كيف غيّرت الحرب العالمية الثانية طريقة أكل الفرنسيين

mainThumb
تعبيرية

07-06-2025 09:44 AM

وكالات - السوسنة

بعد مرور أكثر من ثمانية عقود على إنزال قوات الحلفاء في نورماندي يوم 6 يونيو/حزيران 1944، تعود إلى الساحة الفرنسية نكهات ووصفات غذائية كانت وليدة ظروف الاحتلال النازي للبلاد، لتروي فصلاً من تاريخ الجوع والصمود.

في يونيو 1940، اجتاحت القوات الألمانية فرنسا خلال ستة أسابيع فقط، ما أدى إلى وقوع أكثر من نصف البلاد تحت الاحتلال. وبمرور أشهر قليلة، بدأت السلطات في تقنين المواد الغذائية الأساسية التي لطالما شكلت هوية المطبخ الفرنسي، مثل الجبن والخبز واللحوم. وبحلول عام 1942، انخفض متوسط السعرات اليومية لدى بعض المواطنين إلى نحو 1110 سعرات فقط.

حتى بعد انتهاء الحرب في 1945، استمر تنظيم توزيع الغذاء في فرنسا حتى عام 1949، ما جعل سنوات ما بعد الحرب امتداداً لمعاناة الجوع التي خلّفها الاحتلال.

خلال تلك الفترة، لجأ الفرنسيون إلى استخدام بدائل غير مألوفة للبقاء على قيد الحياة، مثل جذور النباتات البرية وخبز الريف الكثيف. ومع انقضاء عقود من الازدهار، تخلّى المجتمع الفرنسي عن تلك الأطعمة التي أصبحت رمزاً للفقر والحرمان.

لكن اليوم، ومع تلاشي الذاكرة المباشرة للحرب، يعود جيل جديد من الطهاة وصنّاع الذوق لإحياء تلك المكونات المنسية. فهم يرون فيها أكثر من مجرد وصفات قديمة، بل سجلاً حياً للمقاومة والبقاء، وهوية طعامٍ لم تنكسر رغم الحرب والاحتلال.

ويكشف هذا الاهتمام المتجدد جانباً من التاريخ الاجتماعي الفرنسي الذي قلّما يتصدر عناوين الأخبار، ولكنه يتجسد يومياً في أطباق ومأكولات تستحضر زمن الشدّة وتمنح معناه طعماً جديداً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد