صحيفة السوسنة الأردنية

لا زلنا نتذكر بألم مسرحية كأسك يا وطن  وضيعة تشرين اللتان طالما أضحكونا صغاراً ولكنهم أبكونا كباراً ، ونحن نرى هذه الحكومة وسياستها الفاشلة بعد أن اشتد عودها إثر تراجع الحركة الإصلاحية ونراها تمارس ما عجزت عنه حكومات ما قبل عام 1989م من الكذب المكشوف والنفاق والحقيقة إنها كفرتنا بالوطن الذي فصلوه لنا كحبة الأسبرين يبتلعه أي فاسد من هذه الحكومات إذا آلمه رأسه وما أكثر الفاسدين والأذناب والمرتزقة ، وفي الوقت الذي يتحدث العالم كله عن المستقبل والإصلاح ووضوح الرؤية لعالم تتغير معالمه يوماً بعد آخر وهذه أكبر دول العالم وأعظمها تعاني من المديونية وهي الولايات المتحدة الأميركية وأصبح الحديث عن عالم متعدد الأقطاب بعد فشل القطبية الواحدة .

ترى أين الأردن من هذا العالم وهذه المتغيرات؟ وهو دولة وظيفية فقط ولا يريد القائمين على أمره تغيير تلك المعادلة التي أوجدته في أوائل العشرينيات من القرن الماضي حتى يحافظوا على مصالحهم الطبقية والتي هي على حساب الشعب وأبنائه من الكادحين .

الأربعاء الماضي هاتفني عدد من الأصدقاء وأخبروني بوجود الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء وقيل أنه سيلتقي المواطنين في فندق الانتركونتيننتال وأن الدعوة ستكون لكل المهتمين بالشأن العام بدون وصايا ، وهنا أخبرت أصدقائي بأن هذا الشخص وحكومته  وأقصد رئيس الوزراء غير صادق،ولو يستطيع جعل الشعب  يتنفس بنصف أنفه ليكون اقتصادياً حتى بنفس الشعب ، وفي الاتجاه الآخر إسراف وما بعده إسراف يكفي ما يقولونه كذباً عن ترشيد الاستهلاك ونجد أصغر مسئول وكلهم صغار سيارته تعادل بمصاريفها رواتب عشرة موظفين الذين يجري ترشيد الاستهلاك على حساب حياتهم أما هذا الشعب فهو بالسماء قانعون وبالأرض قانعون وكل ما في لوحهم المحفوظ قانعون كما قال شاعر العرب ذات يوماً نزار قباني رحمه الله ، وذهبت مع صديقي بسيارتي وقلت له اذهب وإذا أخبروك بأن الدعوة عامة وليست للمؤلفة قلوبهم اتصل معي ولكن يا صديقي أشك أن تكون هذه الدعوة كما تقول وغاب صديقي ثلث ساعة وعاد بعدها ليخبرني بأني ربحت الرهان وبأن الحضور على الكشوفات القادمة من المحافظة وللمؤلفة قلوبهم والموافق عليها من الجهاز إياه وهي تحتوي على بعض الأسماء التي لا تمثل حتى ذاتها والكثير منهم من المناطق التابعة للعقبة ولا اعتراض على ذلك ولكن شرط أن يكونوا يمثلوا حالات ، وغادرت مع صديقي الذي كان له حق الحضور ولكنه لم يحضر.

وأنا أفكر بأوضاع هذا الوطن وهل بمثل هذه العقليات سيصل قارب الوطن للنجاة ، لماذا الكذب والنفاق والدجل على هذا الشعب الذي بدأ بما قاله رئيس الوزراء نفسه إنه خصص كذا دونم لبناء جامعة في العقبة علماً أن هذه الجامعة مقامة قبل تشكيل حكومته ولم يجرؤ احد برد عليه ويبدو أن شعبنا أو حزب ألكنبه كما يقول الاخوه المصريين أذكى مما يتصور البعض وقد سألت بعض المواطنين وجاءت الإجابات متقاربة بأنهم لا يأتوا للعقبة وهي العاصمة الاقتصادية للأردن إلا لأجل الصورة والتلميع وقال أحدهم بصراحة دعك منهم فإن حديثهم للاستهلاك المحلي وحتى لو حضرت كل  النخب  وغير النخب إن الوقت ثمين والكلام لا يزال لمواطن عادي ولا تضيعه يا صديقي مع من لا يملك من أمره شيء وغادرت لبيتي وأنا أشعر بالقلق ويشهد الله على هذا الوطن الذي سيكون مسئوليه من الرأس للذنب أول من يهرب لمزابل أوروبا إذا حانت ساعة الجد والمحاسبة وهي قادمة لا محالة .

إذاً لقاء رئيس الوزراء أو السلطة لا فرق هو لقاء استعراضياً فاشلاً ولهز الخصر على طريقة نحن هنا يا ابن الحلال وهذه الحكومة والمصفقين لها من الحضور كذب بلا خجل ومسرحاً أسوداً يمارس نفس الأدوار القديمة الفاشلة وسلطات من خارج العصر تحدد من هو الوطني ومن هو الخائن في نظرها وهو كل من لا يجيد الرقص وهز الخصر وهذا في عرفهم الخائن لأنهم يريدوا شعباً من السحيجة .
 ويا أبناء شعبنا إننا أصبحنا غرباء في وطننا ويحكمنا غرباء حتى لو كانوا من أبناء جلدتنا ويتاجر بنا غرباء ويتسول على حسابنا الغرباء ويبقى السؤال متى يفيق أهل الكهف لأنقاذ وطنهم وأخشى ما أخشاه أننا سنصبح يوماً نحن يهود التاريخ نتباكى على وطن لم نستطع حمايته من الخونة كالرجال ولا عزاء للصامتين.