بيان صادر عن النائب السابق الدكتور علي الضلاعين حول تقرير (فريدم هاوس) للحريات

mainThumb

20-04-2010 06:45 PM

 

انني واستنادا الى الصلاحيات الدستورية المخولة لي وباسم الشعب المغلوب على امره، ارى انه لزاما علينا وامام القسم الدستوري الذي اقسمته على نفسي أن اوجه رسالتي هذه الى من يهمه الامر.


انني ومن خلال متابعتي اليومية والحثيثة لمجريات الامور على الساحة الاردنية وبعد قرائتي الدقيقة ومتابعتي لما ورد في تقرير مؤسسة " فريدم هاوس " لعام 2010 والذي اشار الى تراجع الحريات في الاردن " من دولة حرة جزئيا " الى " دولة غير حرة " واعتمد التقرير بشكل اساسي على تغييب البرلمان عن الساحة السياسية وما نتج عن ذلك من تراجع واضح في الحريات العامة .


مؤسسة " فريدم هاوس " هي مؤسسة دولية مستقلة لا يوجد لها اي مصلحة خاصة على الساحة الاردنية وما قدمته في تقريرها عن الاردن بانه بلد غير حر قد أصابت به عين الحقيقة فيما يتعلق من تطورات على الساحة الاردنية الداخلية التي نشاهد فيها تراجعا للحريات يوما بعد يوم ودون أي رادع يذكر .


وان ما ورد في الاعلام الرسمي على لسان المسؤولين من تبريرات واهية وناقدة لتقرير مؤسسة " فريدم هاوس " يشوبه النقص وعدم الاعتراف بالحقيقة, اذ لا يمكن في كل مرة يشار فيها من قبل مؤسسات مستقلة عن تراجع الحريات يسرع الخطاب الرسمي مستخدما الاعلام الرسمي بالتسويف وانكار ما يرد في مثل هذه التقارير تحت حجج غير مقنعة تصل الى حد الاستخفاف بوعي المواطن الاردني الذي يمكنه متابعة مجريات الامور بكل يسر وسهولة ونرفض التعامل مع الموطنين وكأنهم أشخاص مغفلين ومسلوبي الارادة .


ان ما يحصل من تراجع في الحريات في الاردن لهو امر مرفوض ومقيت ولا يمكننا استغفال العقل الاردني, وذلك في ظل الانفتاح وسرعة نقل المعلومات ومعرفة الكثير عن الحريات والديمقراطية في دول العالم, واذا ما استعرضنا الاردن عبر الستين عاما الماضيه والتغيير الجوهري الذي طرء على الدستور الاردني وبطريقه تم فيها تقويض الاصلاح السياسي, واستمر معه استخدام العنف السياسي مع الاشخاص وهو أمر واضح وخطير على مستقبل الاجيال وانتمائها, ونحن بأمس الحاجه لهذا الانتماء الحقيقي والغير مزيف وخصوصا اننا في بلد يحتاج الى لحمة وطنية عالية للحفاظ على الامن والاستقرار والبقاء .


اننا وكمتابعين للمؤسسات الاعلامية لا نرى اي بصيص امل لحرية التعبير وكل مانراه ونشاهده ونتابعه هو عبارة عن حرية هامشية وشكلية هشة لا ترتقي الي مستوى اسوأ حرية اعلامية في اي دولة لاتعترف بالديمقراطيه اصلا, وتسير نحو الهاوية وكل مانراه في الاعلام هو عبارة عن تلميع لاشخاص ومسؤولين ومسؤوسسات على حساب المخلصين الشرفاء من ابناء الوطن, ولدينا يقين مطلق بأن هنالك قوة متنفذه تتلاعب بهذا الاعلام .


في النهاية ومن منطلق المسؤولية التاريخية الجسيمة الملقاة على عاتقي امام الله والامة اردت التنويه والاشاره الي تقرير مؤسسة " فريدم هاوس " كمؤشر هام وخطير وواضح في دلالته على تراجع الحريات العامة في الاردن, ولا يسعني في هذا البيان الا ان اتذكر ما قاله الشهيد وصفي التل " بأن المعركة ضد التهريج والتزوير والخطأ هي معركة حقيقية لا بد ان يكون لها ضحايا " والله ولي التوفيق .
 
النائب الدستوري
الدكتور علي الضلاعين
4/2010



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد