سيارة المستقبل تتمدد وتنكمش

mainThumb

26-03-2012 04:58 PM

السوسنة - هل يمكنك تصور سيارة مصممة للاستخدام في المدينة، ويمكنها تقليص حجمها للوقوف في أي مساحة انتظار ضيقة، سواءً كانت سيارة صالون عائلية كبيرة الحجم، أو حتى حافلة صغيرة؟

 
على أرض الواقع، لا يمكن حتى الآن، الحصول على هذه المزايا في أي سيارة . فذلك لم يصبح ممكناً بعد بأي حالٍ من الأحوال . غير أن باحثين في ألمانيا، صمموا سيارة كهربائية ذكية، يمكنها تغيير شكلها وفقاً لما تقتضيه الحاجة .
 
لقد صار تصنيع السيارات القادرة على تغيير شكلها، والذي يعد حالياً ضرباً من الخيال العلمي، ممكناً إلى حد كبير بفضل تطور السيارات الكهربائية . فنظراً لخلو هذه السيارات من حجرة المحرك، بات هناك مجال أكبر لتجربة التكنولوجيا، والتصاميم الحديثة .
 
ويقول فرانك كيرشنر، رئيس مركز ابتكار الروبوتات التابع للمركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي في بريمن: “إننا نعمل على إحداث ثورة في مفهوم السيارة من خلال تقسيمها إلى أجزاء” .
صحيح أن النموذج الأولي للسيارة الكهربائية الذي صممه المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي يشبه السيارة التقليدية قليلاً، لكن قاعدتها الأساسية “الشاسيه” أكثر ارتفاعاً، ومقصورتها التي تأخذ شكل القبة، ما يجعلها أشبه بالمركبة الفضائية المصممة للهبوط على سطح القمر في المستقبل .
 
وتتميز السيارة الكهربائية، وهي سيارة ذات مقعدين، وهيكل مرن، بمحركات مثبتة على محاور العجلات الأربع، وعجلات يمكنها الدوران بمقدار 90 درجة .
 
ويسمح ذلك بدوران السيارة على محورها وهي واقفة في مكانها، والتحرك في اتجاه جانبي، أو قطري، ما يجعل إيقاف السيارة للانتظار أسهل بكثير . وإذا كانت مساحة الانتظار صغيرة للغاية، يمكن تقصير طول السيارة بمقدار نصف متر من خلال تصغير الشاسيه .
 
وتعد قدرة السيارة على الانكماش أكثر أهمية بالنسبة للسمة الأساسية للسيارة، وتحديداً الإضافات التي تغير شكل المركبة . فإذا أراد السائق اصطحاب الأطفال معه، يمكنه إضافة كابينة ركاب أخرى . أما إذا كان الغرض هو الذهاب إلى متجر للأجهزة والمعدات، فيمكن إضافة لوح معدني، أوخشبي لتحميل البضائع .
ويقول كيرشنر إن مكونات السيارة دائماً ما تقتصر على الأجزاء اللازمة للغرض المطلوب، مما يوفر في الطاقة، ويزيد المسافة التي يمكن أن تقطعها . وفي الرحلات الطويلة، يمكن ربط عدة سيارات ببعضها البعض على شكل قطار تقوده السيارة الأولى، مما يساعد أيضاً على الحفاظ على طاقة البطارية . وفي الوقت نفسه، يمكن لسائقي بقية السيارات الخلفية، الاسترخاء، وقراءة الصحف، نظراً لأن السيارة الذكية تنظم عملية التواصل تلقائياً من خلال الاتصال مع السيارات الأخرى .
 
وفي خطوة مستقبلية يتصورها الباحثون، ستستطيع هذه السيارة، السفر والانتظار، والتوقف في محطات الشحن تلقائياً . وعلى الرغم من ذلك، لاتزال الشكوك تساور نادي السيارات الألماني “أداك”، بشأن قدرة السيارة على العمل تلقائياً .
 
ويقول كريستوف هيشت، خبير المرور بنادي السيارات الألماني: “من الناحية الفنية، لا يوجد حتى الآن بديل للإنسان، الذي يتمتع بأجهزة استشعار متعددة” .
 
وفيما يتعلق بالسيارات الذكية، أوضح كيرشنر قائلا: “في الوقت الراهن، نرى أمامنا طريقاً طويلاً” . علاوة على ذلك، أشار إلى أن قوانين المرور لا تسمح بتشكيل قطارات السيارات، وذلك لعدم وضوح المسؤولية عن أي خسائر مادية قد تقع في حالات الحوادث .
 
ويشار إلى أن شركة “بي إم دبليو”، كانت قدمت سيارة قادرة على تغيير شكلها في عام ،2008 وأطلقت عليها اسم “نموذج جينا الخفيف الحالم” . وتتمتع تلك السيارة بهيكل يتم التحكم به عن طريق أجهزة كهروهيدروليكية يمكنها تحريك، وتغيير شكل السيارة من أسفل الطبقة الخارجية المصنوعة من قماش مطاطي خاص . كما أقدمت شركات أخرى على تطوير نماذج قادرة على تغيير حجمها، مثل شركة “راينسبيد” السويسرية . كما طورت بيجو تصميماً تصورياً لمركبة “888” القادرة على تغيير جسمها تبعاً لظروف القيادة .
 
وقالت الشركة وقتها إنها مجرد سيارة تجريبية، ولن تدخل في خط إنتاج، وكان الهدف منها هو تنفيذ التصورات القائمة بشأن التصميم، والمواد، وطرق التصنيع . وكذلك، يعد النموذج الأولي للسيارة الكهربائية المصممة في بريمن، بمثابة منصة بحثية لتجربة تقنيات مبتكرة في المقام الأول .
 
وبحسب توقعات كيرشنر: “لن تسير هذه المركبة الجديدة على الطرقات العامة حتى العقد المقبل” . غير أن فريق الباحثين الذي يقوده كيرشنر، يعتزم اختبار السيارة قريباً في ظروف حقيقية، كأن تتم تجربتها على أرض المعارض التجارية، والمطارات على سبيل المثال .
 
ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يجري المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي حالياً، محادثات مع شركة “دويتشه ميسه” المعنية بتنظيم معرض هانوفر، حول إمكانية قيام ما يراوح بين 10 و20 سيارة كهربائية ذكية، بنقل الزوار من جناح لآخر في المعرض اعتباراً من عام 2014 .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد