عمان – السوسنة - اعتبر مراقبون سياسيون ان رئيس الوزراء السابق الدكتور معروف البخيت قد حسم ما يشاع من معلومات مغلوطة حول قضية خصخصة شركة الفوسفات وما جاء في تقرير لجنة التحقيق النيابية الذي يفتقر الى المهنية – حسب تعبيرهم – وما رافقه من استغلال بشع لجذب الشارع والاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة حتى ولو كان على حساب سمعة الاقتصاد الوطني .
الحقائق التي ساقها البخيت في مؤتمره الصحفي الذي عقده الاحد الماضي من شأنها اغلاق الاحاديث الاتهامية ازاء هذا الملف والتي اساءت بطريقة مقصودة او غير مقصودة لسمعة الاقتصاد الوطني ولصورة الاردن الخارجية والتي تؤثر سلبا على فرص الاستثمار في المملكة ،كون الاتهامات التي جاءت من اعضاء لجنة التحقيق النيابية كانت شخصية وجاءت ارضاء لبعض القطاعات على حساب المصلحة العامة وهدفت الى الاثارة الاعلامية وكسب تأييد الشارع بأسلوب سلبي وفق المحللين.
ويرى المراقبون ان مروجي تلك الاشاعات يرتبطون بأجندات ولوبيات فاسدة تثير الفتن لخلط الاوراق واشغال الراي العام بقضايا أخرى للتغطية على تجاوزاتهم ومحاولة تعطيل الاصلاحات السياسية والاقتصادية والسعي لابقاء اسباب الحراك قائمة في الشارع .
ويقول مراقبون لـ " السوسنة " :" ان بعض الحقائق التي اوردها البخيت في مؤتمره الصحفي أشارت الى ان هناك اتهامات كثيرة غير مدعمة بحقائق هدفها التهويل والاساءة للاقتصاد الوطني ، والبحث عن الحقائق في مختلف الملفات التي حولها شبهات فساد ، ويجب الابتعاد عن التشهير والاساءة التي اضعفت الدولة واحرجتها أمام الراي العام المحلي والعربي والاجنبي ".
ويرى المحللون ان الخصخصة نهج اقتصادي معمول به في الدول المتقدمة ويحكمه القانون رقم 25 لسنة 2000 الذي اقره مجلس الامة ، وان الرخاء الاقتصادي يتطلب تعاون الجميع ، ولا يتأتى من خلال الطعن بالاقتصاد الوطني ، مؤكدين ان الاردن يراهن على وعي المواطن في هذا الصدد .
واستشهد المراقبون والمحللون بالشريعة الاسلامية السمحة التي نصت على ضرورة البينة في مثل هذه القضايا الحساسة وعدم اللجوء الى الظن والتشكيك والاتهام ، استنادا الى قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " ( الحجرات ) .
واعتبر المراقبون ان الموقف الرسمي في مكافحة الفساد متقدم ، مشيرين الى انه هناك الكثير من الملفات قد فتحت وان الجهود مستمرة بدعم وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني .
ودعا المحللون اعضاء مجلس النواب الذين اعترضوا على انهاء عمل لجان التحقق ، ان يقدموا مصلحة الوطن على اية مصالح آنية شخصية ، خاصة فيما يتعلق بإعادة انتاج النائب لشخصيته استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة .
وفي هذا الصدد هاجم عبدالله أبو رمان وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال السابق ، النائب أحمد الشقران ( رئيس لجنة التحقق النيابية بقضية خصخصة شركة الفوسفات ) واتهمه بالتستر خلف الدموع لضعف موقفه ، حيث لجأ للتشكيك واصر على التسويق للملف اعلاميا، مشيرا إلى ان هذه الطريقة هي دعائية وليست اسلوب صحيح للتعبير.
وقال ابو رمان لــ " السوسنة " : أن "رئيس الوزراء السابق الدكتور معروف البخيت لم يدافع عن نفسه وانما المؤتمر الذي عقده كان بيان للمغالطات واظهار الحقيقة للرأي العام".
ووصف ابو رمان تصريحات النائب الشقران التي وجهها للبخيت وجاء فيها :"اذا بليتم فاستتروا" بالباطلة، كون الشقران هو المبتلى وليس البخيت.على حد قول ابو رمان .
وأعرب النائب عاكف المقبل عن احترامه لرأي وقناعة النائب الشقران بخصوص ملف الفوسفات، الا انه اعتبر الطريقة التي عبر بها الشقران عن حزنه بأنها مسرحية كبيرة ومهزلة للنيل من سمعة الطيبين والشريفين في الاردن.
وخلال حديثه لـ"السوسنة"، دعا المقبل الجميع الى التريث وعدم استخدام اسلوب "نشر الغسيل" الذي يضعف وحدة المواطنين ويضعف الثقة بالمسؤولين ويضع الفاسد مع الصالح.
واعتبر النائب محمد الحجوج أن ما يقوم به النائب الشقران هو طريقة جديدة لسرقة تعاطف الشارع ولكسب تأييد الشارع في الانتخابات المقبلة، مؤكدا على ان هذه السرقة هي اخطر من سرقة المال العام.
وقال الحجوج لـ"السوسنة" : "سابقا كنا نرى شعارات انتخابية تدغدغ عواطف الناس وكانت تركز على تحرير فلسطين، الا ان هذا الامر تغير في هذه الايام واصبحت مكافحة الفساد طريقة لكسب الشعبية".
ورفض الحجوج الاسلوب الاتهامي المتبع في قضية الفوسفات كونه كان اتهامي وانتقامي وبعيد عن كل المهنية والقانونية – على حد تعبيرة - .