استنتاجات اولمرت على طاولة المعتدلين العرب

mainThumb

19-09-2008 12:00 AM

يحاول محللون وسياسيون عرب التقليل من اهمية تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت حول نهاية الاسطورة الاسرائيلية بالقول انها مجرد خطبة وداع لرئيس وزراء يغادر الحياة السياسية موشحا بالفساد.

صحيح ان اولمرت لم يتراجع عن ثوابت الحركة الصهيونية فيما يتصل بقضايا الحل النهائي لكنه اقر بأن اسرائيل تواجه مأزقا وجوديا وديمغرافيا. وكنا في العالم العربي نعتقد ان السلام اذا لم يتحقق هذا العام فان الوقت يمضي ضدنا وقد لا يجد الفلسطينيون ارضا يقيمون عليها دولتهم ونخسر ما تبقى من التعاطف والدعم الدوليين, واذا باسرائيل وعلى لسان رئيس وزرائها تخشى على مستقبلها من عامل الوقت اكثر من العرب. ففي معرض دفاعه عن مشروع قانون للوزير حاييم رامون لاخلاء ستين الف مستوطن من الضفة الغربية مقابل تعويضات مالية قال اولمرت: "نطرح هذا القانون ليس فقط لاننا صادقون بل لان عامل الوقت مصيري وله انعكاسات علينا" وفي موقع اخر من خطابه يقول: "ان الاسرة الدولية غيرت نظرتها, وهي تمهد لرؤية اسرائيل دولة ثنائية القومية, لقد انتصرنا في الجدل الدائر على مدى سنوات, ولكن في نهاية الامر فنحن نتجه نحو خسارة الجوهر".

ينطوي حديث اولمرت على مفارقات تخصنا نحن العرب والمعتدلين منا على وجه التحديد.

اولى المفارقات انه ورغم التنازلات العربية المستمرة من كامب ديفيد حتى مؤتمر انابوليس فان اسرائيل ما زالت تشعر بالخطر على وجودها وهويتها اليهودية.

والمفارقة الثانية ان عامل الوقت الذي اعتقدنا انه يعمل لغير مصلحتنا اتضح انه سلاح ذو حدين يؤلم اسرائيل اكثر منا.

والمفارقة الثالثة ان المجتمع الدولي ليس في جيب اسرائيل الصغيرة وفي حالة توفر موقف عربي قوي ومتماسك يمكنه ان يلعب دورا اكثر توزانا وفعالية لحل عادل سواء كان حل الدولتين او الدولة ثنائية القومية التي يخشاها الاسرائيليون اكثر من الدولة الفلسطينية المستقلة.

يمكن البناء على هذه المفارقات ومن قبل على خطاب اولمرت لمراجعة شاملة للاستراتيجية العربية في التفاوض خاصة على المسار الفلسطيني مستفيدين من الاستراتيجية السورية في ادارة المفاوضات مع اسرائيل.

وتكتسب هذه المراجعة اهمية استثنائية للمستقبل ونحن على اعتاب مرحلة جديدة في المنطقة عقب فشل كل محاولات السلام مع اسرائيل وفق المنهج المتبع في السنوات الماضية.

اسرائيل ليست في وضع قوي كما يقول البعض لتبرير التنازلات انها في مأزق رغم التحالف الاستراتيجي الوثيق مع الولايات المتحدة لان هذا التحالف لم يعد عامل القوة الحاسم في المستقبل.

اسرائيل تشعر بالخطر رغم التنازلات وضعف الموقف العربي والفلسطيني فكيف سيكون الحال لو أننا استبدلنا المنهج المتساهل بآخر يقوم على مبدأ رفض التنازلات والتشدد في المفاوضات والعلاقات واستخدام الاوراق المركونة على الرف في الصراع .

اولمرت غادر سدة الحكم وليفني لن تعمر طويلا في رئاسة الحكومة لكن بصرف النظر عن هوية الحاكم الجديد لاسرائيل حتى وان كان نتنياهو فانه لن يستطيع ان يتجاهل الاستنتاجات التي توصل اليها اولمرت بشأن الصراع العربي الاسرائيلي. ونأمل ان لا يتجاهلها الحكام العرب ايضا..0
/ العرب اليوم /


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

بمناسبة اليوبيل الفضي .. الأردن يكشف عن سلاح استراتيجي جديد

دول تمنح تأشيرة عند الوصول للأردنيين

مدير الأمن السعودي:هناك جنسية الأكثر مخالفة للحج‬⁩ بتأشيرات سياحية .. فيديو

السوسنة تتبّع رحلةَ هجرةِ الأردنيين إلى أميركا وتكشف تفاصيل مروعةً ووضعًا قانونيًا معقدًا

اليوبيل الفضي:وصول الملك والموكب الأحمر و الـ drone .. بث مباشر

ضبط رجل يسرق أحذية المصلين في أحد المساجد .. فيديو

مطلوب أعضاء هيئة تدريس في جامعة البلقاء التطبيقية

مهم من الضمان بشأن موعد صرف رواتب المتقاعدين

الخدمة المدنية:ناجحون في الامتحان التنافسي .. أسماء

موجة حر جديدة تؤثر على الأردن بهذا الموعد

شاهد قوة النيران والدخان باحتراق سيارة كهربائية .. فيديو

إخراج امرأة من بطن ثعبان ضخم ابتلعها في إندونيسيا .. فيديو

أسعار الذهب والليرة الرشادي والإنجليزي في الأردن الثلاثاء

توضيح حكومي بشأن أسعار المحروقات عالمياً

كتلة هوائية جافة وحارة قادمة للأردن .. تقرير الطقس