صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - مصطفى طوالبه - قبل شروق الشمس تبدأ رحلتهم، رحلة يومية، مكللة بالمصاعب والمخاطر، لا تخلو من عناء .. الحاجة لعيش حياة كريمة باعتبارها الطريق الأسرع للوصول الى الثراء، دفعتهم للخروج في تلك الرحلة التي رافقتهم بها السوسنة لأكثر من عشر ساعات.

في ساعات الفجر الأولى يلتقي أبو يوسف برفاقه، ويدور بينهم النقاش ويتبادلون الآراء، للاتفاق على الطريق الذين سيتخذونه، وعند اول ظهور لضوء الشمس تسير المجموعة الى المكان المتفق عليه لتبدأ عملية البحث عن الكنوز الأثرية.

وبعد الاتصال بـ"ابو يوسف"، الذي أخذ مشورة أصحابه، سمح لـ"السوسنة"، بمرافقة المجموعة، في الرحلة، بشرط عدم الكشف عن وجوههم أثناء التصوير بالإضافة الى أخذ بعض التعهدات.

ويتحدث قائد المجموعة "أبو يوسف" عن المتاعب والمصاعب التي يواجهها الباحثون أثناء عملهم، فروى لنا قصصاً عايشها بنفسه؛ فمن أفاعي ضخمة تعترض طريقهم إلى أشياء غريبة تفزعهم.

ويقول "ابو يوسف": "في إحدى الرحلات، كنا نحفر في بئر بإحدى المناطق شمال الاردن، حتى أخذ الماء يخرج منه، ويملأ البئر، حتى كاد يغرقنا، فان توقفنا عن الحفر، انحسر الماء واختفى، وقد تكرر ذلك المشهد عدة مرات".

ويتابع "ابو يوسف": "بعد ذلك قررنا التوقف عن الحفر والبحث داخل البئر المليء بالكنوز، إذ تبين أنه مسكون من قبل الجن الذي يحرس تلك الكنوز"، ويطلقون على ذلك بـ(الرَّصَدْ ).

ودخلت كاميرا السوسنة كهوفاً مظلمة وسراديب طويلة تكثر فيها الأفاعي السامة، وتستمر عملية البحث لأكثر من 10 ساعات متواصلة، يتخللها جلسات استراحة لشرب الشاي والقهوة.

ويستخدم الباحثون عن الكنوز الأثرية عدداً من الأدوات الضرورية لبحثهم مثل (الشيش) وهو عبارة عن قضيب طويل من الفولاذ يُضرب في الأرض للكشف عن الكهوف الأثرية، ويستخدمون أيضاً المطرقة والفؤوس المختلفة والفرشاة والمفك و(شيش الماء) والكثير من الأدوات الأخرى.

ويستدل الباحثون على المواقع التي يقومون بالتنقيب فيها عن الكنوز، من خلال العلامات التي تكون محفورة على الصخور مثل "الجرن" وهي تدل على وجود بئر ماء, و"المنقلة" والتي تدل على وجود مقبرة، (فيقومون بحفر القبور لاستخراج الكنوز)، و"الأفعى" وتدل على وجود كنز عظيم في المنطقة، إضافة الى العديد من العلامات مثل العقرب والحربة والسهام وغيرها وكل منها يدل على أمر معين.

وقبيل غروب الشمس يجمع الباحثون أدواتهم ليزحفوا عبر تلك السراديب والأنفاق استعداداً ليوم جديد يتجدد به أمل العثور على الكنز المنشود.