الملك : حريصون على الاستفادة من التجربة الماليزية في التنمية

mainThumb

16-05-2008 12:00 AM

 
أجرى جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملك توانكو ميزان زين العابدين ملك ماليزيا مباحثات في قصر استانا نيجارا في كوالمبور الخميس تركزت على علاقات التعاون الثنائي وسبل الارتقاء بها في مختلف الميادين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

كما جرى بحث الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والقضايا والتحديات التي تشغل العالم الإسلامي في هذه المرحلة وسبل التعامل معها. وعبر جلالة الملك عبد الله الثاني عن ارتياحه وتقديره لما يربط الأردن بماليزيا من علاقات متميزة وتاريخية مؤكدا حرص الأردن على تطوير هذه العلاقات والاستفادة من التجربة والخبرة الماليزية في مختلف مجالات التنمية والتطوير وتكثيف التعاون بين البلدين على المستويات كافة.

وأشار جلالته إلى أهمية الاتفاقيات التي تم توقيعها في كوالالمبور الخميس بين عدد من مؤسسات القطاع الخاص في البلدين خلال اجتماعات منتدى الأعمال الأردني الذي أقيم على هامش زيارة جلالة الملك الحالية إلى ماليزيا لافتا في ذات الوقت إلى أهمية الاجتماعات المقبلة التي سيعقدها ممثلو القطاع الخاص الأردني والماليزي في عمان.

وعلى صعيد الأوضاع السائدة في منطقة الشرق الأوسط ، استعرض جلالة الملك تطورات عملية السلام والجهود المبذولة لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين في العملية التفاوضية التي تبحث في جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية مشيرا جلالته في هذا الإطار إلى أهمية دور ماليزيا بصفتها من اكبر الدول الإسلامية في حشد دعم العالم الإسلامي لمساعدة الفلسطينيين لدفع عملية السلام.

وتبادل جلالته وجلالة الملك توانكو ميزان زين العابدين وجهات النظر حيال الملفات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط ومن ابرزها الأوضاع في العراق ولبنان، حيث اتفق الزعيمان على اهمية مساندة العالم الاسلامي والمجتمع الدولي بشكل عام لهذين البلدين في تثبيت الأمن والاستقرار فيهما.

واقام جلالة الملك توانكو زين العابدين وجلالة الملكة نور زهيرة مادبة عشاء رسمية على شرف جلالة الملك عبد لله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله حضرها سمو الاميرة زين بنت الحسين وسمو الأميرة عائشة بنت الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله ووزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي والسفير الاردني في ماليزيا حسن الجوارنه.. وحضرها عن الجانب الماليزي عدد من أفراد الأسرة المالكة ورئيس الوزراء عبدالله احمد بدوي ونائبه وكبار المسؤولين.

وكان جلالة الملك عبد الله الثاني عقد جلسة مباحثات فور وصوله كوالالمبور مع رئيس الوزراء الماليزي عبدالله احمد بدوي تركزت بشكل خاص على آليات تفعيل العلاقات الثنائية وترسيخها في شتى الميادين بالإضافة إلى القضايا التي تهم البلدين. ولفت جلالته إلى التعاون القائم بين القطاع الخاص في البلدين والذي انعكس في اهتمام الجانبين في إقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة.

واعتبر جلالته أن عقد منتدى الأعمال الأردني في كوالمبور والحضور المكثف لممثلي قطاع المال والأعمال الماليزي ومشاركتهم في اجتماعا ت المؤتمر الخامس لمجلس الخدمات المالية الإسلامية الذي عقد في عمان خلال اليومين الماضيين يدلان على الحرص المشترك للمضي قدما في توثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.

وأشار جلالته إلى الرغبة في الاستفادة من التجربة الماليزية الناجحة في مجال التمويل الإسلامي وتكثيف التعاون مع ماليزيا في هذا المجال. مرحبا جلالته باستضافة الأردن لوفد يمثل رجال الأعمال الماليزيين في وقت لاحق خلال العام الحالي. كما تم خلال الاجتماع بحث تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياحية والعلمية والزراعية والتبادل الطلابي وصناعة الأدوية.

وأكد جلالة الملك اهتمام الأردن بالاستفادة من نظام التجارة التفضيلية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي كان لماليزيا دور كبير في بلورته والذي سيبدأ تطبيقه العام المقبل بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية. واستعرض جلالة الملك مع رئيس الوزراء الماليزي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وجهود دفع عملية السلام وموقف البلدين من الأوضاع في كل من العراق ولبنان.

وصدر في أعقاب اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني مع جلالة الملك توانكو ميزان زين العابدين ورئيس الوزراء عبدالله بدوي بيان مشترك فيما يلي نصه:

رحب صاحب الجلالة الواثق بالله توانكو ميزان زين العابدين ابن المرحوم سلطان محمود المكتفي بالله شاه، ملك ماليزيا، ورئيس الوزراء، عبدالله احمد بدوي، بزيارة العمل التي قام بها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى ماليزيا من الخامس عشر إلى السادس عشر من شهر أيار2008 والتي التقى خلالها بجلالة الملك توانكو ميزان، وبرئيس الوزراء الماليزي.

وعبر الجانبان عن ارتياحهما لعلاقات الصداقة القوية التي تربط بين الأردن وماليزيا حيث ساهمت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأتاحت الفرصة لقادة البلدين لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار البلدان إلى الإمكانيات الكبيرة لتطوير العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما يحقق مصالحهما المشتركة، مؤكدين أهمية الاستمرار في العمل معا بهدف زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري.

كما عبر الجانبان عن تطلعهما إلى تنفيذ برتوكول التعاون الفني بين هيئة تشجيع الاستثمار الأردنية وسلطة التطوير الصناعي الماليزية، معربين عن ثقتهما بان هذا البرتوكول سيسهم في تطوير التعاون التجاري والاستثماري الثنائي. وأعرب الجانبان عن أملهما بأن يشكل عقد منتدى الأعمال الأردني بكوالالمبور على هامش زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى ماليزيا دافعا لمزيد من التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.

كما رحب البلدان بتنفيذ اتفاقية نظام التجارة التفضيلية المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، معربين عن تشجيعهما القطاع الخاص في الأردن وماليزيا للإستفادة من هذه الاتفاقية كوسيلة لتطوير وتوسيع العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء في المنظمة.

واتفق الأردن وماليزيا على أن التعاون الفني في مجالات الثروات الطبيعية وتطوير الطاقة البديلة وصناعة الأدوية والسياحة سيكون ذا فائدة كبيرة للبلدين. كما اتفق الطرفان على أن هناك إمكانيات كبيرة لتبادل الخبرات والتعاون في مجالات مختلفة مثل سلسلة العرض والإمداد وتطوير البنى التحتية والتشريعات الخاصة بتقنية المعلومات.

وأكد الجانبان أن القضية الفلسطينية تعتبر قضية العرب والمسلمين الأولى وان إيجاد حل دائم وعادل لهذه القضية يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة. كما أكدا الحاجة إلى ترجمة تفاهمات لقاء انابولس العام الماضي إلى إجراءات ملموسة لتحسين الظروف الصعبة في الضفة الغربية

وقطاع غزة.

ودان الجانبان التوسع والاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية وحثا إسرائيل بقوة على تنفيذ التزاماتها في انابولس. واتفق الأردن وماليزيا كذلك على أن الدعم الدولي لعملية السلام أمر ضروري لمساعدة الطرفين على تجاوز العقبات التي تواجه مفاوضات الوضع النهائي، معربان عن إدراكهما بأهمية مبادرة السلام العربية لتحقيق السلام العربي الإسرائيلي الشامل.

وفي هذا الإطار، رحب الأردن بموقف ماليزيا البناء في دعم عملية السلام، مقدرا عاليا الجهود المتميزة التي تقوم بها بصفتها عضوا بارزا في منظمة المؤتمر الإسلامي لحشد الإجماع والتأييد الإسلامي لمبادرة السلام العربية. وأعربت ماليزيا عن تقديرها لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني ومساعيه المستمرة لتحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأعرب الجانبان عن دعمهما لوحدة وسيادة لبنان ومعارضتهما لاستخدام القوة العسكرية لحل الخلافات السياسية، وحثا كل الأطراف اللبنانية للجوء إلى الحوار واحترام المؤسسات الوطنية. كما دعا الجانبان إلى انتخاب رئيس للجمهورية بشكل عاجل من أجل حل الأزمة السياسية في لبنان. وفيما يخص الوضع في العراق، أكد البلدان التزامهما بسيادة العراق ووحدة أراضيه، وشددا على أن تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة هي السبيل الأمثل للوصول إلى هذا الهدف.

ودان البلدان بشكل قاطع جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وأعربا عن قلقهما إزاء ازدياد التطرف واستخدام الإسلام كغطاء لنشر الايدولوجيات الراديكالية في المجتمعات المسلمة، مؤكدين أهمية التنسيق بين الدول الإسلامية لتوضيح قيم ومبادئ الإسلام وما يتصف به من وسطية وتراحم ورفض للعنف والإرهاب. وأقر الجانبان بمساهمات البلدين المهمة للتأكيد على المبادئ الأساسية للإسلام من خلال مبادرتي رسالة عمان والإسلام الحضاري. وعبر الجانبان عن تقديرهما للدور الذي يقوم به البلدان لتعزيز السلام والأمن في مناطقهما، وفي هذا السياق، ثمن الأردن دور ماليزيا في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في جنوب شرق آسيا.بترا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد