الرباط وباريس تسعيان إلى تكامل اقتصادي وصناعي

mainThumb

22-09-2015 03:06 PM

السوسنة -  طغت الملفات الاقتصادية والتجارية والصناعية على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب واجتماعه بالملك محمد السادس في مدينة طنجة على البحر الأبيض المتوسط السبت والأحد الماضيين، إذ أكدت القمة أهمية قيام «شراكة استراتيجية واستثنائية» بين باريس والرباط.

 

وقال هولاند إن «باريس ترغب في إقامة علاقات شراكة قوية ومتينة مع المغرب لبناء مستقبل مشترك قادر على مواجهة التحديات». وشهدت العلاقات بين البلدين فتوراً أفقد فرنسا مكانة الريادة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع المغرب بتراجع 24 في المئة.
 
وسجلت المبادلات التجارية فائضاً لمصلحة المغرب بنحو 129 مليون يورو في الشهور الأربعة الأولى من السنة، بفضل دينامية صادرات السيارات التي ينتج منها المغرب نحو 400 ألف عربة، يُسوّق معظمها في السوق الأوروبية والفرنسية وفي أفريقيا والشرق الأوسط.
 
وتملك «رينو» مصنعاً في طنجة بشراكة مغربية منذ العام 2012 لتركيب السيارات المتدنية الكلفة «داشيا»، كما تبني «بيجو ستروين» مصنعاً مماثلاً في القنيطرة شمال الرباط، لتصنيع 200 ألف سيارة ومحرك عام 2019، وتسويق مليون وحدة في أفريقيا والشرق الأوسط عبر المغرب.
 
ويرغب البلدان في تحقيق تكامل بينهما في مجال صناعة السيارات والطائرات والآليات الحديثة، بالاستفادة من التكنولوجيا الفرنسية والخبرة المغربية والقرب الجغرافي والفضاء الأوروبي، واتفاقات الشراكة والتبادل الحر. وتستثمر في المغرب 760 شركة يعمل فيها 800 ألف شخص.
 
ودشّن الملك محمد السادس مع هولاند مصنعاً في طنجة لتركيب عربات القطار الفائق السرعة (تيه جيه فيه) وصيانتها، الذي تنجزه مجموعة «ألستوم» الفرنسية والشركة «الفرنسية للسكة الحديد (سي أن سيه أف) بكلفة بليوني يورو (20 بليون درهم). وستُجمع القطارات في منطقة مغوغة شرق المدينة، وسيربط القطار السريع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي على مسافة 350 كيلومتراً في أقل من ساعتين، ويجمع بين ثلاث جهات (محافظات) الأكثر غنى في المغرب.
 
وزار الملك وضيفه الفرنسي الميناء التجاري طنجة - المتوسط الذي تمر عبره 8 ملايين حاوية سنوياً، ويرتبط بـ120 ميناء عبر العالم. وكانت استثمارات خليجية ساهمت في بناء الميناء قبل عشر سنوات، وهو يُعتبر الأضخم في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويمرّ عبره نحو عشرة ملايين مسافر ومليون سيارة في الاتجاهين سنوياً، على مسافة عشرة أميال تربط بين أفريقيا وأوروبا.
 
ووضع الملك المغربي وهولاند الحجر الأساس لبناء «معهد مهن الطاقات المتجددة» لتطوير كفاءات الأجيال الجديدة من العاملين في الطاقات غير الأحفورية. ويملك المغرب مشاريع تتجاوز قيمتها 200 بليون درهم في الطاقات المتجددة لإنتاج 42 في المئة من الطاقة الحرارية المستخرجة من الطبيعة بحلول عام 2020. وتستضيف باريس في كانون الأول (ديسمبر) المقبل القمة العالمية حول التغير المناخي، وتُعقد في مراكش الدورة المقبلة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.
 
وأبدى رجال أعمال فرنسيون يرافقون هولاند في زيارته طنجة، إعجابهم بالتطور الاقتصادي والصناعي اللذين حققهما المغرب في السنوات الأخيرة، ما جعله قطباً صناعياً وسياحياً وزراعياً يتفوق على بعض الدول الأوروبية في النمو والتوسع والتنوع الاقتصادي، فضلاً عن الاستقرار الاجتماعي في منطقة شديدة الأخطار. وتُقدر مشاريع الاستثمارات العامة بنحو تريليون درهم (نحو 106 بلايين دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة.
 
وكان التواجد الاقتصادي الفرنسي في المغرب تراجع في الفترة الماضية، لمصلحة شركات واستثمارات أخرى من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وسويسرا وإسبانيا ودول الخليج العربي.الحياة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد