صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة – سعد ابو علي وصدام ملكاوي - بعد حراك دام لنحو عامين، تمكن المعلمون أخيرا من إحياء نقابتهم، حيث ستنطلق عند تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس المقبل، انتخابات نقابة المعلمين وسيتم الإعلان عن الفائزين فيها مساء ذات اليوم، بحسب مصدر تربوي.

 

وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المملكة، فإن انتخابات نقابة المعلمين تعد عرساً ديمقراطيا، سيشهد منافسة ساخنة بين الكتل والأفراد، وتعتبر المشاركة فيه واجبا وطنيا للوصول إلى مجلس نقابي قادر على الارتقاء بمستوى المهنة وتلبية الطموحات التي تتطلع إليها الأسرة التربوية بجميع فئاتها.

 

وفي غضون ذلك يبرز صراع خفي للتيارات السياسية المختلفة (القومية واليسارية والإسلامية) للفوز بانتخابات الهيئة المركزية لنقابة المعلمين والتي ستشكل القطاع المهني الأوسع في الأردن بوجود أكثر من مئة ألف معلم سيكونون جزء من هذه النقابة .

 

السوسنة استطلعت آراء معلمين حول هذا الصراع، حيث أبدى العديد منهم تخوفه من محاولة الأحزاب السيطرة على النقابة، والعمل على تسييس نقابتهم لاستغلالها في الضغط على أصحاب القرار في المملكة لتحقيق مكاسب غير التي ناضل من أجلها المعلمون .

 

ودعا المعلمون، زملائهم لانتخاب أعضاء النقابة بناء على برامجهم ونشاطهم السابق وان لا يكون انتخاباهم حصرا على انتماءاتهم الحزبية أو العشائرية، متمنين ولادة نقابة قوية، " لأن من يبدأ قوي يستمر بقوته ومن يبدأ ضعيف لا تقويه الأيام".

 

مرشح قائمة المعلم في محافظة اربد، والناطق باسم لجنة معلمي الأردن خلال الحراك سابقا، الأستاذ سلطان البطاينة، قال لـ"السوسنة"، "لا نمنع على أي معلم لديه وجهة نظر أو مرجعية حزبية أو غير ذلك، أن يخوض الانتخابات، ولكن نتمنى أن تحافظ النقابة على مهنيتها واستقلاليتها".

 

 

 

ودعا البطاينة المعلمين إلى المشاركة في الانتخابات كمشاركتهم في الإضراب الذي وصلت نسبة المشاركة فيه إلى 100 بالمئة، وأن يتحملوا مسؤولياتهم اتجاه نقابتهم وان لا يُخضِعوا خياراتهم إلا لمن يخدمهم ويحقق آمالهم وطموحاتهم، مؤكدا أن "المعلم حريص جدا على تقديم جل ما لديه من أجل خدمة النقابة الوليدة".

 

 

 

من جهته كشف المراقب لحراك المعلمين الأستاذ فارس الذينات عن دخول الأحزاب القومية إلى جانب الحزب الأكثر انتشارا في المملكة، حزب جبهة العمل الإسلامي ( الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن)، في صراع خفي للاستحواذ على أغلبية مقاعد مجلس النقابة .

 

وقال الذينات لـ"السوسنة"، "القراءة الأولية لآلية تشكيل القوائم تشير إلى أن بعض الأعضاء في اللجان الوطنية بالمحافظات، ارتأوا التحالف مع الإسلاميين، ظنا منهم بأنها الطريق للوصول إلى غايات وأهداف شخصية ولتحقيق بعض المكاسب في مجلس النقابة القادم".

 

وأضاف ،"الإسلاميون دخلوا انتخابات النقابة تحت غطاء اسم اللجنة الوطنية ـ اللجنة التي قادت حراك المعلمين في السابق وأجبرت الحكومة على تلبية مطالب المعلمين ـ في محافظات (الكرك، اربد، المفرق)، حتى وصل عدد مرشحيهم إلى نحو (80) معلما".

 

وأشار الذينات إلى "أن الإسلاميين سعوا إلى استغلال اسم اللجنة طمعا في الوصول إلى الهيئة المركزية بأغلبية مع من تحالفوا معهم على مستوى القوائم المغلقة والانتخاب المفتوح وعلى مستوى المديريات".

 

وشدد على ضرورة عدم الانتخاب فقط على مسمى الكتل لأن بعض الكتل التي تشكلت بالتحالف ما بين بعض الأعضاء في اللجان الوطنية مع الإسلاميين، حيث استغلوا المسمى الذي حاز على ثقة المعلم والتفوا من حوله خلال حراك المعلمين في الفترة الماضية، ونتمنى عليه تقصي مرجعيات من هم في الكتل حتى يظهر لهم من يسعى إلى نقابة مهنية أو الذهاب بالنقابة لتكون أداة بيد بعض التيارات السياسية لتحقيق مكاسب خاصة بهم بعيدا عن طموحات المعلم".

 

وتمنى الذينات من المعلمين "ولهم القدرة على التمييز ما بين الأشخاص الذين طرحوا أنفسهم للانتخابات، من حيث مدى تمثيلهم للمعلمين والوصول إلى النقابة المهنية التي لطالما حلموا بها بعيدا عن التجاذابات والصراعات الحزبية".

 

 

وأكد الناطق باسم لجنة عمان الحرة (سابقا) الأستاذ شرف ابو رمان احترامه للأحزاب كافة وللإسلاميين بشكل خاص إلا انه أبدى تخوفا كبيرا من ذهاب مقاعد مجلس النقابة لصالح الإسلاميين واستخدامها في الضغط لتحقيق مصالح سياسية وخاصة.

 

وقال ابو رمان لـ"السوسنة" : " المعلم انتظر سنوات كثيرة كي تأتي هذه النقابة وتطالب له بحقوقه وتدافع عنه وليس لان تستثمر في أجندات سياسية ومصالح ضيقة".ودعا المعلمين إلى الالتفات حول المرشحين الموثوق بهم والبعيدين عن العمل السياسي كي تكون النقابة عند حسن ظن الجميع وتحقق للمعلم الآمال المطلوبة.

 

 

 

 

الأستاذ عبد الرحمن النعواشي، المعلم والناشط في اللجنة الوطنية لنقابة المعلمين (سابقا)، قال "إن نقابة المعلمين تشبه إلى حد ما الكعكة الكبيرة  وتتسابق عليها الأحزاب بشكل عام ليتخذوا منها وسيلة للضغط على الحكومات وارضاخها  لمطالب بعيدة عن ما يصبو إليه المعلمون".

 

وخلال حديثه لـ"السوسنة"، وجه النعواشي نداء إلى كل معلمي المملكة بالابتعاد عن كل مرشح يتبع أجندة خاصة لا تعود على المعلمين بالفائدة، وانتخاب أصحاب الكفاءات الذين سيطالبون بأشياء تعود لصالح المعلم.

 

 

 

 

وأمنت وزارة التربية والتعليم كافة الاستعدادات لإجراء الانتخابات في أجواء تسودها النزاهة والشفافية لإنجاح هذا المشروع الوطني الديمقراطي، حيث من المقرر انتخاب ( 286 ) عضواً من خلال القائمة المفتوحة والمغلقة، فيما سيقوم هؤلاء بانتخاب مجلس نقابتهم الأول في تاريخ المملكة والمكون من نقيب ونائب وعشرة أعضاء.

 

وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عيد الدحيات قد قرر بأن يكون دوام جميع المدارس الحكومية والخاصة في كافة محافظات المملكة في هذا اليوم (يوم الانتخاب) لغاية الساعة العاشرة صباحاً، وذلك لإتاحة الفرصة للمعلمين بأداء واجبهم والمشاركة في الانتخابات.

 

وأوضح المستشار الإعلامي الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم رئيس اللجنة المركزية لانتخابات نقابة المعلمين لمحافظة العاصمة الأستاذ أيمن البركات أن عملية الاقتراع في جميع محافظات المملكة ستبدأ في الساعة العاشرة صباحاً على أن تنتهي في الخامسة مساء.

 

وبين البركات أن عملية الفرز ستكون مباشرة وفي نفس مكان الاقتراع، حيث تم تخصيص 225 مركز اقتراع وفرز موزعة على مختلف محافظات المملكة، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك نصاب للاقتراع وسيكون بمن حضر، وستجرى الانتخابات وفقا للنظام الانتخابي، الذي يعتمد آلية الانتخاب المختلط والذي يجمع بين الأغلبية على مستوى المديرية والقائمة المغلقة على مستوى المحافظة.

 

وأشار البركات إلى أن وزير التربية والتعليم الدكتور عيد الدحيات أكد أن هذه الانتخابات ستجري بكل حيادية ونزاهة وشفافية لانجاز هذا المشروع الوطني الذي يمثل نقلة نوعية في مسيرة التربية والتعليم.

 

وأضاف أن الدكتور الدحيات وللتأكيد على شفافية ونزاهة وحيادية الانتخابات أوعز بتسهيل مهمة مندوبي وسائل الإعلام المختلفة الراغبة بمتابعة ومشاركة التغطية الإعلامية للعملية الانتخابية من خلال الدخول إلى قاعات الاقتراع والفرز دون الحصول على تصاريح مسبقة وإنما يكتفى بإبراز إثبات الهوية الصحفية.

 

وبين البركات أن عدد المرشحين لخوض انتخابات هيئات الفروع لنقابة المعلمين بلغ 801 مرشحاً ومرشحة، فيما بلغ عدد القوائم 29 قائمة في مختلف محافظات المملكة. 

 

إلى ذلك، قال البركات إن انتخابات النقيب وأعضاء المجلس ستكون في 13 نيسان المقبل، مضيفاً تعتمد آلية انتخاب النقيب ونائبه وأعضاء المجلس من خلال اقتراع أعضاء الهيئة الوسيطة بثلاث ورقات منفصلة واحدة للنقيب وأخرى للنائب وورقة تتضمن أعضاء المجلس.