صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - قال رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق "داني ياتوم" إنه لم يتفاجأ من الأنباء حول تصنت واشنطن على مكالمات أصدقائها من زعماء أوروبا، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتجسس على من تريد فهي ترى في نفسها قوة عظمى ومن حقها فعل ذلك وتفعل ذلك أيضا مع "إسرائيل" منذ زمن.

وأضاف ياتوم خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مساء الخميس أن الولايات المتحدة لا ترى أحدا أبعد من متر وعندما تقرر التصنت على احد فإنها تفعل ذلك بلا خجل. كما قال.

وحسب أقوال ياتوم فمن الممكن جداً أن تكون الولايات المتحدة قد تصنتت أو تتصنت على إسرائيل حالياً طالما وجد الأمريكان أن هنالك ضرورة لذلك.

ويعرض ياتوم موضوعين قد تحتاج الولايات المتحدة للتصنت على إسرائيل لمعرفة آخر تفاصيلها وهي موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين والموضوع الإيراني وبرنامجها النووي.

وحسب باتوم فمن المهم لواشنطن معرفة طريقة تفكير نتنياهو بخصوص المفاوضات وما الذي تفكر فيه إسرائيل حيال إيران، وأشار ياتوم أن هنالك اهتماماً أمريكيا بهذا الأمر وهم بحاجة للمعلومات الكافية لمناقشة إسرائيل بناء عليها.

ويضيف قائلاً: "لدى الولايات المتحدة الرغبة في معرفة النوايا الحقيقية لإسرائيل تجاه المفاوضات مع الفلسطينيين أو ما الذي يعيقها في مفاوضاتها مع السلطة".

ياتوم اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي ورئيس الموساد خلال فترة نهاية التسعينيات من القرن الماضي قال: إن أقواله تأتي في سياق معرفة مسبقة بأن الولايات المتحدة تتصنت على دول صديقة بما فيها إسرائيل منذ زمن وليس في عهد نتنياهو فقط. كما قال.

وفي هذا الإطار شن ياتوم انتقاداً للأمريكان وقال إن الولايات المتحدة تستغل قوتها بشكل سيئ على ضوء كونها قوة عظمى خالصة، وتعتبر انه يحق لها ما لا يحق لغيرها.

واختتم أقواله بأن الولايات المتحدة ستضطر متأخرة للاعتذار عن هذه الأفعال لحلفائها ولكنها ستواصل التصنت عليهم على كل حال. كما قال.

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد ذكرت قبل أيام أن الولايات المتحدة قد أسقطت ملايين المكالمات والرسائل ما بين شهري كانون الأول 2012 و كانون الثاني 2013، وفي هذا السياق أيضا أعلنت الحكومة الألمانية انه من الممكن أن تكون قد تجسست الولايات المتحدة على مكالمات المستشارة "انجيلا ميركل".

وقد أثارت هذه الأنباء "ميركل" حيث سارعت للاتصال بالرئيس الأمريكي اوباما وأوضحت له أن التجسس لا يتم بين الأصدقاء وان هذه الأفعال غير مقبولة بين الأصدقاء وطالبت بتوقيع واشنطن على اتفاق يحظر هكذا أفعال.

وتأتي هذه الفضائح في إطار تسريبات العميل الأمريكي السابق مع وكالة المخابرات الأمريكية "CIA" ادوارد سنودن، والذي كان يعمل مع الوكالة حتى كشف مؤخراً عن برنامج التجسس المسمى "بريسم" إلى الصحافة.

وهذا البرنامج تستخدمه الوكالة للتجسس على الاتصالات حول العالم، وقد وجهت له محكمة أمريكية تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية ونقل مواد تضر بالأمن القومي الأمريكي، ويتواجد هذا العميل اليوم في روسيا بعد أن وافقت على منحه اللجوء الى اراضيها.