صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة -  محرر الشؤون المحلية - سعت شخصيات في الحركة الاسلامية الى استباق الاحداث بحشد التأييد لفكرة  مقاطعة الانتخابات النيابية المرتقبة عبر عقد اجتماع في مقر جماعة الإخوان المسلمين في منطقة العبدلي وسط غياب قيادات الجماعة عن الاجتماع .

ويرى مراقبون ان المحاولات التي سعى اليها المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين الشيخ سالم الفلاحات والقيادي السابق علي ابو السكر، لا تعبر عن وجهة نظر الحركة الاسلامية في الاردن وافقدها بريقها وان عقد الاجتماع في عقر دار الاخوان، خاصة ان ابو السكر ممنوع من الترشح للانتخابات وفق احكام قضائية، مع خسارة الفلاحات في تولي اي منصب قيادي في صفوف الجماعة، وضع الشخصين في طرف معادلة المقاطعة .

وفي هذا الصدد قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي الشيخ حمزة منصور لـ"السوسنة" : ان الاجتماع لا يمثل وجهة نظر الحركة الاسلامية بالنسبة لموضوع المشاركة في الانتخابات.

وأكد منصور ان قررات الحركة الاسلامية لا تصدر الا عن مجلس شورى الاخوان الذي سيعقد جلسة اليوم الخميس، مشيرا الى ان مجلس شورى الحزب سيعقد جلسة السبت حول هذا الموضوع.

ورغم التيار المنادي من داخل الجماعة بضرورة المشاركة بالانتخابات وعدم ترك الساحة لغيرهم ، الا ان الاجتماع الاخير هدف الى الترويج لفكرة المقاطعة وجر الجماعة سياسيا واعلاميا نحو ترجيح كفة المقاطعة .مما يظهر تباين وجهات النظر او الخلافات  داخل الصفوف الاولى  لقيادات الحركة الاسلامية حول مسألة الانتخابات المقبلة ، والتي توجها هذا الاجتماع ، وعبر عنها القيادي البارز الدكتور ارحيل غرايبة في مقالات غير مسبوقة ، كشف عمق الخلافات بين تياري الصقور والحمائم ، وهو ما كان ينفيه دوما قيادات الحركة الا ان الزمن كان كفيلا بإظهارها على الملأ .

واللافت في الاجتماع - وفق مراقبين -  غياب قيادات الحركة الاسلامية المعروفة عنه كالمراقب العام الشيخ همام سعيد ونائبه زكي بني ارشيد والدكتور ارحيل غرايبه وعبد اللطيف عربيات ونواف عبيدات وغيرهم ، بالاضافة الى عدم مشاركة الاحزاب اليسارية والقومية ، وغياب تمثيل شرائح المجتمع والعشائر الاردنية .

واعتبر مراقبون ان حضور بعض الشخصيات المستقلة ، لا يمثلون العشائر الاردنية التي ينتمون اليها ، وانما حضورهم كان بتمثيل شخصي لانفسهم ، ولا يملكون قاعدة شعبية للمشاركة في الانتخابات المقبلة، نتيجة مواقفهم المتناقضة مع قواعدهم الانتخابية .

وحاول منظمو اللقاء الى تعميم فكرة المقاطعة او الصاقها ببعض التيارات ، ومثال على ذلك حضور شيخ سلفي ذو خلفية اخوانية وهو الشيخ طارق الخوالدة الذي تم تقديمه في الواجهة في محاولة لابراز فكرة تأييد التيار السلفي العلمي للمقاطعة علما ان هذا الشيخ لا يمثل رموز التيار ومحسوب بالاكثر على جماعة الاخوان المسلمين.

كما يبدو من خلال تسلسل الاحداث خلال الاجتماع ان البيان الذي صدر في ختامه قد  كتب مسبقا من منظمي الاجتماع ، ولم يشارك الحضور في صياغته، مما افقده زخم التواقيع عليه .

وبين مراقبون ان الاجتماع شهد حالة طمس للراي الاخر ، اذ تم تجاهل رأي المواطنين ايهاب دهيسات وشريف المحافظة الداعي الى ضرورة المشاركة، حيث تم اسكاتهما ، مما يعكس اسلوب القمع المتشدد للرأي الاخر .

ويختم المراقبون قولهم انه ليس صحيحا ان النقابات المهنية تم تمثيلها في هذا الاجتماع الذي حضره نقيب المهندسين عبد الله عبيدات ، اذ انه في واقع كان حضوره بصفته احد اعضاء الحركة الاسلامية ، ولم يعبر هذا الحضور عن رأي النقابات المهنية .