كم من شهامة أتت بعدها ندامة ولحقتها ملامة !!
الشهامة والنخوة والمروءة والكرم ؛ صفات جميلة موروثة ومتوارثة في الإنسان العربي الأصيل منذ القدم ؛ وقد كانت هي من أهم الصفات التي تميز العرب عن غيرهم لكونهم أصحاب نفوس أبية وهمم عالية وأخلاق كريمة .
لكن ماحدث في الدنيا من مستجدات وأحداث ، جعل الواقع الذي نعيشه يفرض علينا الوقوف كثيرا والتفكير مليا في هذه الصفات ؛ بسبب ماأصبحت تجره علينا أحيانا من مصائب ، وما أصبحت تسببه لنا من ويلات ومشكلات نحن في غنى كبير عنها.
وخاصة بعد أن أصبحنا نرى أن أكثر الناس لايعرفون للإنسانية معنى في هذه الأيام ،ولايقدرون هذه الصفات لأصحابها ؛ الامر الذي جعل من الشهامة الآن أمرا نادر الحدوث وسيجعلها قريبا جدا فعل ماضي مبني على الفتح ، ستأخذ في التلاشى تدريجيا الى أن تنقرض تماما ، والى أن لايبقى لها أثر ولا يعود لها وجود.!!؟؟.
فكم سمعنا عن إنسان شهم كريم دفعته شهامته ومروءته ونخوته الى القيام بمساعدة أحد ما لإنقاذه من ورطة ما ألمت به ، أو لإخراجه من مشكلة ما ، أو ضائقة ما وقع فيها ، فيقوم بكفالته ويتعهد بتسوية أمر مشكلته خطيا ورسميا مع الجهات ذات العلاقة ،وبدلا من أن يلقى الشكر والإشادة بحسن صنيعه ، إلا أنه للأسف يجد عكس ذلك !! ويكون كمن ألقى بنفسه الى التهلكة ، ويجد نفسه مطاردا وطريدا ،و يصبح مهددا بالزج به في السجن في أي وقت عقابا له على شهامته ونخوته !!.
وإذا لم يتم تسوية الأمر على وجه السرعة مع الشخص الذي تمت مساعدته ، فإنه للأسف سرعان ما يتم التعامل مع ذلك الشهم الكريم ؛ وكأنه هو المجرم الحقيقي الذي ارتكب هذه الجريمة النكراء ، فيتم القبض عليه، وتشويه سمعته وربما يتم القضاء على مستقبله المهني وخاصة إذا تم الإلقاء به في السجن !! في حين يظل الجاني الحقيقي حرا طليقا غير مكترث ولا آبه بما حدث لمن أخرجه من مصيبته ولمن أنقذه من ورطته.
لذا ؛ فإنه يتوجب على أي إنسان عاقل أن يتريث قليلا ، وأن يكون حريصا قبل الإقدام على كفالة أو مساعدة أي شخص آخر مشكوك في أمره ، أو أي شخص آخر لايستحق المساعدة ؛ حتى لو كان هذا الشخص من أقرب الأصدقاء له ؛ مع ضرورة مراعاة أخذ الحيطة والحذر وعدم الغفلة عن الفطنة دائما في جميع الظروف والأحوال .
فكم كان هناك من صديق حميم قد انقلب فجأة الى عدو مبين ، بعد أن تكون أنت أيها الشهم الكريم قد أحسنت اليه ، وتجملت معه ، وبعد أن تكون قد قضيت له حاجته وساعدته . وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد !! بل إنك للأسف تجده يعض يدك التي امتدت له بالخير ، ويبدأ بالنبـــــاح عليك اذا ما حاولت تذكيره فقط بما يحاول هو نسيانه من جميل صنعك له ؛ عائدا في تصرفه هذا الى نوع فصيلته الأصلية ...!!
.
ولهذا فإنه من الحكمة ياأخي الشهم ؛ أن تحذر عدوك مرة وأن تحذر صديقك ألف مرة ومرة !!؟؟، فلربما انقلب الصديق يوما وكان أعرف بالمضرة ،واعلم أنه : إن أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمردا ، ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم !!
داعية الأخوة والأخوات الى تقدير واحترام صفة الشهامة والمروءة هذه ، ورد الجميل الى أصحابها وعدم نكرانها عليهم ؛ وذلك حفاظا عليها ومنعا من اندثارها بيننا . وحتى لانجعل الشهم يندم على شهامته ، وحتى لانجعله يلوم نفسه يوما ما !!!
إن الإحسان الى الناس أمر جميل ياأخوان ، لكن الأجمل منه هو رد الإحسان اليهم بإحسان أكبر أقله هو : الإعتراف بجميلهم . " فما جزاء الإحسان إلا الإحسان".
dana.jehad@hotmail.com
العيسوي يفتتح ويتفقد مشاريع مبادرات ملكية بالزرقاء .. صور
تهنئة وتبريك للدكتور رضوان خطاب
نواب يطالبون بمحاسبة الحرامية وحيتان الفساد
إطلاق تقارير دورية ترصد أداء القطاع الصناعي
البنك الدولي: برنامج تعزيز النمو بالأردن يحقق تقدماً مُرضياً
رئيس مجلس النواب يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد
النائب قموه: المخالفات تتكرر رغم تغيّر الحكومات
العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت للطائرة الليبية المنكوبة
النائب الهميسات: مناقشة تقارير ديوان المحاسبة هدر للوقت
إقرار الخطة الاستراتيجية للدخل والمبيعات للأعوام 2026 – 2029
أسعار الذهب تحلّق مجدداً في الأردن
حملة لتنظيف جوف البحر بمحمية العقبة البحرية
تدفئة 1249 قاعة استعداداً لامتحان لتوجيهي السبت
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية


