صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - أطلق في الجامعة الأردنية اليوم مشروع دراسة تغذية المياه الجوفية على امتداد نهر الزرقاء للمساهمة في دعم جهود الحكومة الاردنية لمواجهة الطلب المتزايد على مياه الشرب في ظل ارتفاع وتيرة الضغط السكاني والطلب على المياه في المملكة.
والمشروع الذي ينفذ بالشراكة مع جامعة السلطان قابوس العمانية وجامعة نبراسكا الأمريكية وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يستهدف تقليل الفاقد من مياه الإمطار والمياه السطحية في مناطق حوض عمان الزرقاء و الأغوار.
وخلال ورشة العمل الخاصة التي عقدت في مركز المياه والطاقة والبيئة في الجامعة الاردنية تم بحث آليات تنفيذ المشروع بمشاركة خبراء من الجامعتين قابوس العمانية ونبراسكا الأمريكية حيث أكد مدير المركز الدكتور سيد خطاري أهمية المشروع الذي يندرج في إطار اهتمامات الجامعة الرامية الى إيجاد حلول لقضايا المياه في الأردن.
وعرض خطاري الجهود التي يقوم بها المركز لمواجهة تحديات شح المياه من خلال إعداد بحوث ودراسات متخصصة والتعاون مع هيئات ومنظمات محلية و دولية بهدف الحفاظ على استدامة المياه وتحسين مصادرها ونوعيتها.
وفي موازاة ذلك قال مدير المشروع الدكتور مروان الرقاد ان الهطول المطري الحالي في الأردن غير منتظم ويتميز بقصر مدة الهطول وشدته ما يؤدي الى زيادة الفاقد من مياه الامطار بشكل جريان سطحى باتجاه الاحواض الصحراوية و وادي الاردن.
واضاف ان المشروع جاء لتحسين استخدام المياه الزائدة لتغذية المياه الجوفية ورفع منسوبها مؤكدا أن المياه الجوفية تعتبر مصدرا أساسيا لمياه الشرب في المملكة، كما تغطي 70% من احتياجات الأردن المائية التي تستخدم في أغراض الشرب و الزراعة والصناعة والنشاط العمراني.
وزاد الرقاد أن المشروع سيعمل على توفير حلول  علمية لتغذية المياه الجوفية من خلال حماية مياه الأمطار من التبخر والتلوث الأمر الذي يساعد على تنقية المياه لمرورها بطبقات الأرض المختلفة لتصل إلى الخزانات الجوفية ومن ثم يعاد استخدامها من جديد للغايات الإنسانية.
الرقاد ، أكد على جهود وزارة المياه الرامية لحماية المياه الجوفية كما حذر من الاثار السلبية الناتجة من الضخ الجائر من المياه الجوفية التي تواجه هبوطا حادا في مستوياتها والتي تصل إلى متر سنويا نتيجة زيادة الاستهلاك على حساب التغذية والتغيرات المناخية مشيرا إلى أن معدل التجدد للمياه الجوفية يبلغ حوالي 300 مليون متر مكعب في حين يبلغ معدل ضخ المياه 600 مليون متر مكعب سنويا.
واشار الدكتور الرقاد الى اهمية استمرار وزارة المياه في مشاريع الحصاد المائي وتغذية المياه الجوفية والتي اثبتت نجاحا في مواقع اردنية مثل سد الوالة وسد الماضونة والتي رفدت المياه الجوفية بكميات مياه اضافية وتأتي هذه الجهود ضمن خطة الوزارة التي تعاملت مع الضخ الجائر بطرق سليمة أبرزها وقف الاعتداءات على المياه الجوفية من خلال ردم الابار المخالفة والتي تشكل عبئاً على الموازنة المائية الاردنية.
ولفت إلى أن مشاريع تغذية المياه الجوفية نفذت في عُمان واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية مشيرا إلى إمكانية نجاح المشروع في مناطق أردنية مهمة أبرزها محافظة المفرق وحوض عمان الزرقاء والأزرق.
 وحول الأمطار المبكرة التي هطلت مؤخرا في عدة محافظات من المملكة أكد الرقاد أن الأحواض الجوفية لن تستفيد منها بشكل كبيربسبب جفاف التربة وقصر مدة هطولها وشدتها التي زادت من الجريان السطحي على حساب تغذية المياه الجوفية إلا أن  فائدتها ستكون لتغذية السدود وتنظيف حالة الجو من الملوثات البيئية وتحفيز طبقات التربة لتسمح بتغذية المياه الجوفية في الموسم المطري المقبل .