المعلم صمام أمان المجتمع

mainThumb

29-08-2014 02:00 PM

علاقة المعلم بالمجتمع علاقة القلب بالعقل بالجسد الواحد , فهما كتلة واحدة لا يمكن ان تنفصل أو تتنافر , ولا يجوز أن تختلف ,  فأوامر العقل للقلب دوما بتناسق وانسجام ولا بد من عملهما معا وباستمرار, وبتوقف اي منهما لا سمح الله يتوقف الاخر !! !  لذا فالمعلم هو صمام أمان المجتمع وهو أساس النهضة والعمران الحضاري والتطور الفكري بجميع المجالات دون اي استثناء  , وطوبى لكل من تشرف وكان معلما لأجيال المجتمع المتعاقبة , ومن خرج جميع المهن  ومنح الشهادات العلمية والتربوية , وطوبى لمن كان له رصيدا تربويا في نفوس وقلوب الابناء صغارا او كبارا  واصبحوا رؤساء واطباء ومحاميين وقضاة و...  .
 
      وعلاقة المعلم بما يسمى الدولة او الحكومة تشبه علاقة الوالد بالابن !!!  فهما من بيت واحد واسرة واحدة لا انفصال بينهما ولا تباعد فالولد لأبية ! والوالد يحرص على بقاء الولد بصورة ووضع أجمل وأرقى وأفضل دوما لأنها صورته أولا وأخيرا , والولد كله لأبية ان صلح وأجاد وتحسن فهو تحسن وتطور من الاصل ومن الرعاية والاهتمام ! لذا فالحكومة الراقية ترعى المعلم وتسعى لتطويره وتحسين كافة الظروف المحيطة به, ولا يعقل أن يحدث اي اختلاف بينهما الا لان يكون بصالحهما او بصالح الابن فهو من يستحق الرعاية الكاملة منه وان تكون الحكومة راعية لمصالحة ولتطويره مهما كانت الظروف ومهما كانت العقبات .
 
    ولغة الانسجام والتناغم ان لم نجدها بين الحكومة ومعلم الاجيال فتلك كارثة حضارية كبرى !  وان وجدت فذلك انتصار ما بعدة انتصار وسعادة للمجتمع ونصرة لكل المقاييس التربوية والتعليمية والسياسية ! لا استطيع ان اتخيل ان يحدث هناك اي انهزام لأي منهما بنفوس اي فرد من افراد المجتمع ولا يصح ان يكون انكسار او انهزام لان اصل العلاقة علاقة ود وحب لا علاقة بغض او عداء , والانتصارات والنجاحات, وتحقيق الانجازات , لهما معا , وهما من يحصدانهما , فهما اساس وعمود لمجتمع واحد , ووطن ومستقبل قوي وواعد , واي نجاح لأي طرف منهما هو نجاح لهم وللوطن معا بكافة معطياته  .
 
      ما يحدث  الان على ساحة التربية والتعليم  في وطني , يؤلم قلبي ويوجع روحي من الداخل والخارج ويؤرق نومي , فلا أتخيل نفسي أحد اطراف منازعة لا مع من يرعى ويهتم بأمري كوزارتي ,  ولا مع من ينتظر ويأمل مني الخير كأبنائي الطلبة ومجتمعي وأهلي, ولا مع ما أؤمن به لصالح منهتي !!! .


     سياسة التفاهم والود المتبادل بين  جميع الاطراف !!! المعلم والحكومة من جهة و المجتمع من جهة اخرى وأبناءه الطلبة من جهة أخرى , تحتم على جميع الاطراف ايجاد الية تنسيقية بينهم , تؤدي بهم للاتفاق وقرارات وتفاهمات فورية لا بد من وجودها وبكل محبة ورضا وسعادة  , وعلى الجميع ان يبتعد عن سياسة من يكسب او يخسر الأخر !!! لأنه هنا الخسارة على الجميع والمكسب للجميع !  اذن نبحث عن المكسب والرضا والاتفاق الكامل واعطاء حقوق المعلم دون نقصان ولا تباطؤ , واتمنى على الحكومة , ووزير التربية والتعليم الدكتور الذنيبات التفكير جديا بإعطاء حقوق المعلم كاملة دون نقصان بل بزيادة, وبكل اريحية لأنها حقوق له وواجب عليهما, ووجودها أصلا  يضمن وجود عمل تربوي مهني يليق بوطننا الذي نحب وننتمي !!!
      ونعم لكل ما يحقق رفعة وتحسين وضع المعلم وتحسين ظروف عملة وحياته  المهنية كاملة, وضمان أداء واجبة بكل أريحية ورضا واقتدار , وعلى الحكومة ان تقدم لهم هذه المطالب دون اي منه ولا فضل , فهو يحتاجها ويستحقها وأكثر .


       ونعم  هذا هو رائي الشخصي النابع من رؤيتي الادارية التربوية والتعليمية  لمى يحدث الان على الساحة التربوية  الاردنية, واتمنى ان تحل الامور كاملة وان يكون الحل واضح وجلي , والاهم هو بقاء صورة المعلم ناصعة وطيبة كما هي دوما في عيون الناس جميعا , ولدى جميع الاطراف والمعنيين , والمكسب الحقيقي لكافة الاطراف ان يكون لدينا نظام خدمة مدنية يحرص على كافة الالتزامات ببقاء المعلم  نموذج يحتذى من جميع فئات المجتمع , وبقاء مهنة التعليم وحمايتها للمجتمع , وهذه الكفالة والحماية حق له وواجب على حكومته , فيا حكومتي العزيزة  المعلم  بوطني يستحق منك اكثر وأكثر , وضروري ان يكون مرتاح البال والعقل ليتفرغ لمى هو مطلوب منه كواجبات جسيمة بتربية وتعليم ابنا المجتمع , التربية السليمة القوية , فالسيد لا يربي الا اسياد والحرة لا تعلم الا الاحرار , والانظمة والقوانين ان لم تحرص على وجود ضمان تنفيذ هذا فلن تكون الا حبرا على ورق , لا فائدة ولا جدوى .


        طوبى للمعلم الاردني الراق بفكرة وسلوكه وكلامة وكل ما يقدمه لمهنته , وطوبى لحكومة ترعى معلمها وتهتم به لأبعد حد لنظرتها الثاقبة ولإيمانها الراسخ بان تحسين وتامين مهنة التعليم من اولى الاوليات ومن اهم الاعمال . وتحرص على بقاءه نموذجا وقدوة تحتذى , وطوبى لمجتمع احترم معلمه ومربي ابناءه وموجة انجازات وانتصارات وطنه وبلدة وابناءه .


         وعهدا يا وطني سأبقى المعلمة والتربوية القوية , التي ترعى كل ما يؤدي لرفعة وكرامة ابناءك من طلبة أعلمهم وأقدم لهم ما يسندهم ويقوي عزيمتهم ووجودهم بهذه الحياة , وسأبذل قصارى جهدي لأكون الاردنية النموذج لأي معلمة او تربوية تحرص كل الحرص لبقاء التعليم أجمل وأرقى و أقوى, ولا  أزاود على أحد ولكن أنا أمثل شريحة كبيرة من مجتمعي وأهلي ووطني  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد