الفنانون الأردنيون .. يا دولة الرئيس

الفنانون الأردنيون  ..  يا دولة الرئيس

28-05-2012 08:45 PM

 عزيزي دولة الرئيس  ..  د. فايز الطراونه   ..  الموقر

 
أغتنم هذه الفرصة للتحدث  ،  وبالنيابة عن أساتذتي وأصدقائي وزملائي الفنانين الأردنيين ،  وأنا أقلهم شأنا وشهرة  ،  ولكني بالمعية شريك لهم بالهم والألم والتطلعات .
 
لطالما أمل الفنانون في الأردن بمظلة أو ( خيمة ) عالية منيعة  ،  تقيهم تقلبات الحياة وعثراتها  ،  وتؤمن حماية لهم ولعائلاتهم  ،  من خلال نقابة مهنية تعنى بكافة التفاصيل التي من شأنها تحقيق هذه الأهداف المحقة  ،  وقد كان أن تحقق هذا الأمل سنة 1997 
 
ومنذ ذاك التاريخ  ،  والفنان الأردني يسعى من خلال نقابته الوليدة  ،  في ذاك الوقت  ،  أن ينظم مهنته الفنية  ،  نقابيا  ،  متسلحا بقانونه  الذي كان لا يرقى لمستوى طموحات الفنانين آنذاك  ،  لكنة كان  ، بالتأكيد  ،  لبنة تصلح للبناء عليها ومن حولها  ،  بشراكة واضحة المعالم  ،  ومن خلال القانون  ،  مع كل الهيئات الرسمية المعنية بتنظيم وصناعة الفنون والثقافة .ولا يخفى على دولتكم  ،  أن  من شأن هذه الشراكة بين النقابة والقطاع العام  ،  تنفيذ مواد قانون النقابة  ،  ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة والمنصوص عليها في القانون .   فالشراكة أساسية  ،   وبدونها يبقى القانون حبرا على ورق وتستمر المعاناة والآلام  ،  وهذا ما لا يرضاه أي فنان أو مسئول أو أي مواطن غيور على الأردن الكبير .
 
  وهكذا  ..  تتوالى المجالس تباعا   ..  ونصل إلى العام 2012  ..  وبجردة حساب بسيطة نجد أنفسنا في المربع الأول  ،  ويتضح أننا لم ننجز إلا اليسير اليسير من آمالنا وطموحاتنا  .   وعندما نحاور أنفسنا حول أسباب التقصير والتردي الذي وصلنا له  ،   رغم حصولنا على الحق النقابي   ،   وبعد 14 سنة من التنظيم والتخطيط والبناء على ما سبق ،  والإستفادة من تجارب الرواد وأطروحاتهم   وتجارب النقابات العربية التي سبقتنا كثيرا في المجال النقابي  ،  وليس  الفني  ،   والحوارات العديدة والكثيرة مع كل المعنيين بالشأن الفني والثقافي  ،  من وزراء للثقافة وأمناء عامين ومدراء للإذاعة والتلفزيون  ،  ورؤساء حكومات متعاقبة  ،،،  أقول بعد كل هذ الحراك المضني   ،،،    نكتشف أن المشكلة الأكبر كانت في عدم تفعيل تلك الشراكة التي ذكرناها   ،   بل أننا وجدنا أن شريكنا الأوحد والأهم  ..  الحكومة   ..   كانت دائما تضعنا في أسفل سلم الأولويات   ..   هذا إن كان شأننا قد أدرج من ضمن الأولويات أصلا .
 
عزيزي دولة الرئيس  الموقر  ..  
 
 ليس من عادتي أن أكون متشائما  ،  وأنا ممن ينظرون للنصف الممتلئ على الدوام   ،  بل وأجزم أن غالبية الفنانين الأردنيين يتحلون بهذه الطباع  ،  فالفنان بطبعه دائم التفاؤل  ،  محب للحياة  ،  صانع  للفرح والسعادة  ،  مثالي التطلع  ،  يضحي ليسعد الآخرين  ..   هذا قدره  ،  وهذه رسالته  ،  يحترق لينير .
 
 لكن الفنان  وقبل كل شيء  ..   مواطن يتفاعل مع الأحداث  ،  وبحس الفنان  ،  يتأثر أضعافا مضاعفة عن غيره ، ويترجم ذلك من خلال أعماله الفنية المتنوعة  ،  دراما أو موسيقى  ،  تمثيلا أم غناءا ...  فالفرح عند الفنان  ،  فرح جياش مفعم بالحب والود  ..   والحزن عند الفنان ملحمة تراجيدية   ..   تصل لدرجة الموت   ..   والأمثلة كثيرة عمن غادرونا إلى الباريء الخالق   ،   وهم على خشبة المسرح أو في الأستوديو .    
 
والوطن  ،  عزيزي دولة الرئيس  ،   هو المفصل والمحك لدى الفنان  ،  تماما كالجندي في ساحة المعركة   فالفنان لا ينهزم حين يحمى الوطيس  ،  وكلنا نذكر كيف كان موقف الفنان الأردني  وحجم تضحياته   ،   وهو المقاطع عربيا ،،  في حقبة التسعينيات .
 
عزيزي دولة الدكتور  الطراونه   ،،  
 
 إن أكبر شرف يناله الفنان الأردني  ،  هو حين يعلن فوز أي عمل فني قام به ، ويذكر هذا الفوز بإسم الأردن الغالي  ،  ويكتمل هذا الشرف بإستقبال الشعب الأردني لهذا الفوز والتهنئة به  ،  ويطوق هذا الشرف بوسام هو الأغلى  ،  حينما يكرمهم سيد البلاد جلالة الملك المفدى .
 
إن أموال الدنيا كلها   ،،  لا تساوي مصافحة من جلالة سيد البلاد  ،،   وسماع جملة   يعطيكوا العافية يا شباب ، بيضتوها ورفعتوا راس الأردن    ..    وعلى سبيل المثال . .
 
عزيزي دولة الرئيس  الموقر   ،،  
 
 إن ما إسترسلت به  ليس إلا شعور حقيقي صادق أؤمن به وأتمناه   ،   وقد ذكرته للتمهيد في سبيل وضع حالة الفنان الأردني أمام ناظريكم . 
 
 مطالب الفنان الأردني   ،   دولتكم   ،   ليست إلا حقوقا  غير محصلة  ،  أو  منقوصة  أو مجزأة   .   فصندوق دعم الثقافة والفنون قد تم تجميده   ،   وكنا نأول عليه ونبني آمالا عظيمة لدعم الحركة الفنية والثقافية في الأردن  ،  والتي تعاني ما تعانيه بسبب شح الموارد المالية .   ودعم نظام  الإسكان الذي وعدنا به مرارا  ،  والأغلبية العظمى من الفنانين الأردنيين وخصوصا جيل الشباب  ،  قد فقد الأمل في تملك المسكن الكريم  ،  في ضوء الطفرة المذهلة لإرتفاع أثمان الأراضي والسكن .  والتأمين الصحي الشامل الذي تكررت الوعود تلو الوعود  بتطبيقه على الفنانين  ،  وفي ظل عجز كبير لصندوق التأمين الصحي لدى النقابة  ،  والذي  لا  أمل في إنقاذه  سوى  ،،   إلغائه  ..!!  وما زلنا نلجأ إلى بيت الأردنيين جميعا   ،   الديوان الملكي  العامر   ،   حين يسقط أحد الفنانين صريع المرض  ،   وهو لا يملك ثمن الدواء   ،   ولا الإقامة ليلة واحدة في أي مستشفى  ،  وكل ذلك بسبب البطالة وشح الأعمال الفنية
والندوات و المؤتمرات و التوصيات العديدة  ،  و التي خرجت بخطط و إستراتيجيات فنية وطنية شاملة  ،  ما زالت  حبرا على ورق  . 
 
وهناك بالطبع زملاؤنا الموظفون في كوادر الدولة  ،   الذين لا يحصلون على علاوة المهنة  ،   ولا بأي نسبة كانت ،  أسوة بنظرائهم موظفي القطاع العام .
 
عزيزي دولة الدكتور الطراونه  الموقر   ،،  
 
 أعلم أني قد أطلت عليكم   ،  كما وأعلم تماما حجم المسئولية العظيمة الملقاة على كاهلكم   ،   ويعلم الله كم كنا سعداء بتوليكم المسئولية  ،  كونكم سليل عائلة أردنية عريقة  ،  أفنت عمرها في خدمة الأردن  ،   ولرقي خلفيتكم العلمية الأكاديمية  ،  ولأنكم كنتم قد  تقلدتم  ، مؤخرا ، مسؤولية إدارة اللجنة العليا لمهرجان جرش لسنة  2011  ،  وقد تقربتم  من  عضو اللجنة العليا  سعادة نقيب الفنانين الأردنيين  ،  الأستاذ  حسين  الخطيب  ،  والذي  نعرف  أنكم  قد  علمتم من  خلاله  ،  وعن  قرب  ،  حجم  المأساة  التي  يعانيها  فناننا  الأردني  ،  كما نعلم  مقدار الدعم الذي  أوليتموه   لدعم المشاركة  الأردنية المشرفة  في المهرجان  ،  والتي  شهد  لها  القاصي  و الداني   ..  
 
 نقول  بعد  كل  ذلك  ،   أنكم  من  نراه  أهلا  لتلبية وتنفيذ  توجيهات  سيد  البلاد  بدعم  الفنان  الأردني  وإيلاءه  الإهتمام  اللازم .  
 
أتمنى من الله العلي القدير أن يوفقكم لأداء مسئولياتكم العظام على أكمل وجه   ،   وأن يرفدكم بالصحة والعافية ،  في ظل سيدي  ومولاي  صاحب الجلالة  الملك عبد الله الثاني ابن الحسين   ..   أطال الله في عمره ووفقه وسدد خطاه .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد