صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة - محمد الربعات -  وسط زحمة المسلسلات في رمضان ورفاهية تعدد القنوات والإعادة اللانهائية لكل البرامج والمسلسلات  التي  تجعلنا لا نبالي بزخم الحياة، بسهولة نمسك الريموت ونبدل القناة بمجرد بدء مشهد ممل أو أداء تمثيلي ضعيف؛ اكتشفنا مسلسل «سر علني».

المسلسل يناقش قضية مافيا شركات الأدوية وفكرة صناعة الأمراض عن طريق تطوير الفيروسات وعمل تجارب للفيروس واللقاحات على المرضى في بعض المستشفيات من جانب أطباء معدومي الضمير.

هذا الخيط الدرامي الرئيسي والذي يعتبر واضح جدًا من خلال الحلقات الأولى على عكس بعض المسلسلات التي تشوشها ضبابية الفكرة والتفكك في أول 10 حلقات تقريبًا.

وعلى الرغم من أن غادة عادل هي النجمة في المسلسل كما  توضح من الدعاية إلا أن الأداء المفاجئ والتألق للنجم إياد نصار، الممثل الأردني الفذ الذي أبهرنا من قبل بتقديم شخصيات تاريخية مثل الخليفة المأمون وحسن البنا وامرؤ القيس. وقدرته على تقديم جميع الشخصيات غير عادية.

هنا يلعب إياد دور "ياسين" رجل الأعمال الثري الذي درس المحاماة وشريك في أحد الملاهي الليلية مع صديق عمره "ألفي" الذي يقوم بدوره فراس سعيد (وهو مهندس ديكور أصلًا)، وقد اثبت إياد نصار نفسه في هذا المسلسل أيضا واضحى منافسا قويا لنجوم السينما المصرية.

أما العنصر الثاني الذي لفت نظرنا في المسلسل بعد أداء إياد نصار كان الإخراج المتميز لغادة سليم، وحركات الكاميرا الناعمة والحوارات التلقائية والأداء التمثيلي الراقي لكل الممثلين لعمل يدور حول صراع رجال الأعمال، ولكن الصراع ليس بطريقته المعهودة والذي يتمثل في الانتقام الذي نراه في كثير من المسلسلات حيث ينتهي بجرائم القتل بل هو الانتقام عن طريق التضارب في مجال العمل ولا ننسى الرؤية الإخراجية  وطريقه عرض الأحداث والبناء الذي بين فكرة العمل من خلال الحلقات الأولى من العمل مع وجود عنصر التشويق.

المسلسل يلقي الضوء على صراع كان سرياً وأصبح علنيّاً، وعلى عالم رجال الأعمال ومدى الفساد الذي وصل إليه والصراع بين بعضهم بعضا بالإضافة الى قضايا اجتماعية شائكة.

ولكن يبقى السؤال الحائر الذي يراودنا في معظم الاحيان  .... لم لا نرى هذه الخامات على الشاشة ألأردنية.