وزارة الصحة عاجزة عن توفير فرص عمل للممرضين الذكور

mainThumb

04-04-2010 07:36 PM

تؤكد مصادر صحية مرموقة أن تصريحات وزير الصحة نايف الفايز وبعض رؤوس الوزارة، المتعلقة بتأمين فرص عمل للممرضين الذكور في الخارج، ما هي إلا وعود طائشة، وأماني بعيدة المدى.


وفي الوقت الذي نشرت فيه "السبيل" تصريحات خاصة للفايز قبل شهر، أكد فيها "أن الوزارة ستبعث إلى السعودية والإمارات مئات الممرضين الذكور للعمل هناك في غضون أيام"، عاد الوزير ليقول في تصريحات أخرى خاصة بمندوب الصحيفة: "هناك شركات توظيف في العاصمة تؤمن فرص عمل لممرضينا في دول الخليج والسعودية، وهنالك بعثات أجنبية تقابل طالبي الوظائف من الأطباء والممرضين في فنادق عمان".


لكن الوزير عاد ليكلف أمينه العام ضيف الله اللوزي بالإجابة عن استفسارات "السبيل"، والذي اكتفى بالقول: "العمل جارٍ حاليا على تنظيم أدوار ديوان الخدمة المدنية الخاصة بالممرضين الذكور، لابتعاثهم إلى الخارج".


مصادر صحية بارزة فضلت عدم الكشف عن اسمها أكدت لمندوب الصحيفة أمس، أن هناك "متاجرة من قبل الوزارة بمعاناة الشباب الأردني الباحث عن عمل منذ سنوات". وزادت: "هناك من يتلاعب بمشاعر الممرض العاطل عن العمل، ويبيعه الأوهام لمجرد إبراز العضلات، والحديث عن بطولات فارغة".


وحاجج مصدر آخر: "لا ننكر أن دول الخليج تبدي رغبتها في استقطاب الكفاءات الأردنية التمريضية، لكن ذلك لا يعدو حبرا على ورق"، مجادلا: "هنالك 67 دولة أجنبية تنافس الأردن تمريضيا على سوق الخليج، لقبول أفرادها برواتب شهرية قليلة".


وكان الفايز قد قال مؤخرا إن وزارته "طلبت من ديوان الخدمة المدنية تنسيب ألف ممرض للعمل في مستشفيات دولة الإمارات، بالإضافة إلى تقديم العروض لمئات الممرضين الذكور للعمل في مشافي السعودية..".


وأضاف: "اتفقنا أيضا مع الصحة السعودية لتزويدها بأطباء من الوزارة للعمل على نظام التدوير في مستشفيات الأطاريف بالسعودية، والتي ينقصها أعداد كبيرة من الكوادر الطبية، وهو ما سيمكن الطبيب الأردني من الحصول على مرتبين شهريين من وزارتي الصحة في الأردن والسعودية".


وفيما يتعلق بالشركات الخاصة التي تؤمن فرص عمل للممرضين، يقول مختصون لـ"السبيل": "هنالك شركات وظيفتها النصب على الممرضين".


ويشير هؤلاء إلى أن كثيرا من تلك الشركات هدفها تحقيق الربح، من خلال ممارسات لا أخلاقية.


ويلفتون إلى أن بعضها يعمل على استغلال الممرض، عن طريق الأساليب الملتوية كالرشاوى، فضلا عن إلزام الممرض بالتنازل عن عشر راتبه السنوي.


من جانبه يؤكد نقيب الممرضين خالد أبو عزيزة أن سعي النقابة "الحثيث" لتوظيف العاطلين عن العمل ليس وليد اللحظة، وإنما هو سعي متواصل ومتراكم منذ أعوام طويلة، قائلا: "ليس هناك حلول سحرية لإنهاء معاناة 2000 ممرض أردني".


ويوضح نقيب الممرضين وجوب أن "تكون هناك حلول جذرية لمشكلة ازدياد أعداد الممرضين في المملكة". ويتساءل، لا يعقل أن تحتوي المملكة على 15 كلية تمريض، في حين أن جمهورية مصر العربية تعمل فيها 15 كلية مماثلة؟! ويدعوا أبو عزيزة إلى تقليص حجم كليات التمريض في المملكة، من خلال الاكتفاء بكليتين في الشمال، وكليتين في الجنوب، وأربع كليات في الوسط.

ويطالب بأن يكون هناك تطبيق حقيقي لمعايير التعليم الحالي، والمتضمنة "تأمين مدرس لكل 50 طالب، ومدرب لكل 10 متدربين".


ويبلغ عدد الممرضين في الأردن 17000، يعمل أكثر من 2000 منهم في الدول العربية. وتبرر المستشفيات والمراكز الصحية اقتصار وظائف التمريض على الفتيات في الأردن وعدم شمول الشباب بها، إلى وجود فائض في الكوادر التمريضية التي يشغلها الذكور.


وتعتبر نقابة هؤلاء الممرضين أن البطالة بالنسبة لهم أصبحت "أمرا واقعا" في المهنة التي طالما حلموا أن يعملوا بها، عازية ذلك إلى "فوضى التعليم التمريضي"، والتي من أبرز سماتها "القبول العشوائي لطلاب التمريض في الجامعات".


ووفق النقابة، فإن هناك زهاء (2000) ممرض/ ذكور عاطلين عن العمل، يتم البحث لهم عن فرص عمل.


وتؤكد النقابة أنها عمدت إلى العديد من الخطوات الإيجابية لمساعدة خريجي التمريض على إيجاد فرص عمل، من خلال توقيع مذكرات التفاهم بين النقابة وشركات التوظيف، بالإضافة إلى تدشين مشروع تدريبي لإعداد الممرضين، للتقدم لامتحانات وفن المقابلة التي يطلبها الكثير من أصحاب العمل.


وتسعى النقابة إلى إنشاء موقع إلكتروني يتضمن أكبر قاعدة بيانات للممرضين، مصنفة ومفهرسة؛ للمساعدة في التعامل مع أي طلب توظيف بسهولة ومرونة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد