رجال الدولة والجماهير الغاضبة
ماذا لو قرر رئيس الوزراء البريطاني تشرشل أن يمضي في سياسة الاحتواء التي مضى فيها سلفه تشامبرلين، الذي قال بسذاجة لشقيقته إنه رأى عيني هتلر، وشعر بأنه رجل يمكن أن يثق به، ويعقد معه صفقة؟ ماذا لو ذهب تشرشل في هذا الاتجاه، وصدق وعود الزعيم الألماني؟ من المؤكد أننا كنا نعيش في عالم مختلف، ترفرف فيه الأعلام النازية والفاشية. من حسن الحظ أن تشرشل قرر المواجهة، ولم يصدق خدع السلام التي كان يبيعها هتلر، في الوقت الذي كان يقضم فيه القارة الأوروبية بالتدريج. كان رجل دولة، اختار القرار الصعب في الوقت الصعب، ونحن نعيش في عالم أفضل، بسبب ذلك القرار المصيري. تذكروا أننا منذ ذلك الوقت لم نمر بحرب عالمية منذ أكثر من 75 عاماً، ولم نرَ هتلر آخر حتى هذا اليوم.
الملك فهد اتخذ قراراً تاريخياً بتحرير الكويت. تاريخ المنطقة كان كله يقف على قرار رجل واحد. ونعرف الاجتماع التاريخي الذي دار بينه وبين وزير الدفاع الأميركي ديك تشيني. وعلى الرغم من أن قرار جلب قوات أجنبية إلى الأراضي السعودية لم يكن قراراً شعبياً، وحرّك الأصوات المعارضة والغاضبة داخل السعودية وخارجها، فإننا نعرف بعد كل هذه الأعوام أنه كان القرار الصائب رغم صعوبته، وعدم شعبيته حينها. ولكنه حافظ على بلاده، وأعاد الاستقرار للخليج؛ المنطقة الحيوية للعالم. ولسنا بحاجة للتفكير كيف ستكون حال المنطقة لو لم يتخذ الملك فهد ذلك القرار المصيري.
وفي التاريخ الأميركي، يعد الرئيس لينكولن من أهم رجالها في التاريخ، ويحظى بمكانة كبيرة. لسبب واحد، وهو أنه أنقذ بلاده من التقسيم والتشرذم، وقرر أن يخوض الحرب الأهلية بين الولايات الجنوبية والشمالية التي استمرت طيلة فترة حكمه، قبل أن يتم اغتياله بعد أيام من نهايتها. وعلى الرغم من أن هناك من كان يعارضه في الشمال، واقترح تسويات وحلولاً وسطاً فإن هدفه الرئيسي كان الحفاظ على الاتحاد الأميركي. لو لم يتخذ لينكولن قراره الشجاع فمن المرجح أن أميركا التي نعرفها الآن، ربما لم تكن موجودة على الخريطة، وربما تفتت وتحولت إلى بلدان وأقاليم متفرقة.
وليست قرارات الحروب والسلام أيضاً هي التي تغير، ولكن أيضاً الاقتصاد يغير مصير الأمم، ويغير مسارها. رئيسة الوزراء البريطانية ثاتشر كانت مؤمنة بقيم السوق، والمنافسة بشكل عميق، ولكنها لم تظهر إلا القليل من هذه النزعة القوية؛ لأنها لم ترد أن تخاطر بصعودها السياسي التدريجي. كانت سياسية تتأرجح بين المثالية والواقع السياسي، وعملية، ولم تكن مستعدة للتصريح بأقوال قد تضر بمكانتها السياسية، وخصوصاً في الخمسينات والستينات، إذ عدّ الحديث عن السوق المفتوحة والمنافسة هرطقة تعارض العقيدة الاقتصادية المترسخة بسيطرة الدولة على الاقتصاد. حتى داخل حزبها المحافظ لم يوجد الكثير من الشخصيات التي تتفق مع إيمانها الكامل بأن المنافسة والسوق المفتوحة هما الوصفة الملائمة للاقتصاد البريطاني المتردي. زعيم حزب المحافظين في ذلك الوقت إدوارد هيث (الذي أصبح رئيساً للوزراء بين عامي 1970 إلى 1974) كان مؤمناً بالمزاوجة بين سيطرة الدولة والاقتصاد الحر. لكن الاقتصاد البريطاني استمر في الانهيار، ومعدلات التضخم ارتفعت بشكل غير مسبوق، وزادت البطالة، وانفجرت المظاهرات والإضرابات. بريطانيا العظمى التي شكلت الاقتصاد العالمي ركعت على ركبتيها، وطلبت قرضاً من صندوق النقد الدولي، والتي أسهمت يوماً في تأسيسه، بوصفها أول دولة صناعية تقدم على هذه الخطوة. في ذلك الوقت الحرج، وفي ذلك العام الغريب، جاءت ثاتشر لتغير المعادلة الاقتصادية، وتقلب الصورة تماماً. رأت ثاتشر في نفسها متمردة وثورية على العقيدة الاقتصادية المترسخة بعد الحرب العالمية الثانية التي نجحت في البداية لأسباب متعددة، ولكنها كادت تغرق البلد بعد ذلك. هذه المرأة الحديدية لم تكن تؤمن بالإجماع أو الاتفاق، بل كانت نزاعة للاستقطاب والتغيير الجذري. لقد نجحت أفكارها، وسادت مبادئها. منذ عام 1979 اتخذت بريطانيا مساراً اقتصادياً وحضارياً متصاعداً لحد هذه اللحظة. ماذا لو جبنت ثاتشر أمام المظاهرات والإضرابات، وانصاعت لرغبة الجماهير؟ الجواب معروف.
رجال الدولة يتحملون الأذى والهجوم واغتيال الشخصية، ولكنهم ينقلون شعوبهم لمستقبل أفضل. في مقابل زعامات تغرقهم بالعواطف وشعارات المقاومة ومواجهة الإمبريالية والاستعمار، ولكنها تتركهم وحيدين مع أطفالهم في مواجهة جحيم الصواريخ الهابطة من السماء!
رجل نام في سرير والدته المتوفاة وما حدث لاحقاً أثار الصدمة
الشرع يعزي ترامب بضحايا الهجوم في ريف حمص
التسلسل الزمني للمنخفض الجوي الذي يبدأ تأثيره على المملكة مساء الإثنين
دراسة حكومية تقدم خريطة طريق لتنمية الاقتصاد الرقمي
تفاصيل مأساوية .. يُنصح بعدم القراءة لذوي القلوب الحساسة
غش في ديزل التدفئة… جريمة صامتة تهدد بيوت الناس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم سيدني إلى 16 قتيلا
388 عملية تجميل و 8 سنوات بلا طعام .. بلوغر شهيرة تثير الصدمة
النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة السعودية بنصف نهائي كأس العرب
الأمن العام يحذر من الصوبات الرخيصة .. ويؤكد: لا تدفئة تستحق المخاطرة بالأرواح
إضاءة شجرة عيد الميلاد في العقبة
بعد سنوات من الغياب .. عبلة كامل توجه رسالة نارية للجميع
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
المفوضية الأوروبية تحقق مع جوجل بسبب الذكاء الاصطناعي
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها




