صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - بعد أن تقطعت بهم السبل في فرنسا، لم يجد مجموعة من اللاجئين السوريين حلاً سوى الاعتصام في ميناء كاليه، والتهديد بقتل أنفسهم إذا لم يسمح لهم بالعبور إلى الأراضي البريطانية، بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية.

واحتل مجموعة من اللاجئين السوريين يقدر عددهم بحوالي 60 شخصاً، أحد موانىء السفن في مدينة كاليه الفرنسية منذ الأربعاء الماضي، للاحتجاج على المعاملة السيئة من قبل السلطات الفرنسية، والمطالبة بمنحهم حق اللجوء إلى بريطانيا المجاورة.


ورفع اللاجئون لافتات كتبوا على إحداها: "نريد أن نتحدث إلى ديفيد كاميرون"، وحاولوا استجداء عطف الحكومة البريطانية في لافتة أخرى كتب عليها: "بريطانيا دولة عادلة، وهذا ما يجعلنا نرغب الوصول إليها، ونتوقع أن نلقى معاملة حسنة من حكومتها".

وعندما حاولت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية إخلائهم، صعد اثنان منهم إلى سطح مبنى قاعة الانتظار في الميناء وهددا بالقفز، فيما لا يزال العديد منهم مضربين عن الطعام إلى حين تلبية مطالبهم.


واستغرب بعض اللاجئين من سوء المعاملة التي يلقونها من الحكومة الفرنسية، رغم الموقف القوي للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من النظام السوري، حيث لم يجدوا أي ترحيب في فرنسا و يعاملون كالكلاب الشاردة وتطاردهم الشرطة من مكان لآخر حسب قولهم.

زكريا شيخ كيلو أحد اللاجئين وأب لستة أطفال، يصف رحلة الهروب المحفوفة بالمخاطر من سوريا عبر تركيا، ثم الطيران إلى باريس قبل السفر بالحافلة إلى كاليه، ويأمل بالوصول إلى بريطانيا حيث يمكنه أن يطلب انضمام عائلته.

ورفض المتحدث باسم قوات حرس الحدود البريطانية المزاعم حول وجود اثنين من موظفيها يتفاوضان مع المحتجين، واعتبر أن دورهم يقتصر على الدعم اللوجستي فقط، فيما طالبت رئيسة بلدية كاليه نتاشا بوشارت البريطانيين باتخاذ قرار حيال وضع اللاجئين.

وأكدت الدكتورة مارتينا ديفيرس من منظمة أطباء العالم، وهي مؤسسة خيرية طبية، أن الحكومة الفرنسية لم تساعد هؤلاء اللاجئين، ولم تقدم لهم المأوى والطعام والشراب والملابس، رغم أن من بينهم مجموعة من الأطفال والنساء.

وقال دينيس روبن محافظ كاليه: "كان لدى هؤلاء اللاجئين فرصة تصل إلى 95% بالحصول على حق اللجوء لو أنهم تقدموا بطلبات لذلك، حيث عرضت فرنسا منح حق اللجوء لأكثر من 10 آلاف سوري بحسب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة".

وأجبرت الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين، مليوني سوري على الفرار واللجوء إلى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا.