صحيفة السوسنة الأردنية

 

لقد رصدت لنا المخرجة رشا شربتجي المعاناة التي تلامس شريحة كبيرة من الشعب السوري الذي يعيش تحت خط الفقر والذي ضاقت له الصدور من الظلم الواقع على صدور افراده والذي بدات ترتفع فيه مستويات القهر والظلم والفساد إلى مستويات عالية تصل أحيانا الى حدود المبالغة

 

ولكن يبدو لنا ان احبال الشر المغطاة بلباس السلطة ومجاراتها باخفاء اليد الممتدة تحت الطاولة  هو نقطة الضعف الأبرز في المسلسل، الأمر الذي يشعر متابع المسلسل أنه أمام  ظلم قامع للخير لا توجد فيه الرحمة في قلوب ابنائها أي في صريح العبارة نحن امام رواية معقدة صعبة لا نهاية لها، مليئة بسودائية الفقر وارعاش الغني  وتوليد الفساد من ارحام الاوجاع والتي تعالت ايضا اصوات الناس الذين يترددون بكلمات"وينك يا الله".

 وايضا نكتشف مع تقدم حلقات المسلسل أن المجتمع السوري بدا خالياً من الحب الذي هو صلة الترابط الوحيدة في العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد.

ولذلك كان يجب على كاتب السيناريو من اظهار بعض الامل في المسلسل لكي يتمكن المشاهد من متابعة  العمل من دون ان تحكمه النظرة التشاؤمية التي يحملها هذا العمل في طياته ككتلة من التغير البسيط وايضا ليؤمن بان الحياة بسيطة وفيها من الخير الكثير بين ابنائها.    

 

يتركنا المسلسل كعادته  في جزئه الثاني الا ان نقف ونسال انفسنا: 

هل تفرح الام بقدوم مولودها الجديد ام لا ؟

هل نمتلك القلوب في اجسادنا ام في ايادينا؟

هل مسرحة الواقع تكون حاظرة في نفوس المشاهد؟