صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة – محمد الضامن - تزدهر الاسواق الغذائية وتغص بالمواطنين في شهر رمضان مبارك، رغم انه شهر  الصوم والتعبد  والتقرب الى الله، والشعور مع المحرومين لما يعانونه خلال حياتهم من جوع وحرمان .

الا ان اللافت تجد الاسواق لدينا تغص بالمواطنين، لشراء كل ما لذ وطاب، علما ان اخر الليل يذهب اكثر من نصف الطعام الى المهملات، فأين التعبد من هذا ،يقول الحاج ابو احمد .

ويضيف الحاج ابو احمد  ( 77 عاما ) في حديث لـ " السوسنة " ان اجواء رمضان المبارك قبل عشرات السنين كان مختلفة، وافضل عما هي الان، فقد تشوهت، اجواء شهر التعبد، وصار التفنن في الطعام والاكثار منه وتخزينه، خط عريض في الشهر الفضيل" .

امام زوجته الحاجة ام احمد ( 69 عاما ) تقول لـ " السوسنة " :"من المؤسف ان يتحول الشهر الفضيل الى سهر ونفخ الارجيلة، ومتابعة باب الحارة وصاحب السعادة وغيرها من الملهيات"، مشيرة الى ان اجواء شهر رمضان المبارك قبل عشرات السنين كانت تقتصر على الروحانيات والتعبد الى الله ، لا على السهر والتبرج وتدخين الارجيلة .

ويقول ابو فؤاد – صاحب محل خضار  في عمان– للسوسنة ان محله يبيع خلال الشهر الفضيل من 5-7 اضعاف الاشهر الاخرى، علما ان الزبائن نفسهم تقريبا، متسائلا، اذا رمضان شهر الصوم لماذا الاكثار من الطعام وتخزينه والاسراف، اليس نحن بشهر عبادة .

ويقول ابو فؤاد وهو يضحك كثيرا :" يا رجل الاردنيين اكلوا 9 ملايين دجاجة بأسبوعين، هل هذا معقول ؟ !" .

وتشير الدراسات العلمية، ان شهر رمضان المبارك  " الصوم " يعمل على تنظيم  خلايا الجسم، ويطرد الامراض، ويضع الجسم في حالة اعادة انعاش " ري فرش " لباقي اشهر السنة، اذ لا يجوز ، ان يعرض الانسان جسمه للتخمة في هذا الشهر الفضيل، ويفقد احد اهداف الرئيسية.

ورغم كل ما حصل في الوقت الراهن من طمس لاجواء رمضان يحاول شباب مخلص لوطنه ودينه،ان يبرز قيمة الصوم،والتواصل مع الاخرين ، حيث ينتشرون على الاشارات الضوئية، يوزعون الماء والتمور لحظة اذان المغرب،ليكون طقسا رمضانيا جميلا .