبيرا للشريحة الأوسع إلا أنها أيضا ولدت حنقا واحتقانا سيتجلى في الأيام القادمة ضمن برنامج حراك سيتولاه شريحة مثقفة في معان يمارسون حقهم برفض ما قمتم به بالطرق السلمية القانونية فمعان كبيرة وقدمت نماذج ثقافية مبهرة واكبر من أي نظرة غير سوية.

falcon1938@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد