تعرف على خطبة الجمعة الموحَّدة المقبلة - نص
السوسنة - استمرارا منها في نهج توحيد خطبة الجمعة رغم انتقادات كثيرين؛ طلبت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية من الخطباء الالتزام بخطبة الجمعة القادمة، والتي سيكون عنوانها "بر الوالدين".
فهرس الآيات |
|
الآية |
السورة ورقم الآية |
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ |
الإسراء: 23 |
﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ |
لقمان: 14 |
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا﴾ |
الإسراء: 24 |
﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ |
البقرة: 215 |
﴿وَوَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانَاً﴾ |
الأحقاف: 15 |
﴿ربِّ اغْفِر لِي وَلِوالديَّ﴾ |
نوح: 28 |
﴿وبَرَّاً بِوالدتي وَلَمْ يَجْعلْنيِ جَبَّارًا شَقِيًا﴾ |
مريم: 32 |
﴿يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤمَرُ﴾ |
الصافات: 102 |
فهرس الأحاديث |
|
طرف الحديث |
تخريجه |
« الْوالد أوسط أبواب الْجنَّةِ » |
سنن الترمذي |
«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» |
سنن الدارمي |
«يَا رَسولِ الله: مَنْ أَحَقُ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحبَتي؟» |
متفق عليه |
«سألْتُ رَسُول َ الله صلى الله عليه وَسَلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُ إِلى اللهِ تَعالى» |
متفق عليه |
«يا رسُول اللهِ هَلْ بَقِيَ عَليَّ مِنْ بِرِّ أَبَويَّ شَيءٌ أَبِّرُهُما بِهِ » |
سنن أبي داود |
«إنَ من أبَرَّ الْبِرِّ أن يصل الرجل أَهْل وُدِّ أَبِيهِ» |
صحيح مسلم |
« يأتي عليكم أُوَيسُ بنُ عامرٍ مع أمدادِ أهلِ اليمنِ » |
صحيح مسلم |
«ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه » |
سنن النسائي |
خطبة بر الوالدين
إن الله عزوجل قد ألزم خلقه بخلقٍ عَظيم ألا وهو بر الوالدين والإحسان إليهما فقال تبارك وتعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾( )،فقد ربط بين أصلين عظيمين هما: التوحيد والاحسان إلى الأبوين وجاء هذا في أكثر من آيةٍ في كتاب الله عَز وجل كقوله تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾( ).
لقد أمر الله عز وجل عبادة في هذه الآيات بالتوحيد أولاً فقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ﴾ أي حكم وأمر ووصى ﴿أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ﴾ أي: بأن لا تعبدوا إلا الله عز وجل، وقوله تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ أي: وأوصى بالوالدين - وهما الأم والأب إحساناً- وهو برهما وذلك بإيصال الخير إليهما وكف الأذى عنهما، وطاعتهما في غير معصية الله تعالى( ).
وما هذا الربط إلا للتنبيه على أهميةِ هذا الْخُلُق العظيم، الذي يتركه الكثيرُ من الْمُسلمين في هذه الأيام، هذا الْخلق الذي يوصل صاحبه إلى جنة النعيم، فالوالدان هما بابٌ من أبوابِ الْجنةِ، يقول أبو الدَّرداءِ رضي الله عنه: «سَمِعت رَسول َ الله صلى الله عليه وَسَلم يَقول: الْوالد أوسط أبواب الْجنَّةِ»( )، وقالصلى الله عليه وَسَلم:«رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ»( )، فاسمع أخي الْمُسلم ما يَجِبُ على كُلِ مُسلمٍ تجاهَ أَبويهِ، يقولُ ربُّ الْعالمين: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾( )؛ "نهى سبحانه عن أدنى الأذى فقال: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ وكلمة (أُفٍّ) المراد بها: أقل كلمة مكروهة تصدر من الإنسان، فنهى الله تعالى أن يقال ذلك للوالدين، فأولى وأحرى ألا يُقال لهما ما فوق ذلك"( ).
فإذا بَلَغ الْأَبوانِ حَالةً مِنَ الضُّعْفِ وَالْعَجْزِ، وَصارا في آخِرِ حَياتِهما عند ابْنِهما كما كَانَ هو فِي أَوَلِ حَيَاتِه عِنْدَهُما، فَيَجِبُ عَلَيْهِ عِنْدها أن يَعْطِفَ عَلَيْهما وَ يَتَأَدَّبَ مَعَهُمَا،
فَلا يُظْهِرُ لَهُمَا عُبُوسًا وَلا تَجًهُمًا وَلا تَضَجُّراً ممَّا يَرَاهُ مِنْهُما، وإِنَّما يَصْبِرُ وَيَحْتَسِبُ الْأَجرَ والثَّوابِ مِنَ اللهِ عَزَّوَجلَّ.
ولقد أكثر الله تعالى من ذكر شأن الوالدين وأوجب الإحسان إليهما والنفقة بالمعروف عليهما لفضلهما وعظيم معروفهما على ولدهما قال تعالى:﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾( )،فأول أبواب النفقات النفقة على الوالدين، وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانَاً﴾( ).
فالْوَاجِبُ على الإنسان أن يتأدب مع والديه بآدَابٌ مِنْهَا:
أَلَّا يُخَالِفَهُما في قَولِهِ أَوْفعْلِه كيِّ لا يُكَدَّرَ عَلَيْهمَا حَيَاتَهُما، إلا إذا أمراهُ بِمَعصِيَةٍ؛ فَلا يُطِعْهُما ؛إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال صلى الله عليه وسلم:«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»( )، وَعَلَيْهِ أنّ يَتَحَدثَ معهما بالْكَلِمَةِ الطَّيبَةِ اللَّينَةِ، مُظْهِرًا لَهُما التَّأدُبَ وَالْوَقَارَ والتَّقْصِيرَ في الاعتناء بِهِما، فَيَحْتَرِمُهُما إذا مَشى مَعَهُما فَلا يَمشي أَمامَهما وإذا نَادَاهُمُا، لا يَدْعُهُما باسْمَيهُما، وإنما يُنادِيهُما بِأَن يَقُولَ: يَا أَبَتِ وَ يَا أُمي، وَإذاجَلَسَ لا يَجْلِسُ قَبْلَهُما، وإذا نَظَرَ إِليهما نَظَرَ بِأَدَبٍ وَتَواضُعٍ، فَلا يُحَدِقُ فِيْهما، وَيَدْعو الْمُسْلِمُ لِأَبَويْهِ بالدُّعَاءِ الْحَسَنِ، فَإِنَّ لَهُمَا فَضْلاً عَظِيماً دَلَّ عَلَيْهِ جَوَابُ رسول َ الله - صلى الله عليه وَسَلم - لِمَنْ سَأَلَهُ: «يَا رَسولِ الله: مَنْ أَحَقُ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحبَتي؟ قَالَ: أًمك، قَاَلَ: ثُمَ مَنْ؟، قَالَ أُمَك، قَالَ: ثُمَ من؟، قَالَ: أُمَك، قَال: ثُم مَن؟، قال: أَبوك»( )، وَإِنما جَعَلَ للْاُمِ هذا الْفَضلَ الْعَظِيمَ، وَهذهِ الْمَرتَبَةَ الْكَبِيرَة لِما تَتحْمِلُهُ مِن عَناءٍ وَمَشَقَةٍ في الْمَرَاحِلِ الْمُخْتَلِفَةِ لِحَياةِ ابنها؛ فقد عانت شدائد ثلاث لم يُعانهنَّ الأب؛ فهي التي حملت وهي التي وضعت وهي التي أرضعت، وهَذِه الْمَشَقَةُ يَصِفُها الشَّاعِرُ في أَبياتٍ يُعاتِبُ فيها مَن عَصى أُمُهُ فَيَقول:
لأمك حَقٌّ لَوْ عَلِمْتَ كَبير
.. كَثيرُكَ يا هذا لَديِه يَسِيرُ
فَفِي الْوَضْعِ لَو تَدْرِي عَلَيْكَ مَشَقَةٌ
.. فَكَم غصص منها الْفُؤادُ يَطِيرُ
وَكَم غَسَلَت عنك الْأَذى بيمينها
.. وَما حجرها لديك إلا سَرِيرُ
وَتَفْدِيكَ مما تشْتَكيْهِ بِنَفْسِها
.. وَمِن ثَديِها شربٌ لَديكَ نَمِيرُ
فَضَيعْتَها لمَّا أَسَنْتَ جَهَالَةٍ
.. وَطَالَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ وَهُو قَصِيْرُ
وَلَمَّا كَانِ لِلأَبَوَيْنِ هَذَا الْفَضْلُ الْعَظِيْمُ فَإِنَ رَسُولً اللهِ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامِ - عَدَّ بِرَّهُما في مَرتَبَةٍ عَالِيةٍ، وَجَعَلَهُ قُربةً إلى الله تعالى بَعْدَ الصَّلاةِ وَقَبْلَ الْجِهادِ، يَقُولُ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:«سألْتُ رَسُول َ الله - صلى الله عليه وَسَلم - أَيُّ
الْعَمَلِ أَحَبُ إِلى اللهِ تَعالى؟ قال: الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها، قُلتْ ثُمَ أَيَّ ؟ قال: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَ أَيَّ؟ قال: الْجِهادُ فِي سَبيلٍ اللهِ»( ).
بِرُّ الْوَالِدَيْنِ إنما هُو خُلُقُ الْأَنْبِياءِ - عَلَيْهُمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ -، فَهَذا نوحٌ - عَليِهِ السَّلامِ -، يَرْفَعُ يَدَيهِ إلى السَّماءِ دَاعِيًا فَيَقُولُ: ﴿ربِّ اغْفِر لِي وَلِوالديَّ﴾( )، وَهَذَا عِيسى - عَلَيْهِ السَّلامِ - يَقُولُ: ﴿وبَرَّاً بِوالدتي وَلَمْ يَجْعلْنيِ جَبَّارًا شَقِيًا﴾( )، وَإسْماعيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ -يَقُولُ لِأَبِيْهِ: ﴿يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤمَرُ﴾( ).
وَهؤلاءِ صَحَابَةُ رَسُول الله - صَلى عليه وَسَلم - يَتَمَسَكُون بِهَذا الْخُلقِ الْقَويم، فَيَأتي رَجُلٌ إلى الرسولِ- صلى الله عليه وَسَلم - فَيَقُولُ: «يا رسُول اللهِ هَلْ بَقِيَ عَليَّ مِنْ بِرِّ أَبَويَّ شَيءٌ أَبِّرُهُما بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِما؟ قال: نَعَم: الصَّلاةُ عَلَيْهِما والاسْتِغْفَارُ لَهُما، وإِنفاذُ عَهْدَهُما مِن بَعْدِهِما، وَصِلَةُ الرَّحمِ التي لا تُوصَلُ إلا بِهِما، وإِكرامُ صَدِيِقِهِما»( ). وَهذا عَبْدُ اللهِ بن عمر - رضي الله عَنْهُما - يَلْقَى رَجُلَاً مِنَ الْأَعْرَابِ فِي طَرِيقِهِ إِلى مَكَةَ فَيُسَلّمُ عَلَيْهِ وَيَحْمِلُهُ عَلى حِمارِهِ وَيُعْطِيهِ عَمَامَتَهُ وَمَا ذَلكَ إِلا لِأَن أَبا ذاك الْأَعْرابيُّ كَانَ صَدِيْقًا لِأبيه عُمَرَ بن الْخَطابِ - رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ -، فَقد قال - عليه السلام -:«إنَ من أبَرَّ الْبِرِّ أن يصل الرجل أَهْل وُدِّ أَبِيهِ»( ).
وروى الإمام مسلم في صحيحة أن عمرُ بنُ الخطابِ كان إذا أتى عليه أمدادُ أهلِ اليمنِ، سألهم: "أفيكم أُوَيسُ بنُ عامرٍ؟ حتى أتى على أٌوَيسٍ. فقال: أنت أُوَيسُ بنُ عامرٍ؟ قال: نعم. قال: من مرادٍ ثم من قَرَنٍ؟ قال: نعم. قال: فكان بك برصٌ فبرأت منه إلا موضعَ درهمٍ؟ قال: نعم. قال: لك والدةٌ؟ قال: نعم. قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يقول: «يأتي عليكم أُوَيسُ بنُ عامرٍ مع أمدادِ أهلِ اليمنِ من مرادٍ، ثم من قرَنٍ. كان به برَصٌ فبرأ منه إلا موضعُ درهمٍ. له والدةٌ هو بها بَرٌّ. لو أقسم على اللهِ لأَبَرَّه. فإن استطعتَ أن يستغفرَ لك فافعلْ»، فاستغفِرْ لي، فاستغفَر له. فقال له عمرُ: أين تريد؟ قال: الكوفةُ. قال: ألا أكتب لك إلى عاملِها؟ قال: أكون في غَبراءِ الناسِ أحَبُّ إليَّ"( ).
فلننظر إلى فضل بر الوالدين، لقد استحق أويس القرني شهادة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بأنه مجاب الدعاء؛ فالنبي الكريم يأمر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - صاحب الفضائل والشمائل الحميدة أن يطلب من أويس أن يستغفر له.ولقد عظم الأوائل بر
الوالدين وأعلَوْا من شأنه؛ حتى إن محمد بن سيرين كان يكلم أُمَّهُ كما يكلم الأمير، إعلاءً لشأنها وحفظاً لحقوقها.
وقيل لعلي بن الحسين - رضي الله تعالى عنهما -:إنك من أبر الناس ولا تأكل مع أمك، فقال: "أخاف أن تسبق يدي يدها ما تسبق عيناها إليه، فأكون قد عققتها"( ).
ومن شدة حرص الاسلام على بر الوالدين وعدم عقوقهم أنه وحتى في الحالات التي يغالب فيها الوالدان الولد ويجاهدانه على تغيير دينه أو عقيدته وهو بذل أقصى الجهد لإدخاله في الشرك ويصل الأمر بهما إلى حد المجاهدة لهذا الولد على ذلك فإن اللطف القرآني قد أشار وأكد على آلية للتعامل مع هذا الموقف وهو المصاحبة بالمعروف وعدم الطاعة في معصية الله فلم يأمر بمقاطعتهما ولا هجرهما بل بعدم الطاعة في الكفر وفي ذات الوقت دوام الصحبة بالمعروف، وهذا هو أسمى أنواع البر.
الخطبة الثانية:
أما بعد: عباد الله ..
لقد جاء الأمر الالهي بوصية الأبناء بالولدين واحترامهما وطاعتهما شكراً لهما؛ لأنهما سبب وجود الأبناء في هذه الدنيا، وشكراً لهما على تربيتهما ورعايتهما للأبناء في الصغر، قال الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14]
وإن المتدبر لكتاب الله تعالى كله ندر أن يجد آية توصي الآباء بالأبناء، غير آية واحدة تتعلق بمسألة الميراث، كما في قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) (النساء:11)
والآية الثانية قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) (الاسراء:31)
ولا يوجد غير هاتين الآيتين آية توصي الآباء بالأبناء، ورب سأل يسأل عن الحكمة من ذلك ؟
فيأتي الجواب: ذلك لأن محبة الأبناء والحرص عليهم وتمني السعادة والتفوق لهم هو طبع مركب في أصل الإنسان، فالشيء الذي ركب في أصل الطبيعة الإنسانية لا
يحتاج غالباً إلى أمر، ولا إلى نهي، للإقبال على فعله ، لأن الوالدين يشعران بالفطرة إلى مسؤوليتهما تجاه أبنائهم، فكأن الله أودع محبة الأبناء في نفوس والديهم، فما هذا الاندفاع الشديد من الوالدين إلى العناية بالأبناء إلا دليل واضح على أصل الفطرة التي أودعها الله فيهما، فترى الوالدين يحرصان على سلامة الأبناء من الأمراض، وتأمين طعامهم وشرابهم وكسائهم.
فالفطرة وحدها كفيلة برعاية الأبناء والاحسان اليهم بخلاف الابناء تجاه والديهم خاصة عند كبرهم، فأوصى الله بهما، فما زاد عليه طلب الفطرة قل عنه خطاب الشارع، وما قل عنه طلب الفطرة زاد عليه خطاب الشارع.
وقد بَيَّنَ لنا رَسُولِ اللهِ - عليه السلام - أن الله تعالى حرَّمَ عَلينا عُقُوقَ الآباء والْأُمُهاتِ، وَأَوجَبَ عَلينا التَّواضُعَ والْبرَّ والإِحسانَ طِيْلَةَ حَيَاتهم ولا ينقطع برّهم والإحسان إليهم بعد مماتهم، فالإحسان إلى الوالدين لا يرتبط بزمان ولا مكان فليس مقصوراً على الحادي والْعِشريْنَ مِن آذارِ، لأن الْبِرَّ والصِّلَةِ في كُلِ أَيامِ السَّنَةِ دُونَ تَحْدِيدِ يَومٍ مِنها فَعَليْكُمُ بِبِرِ الْوَالِدَيْنِ في حياتهما وبعد وفاتهما وَإِياكُمُ وَالْعُقوقَّ فإن الله لا يَنْظُرُ إلى عاقٍ يَومَ الْقِيامةِ؛ قال- عليه الصلاة والسلام -: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه ومدمن خمر والمنان عطاؤه»( ).
انفجارات تهز تل أبيب والقدس وسط التصعيد الإيراني
الصفدي يدعو لوقف العدوان والإجراءات الإسرائيلية بالضفة
بوتين يلتقي أمين عام منظمة أوبك
الخارجية تعزي بضحايا الأمطار في البرازيل
ترامب يمنح إيران أسبوعين لتفادي الضربة الأمريكية
صواريخ إيران تضرب العمق الإسرائيلي بدقة تدميرية عالية .. فيديو
ضبط الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات
طلبة التوجيهي يواصلون امتحاناتهم وسط استعدادات شاملة
دول عديدة تغلق سفاراتها في إيران
إيران: لا مفاوضات تحت القصف واليورانيوم خط أحمر
الأردن يترأس اجتماعًا عربيًا لبحث العدوان على إيران
العراق: 50 طائرة حربية اسرائيلية انتهكت مجالنا الجوي
إيران: سنواصل الدفاع ونرد على العدوان الإسرائيلي
إلغاء وتعليق رحلات إلى الأردن والمنطقة .. تفاصيل
نظام جديد يمنع إغلاق الأجواء الأردنية .. تعّرف
شابة إسرائيلية تتعرى بالطريق احتجاجاً على الحرب .. فيديو
الليمون يسجل أعلى سعر في السوق المركزي الإثنين
المجالي إلى التقاعد والخصاونة أميناً عاماً للدستورية
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الأردني
رحيل أربعة من رجال الأمن العام
ساكب تُفجَع بوفاة الشاب محمد أبو ستة في أميركا .. تفاصيل
إذا ضُرب ديمونا .. كيف سيتأثر الأردن
ما توقعته ليلى عبد اللطيف بشأن حرب إيران وإسرائيل يهز المواقع .. فيديو
روسيا والأردن تتفقان على إلغاء تأشيرات الدخول للسياح
ليلى عبد اللطيف: اختفاء منطقة عن الخارطة ومشاهد مفزعة
الإدارية النيابية توصي بإلغاء الشروط التقديرية وتعزيز الكفاءة