وفاة المفكر الجزائرى محمد أركون

mainThumb

17-09-2010 01:02 AM

توفى مساء الثلاثاء فى العاصمة الفرنسية باريس المفكر الجزائرى الفرنسى المثير للجدل محمد أركون عن عمر يناهز 82 عاما. وصفته الصحافة الجزائرية بوحش العلوم الإسلامية الذى خفتت طلته، حيث عرف أركون كأحد أهم الأساتذة المؤثرين فى الدراسات الإسلامية المعاصرة، فقد كان أستاذ التاريخ والفكر الإسلامى فى جامعة السوربون وأحد المبادرين بعقد حوار بين الأديان فى زمن تصاعد الأصولية فى الشارع العربى. حيث أخضع النصوص الدينية، والتراث الدينى للتحليل والدراسة وفقا لأحدث المناهج العلمية، ومن آرائه إعادة قراءة القرآن برؤية عصرية وتجريده من القداسة التى تعيق دراسته وهو ما جعله عرضة لانتقادات التيارات الأصولية المتشددة. وكان أركون يعتبر أن منهجه هذا ليس جديدا تماما على الفكر الإسلامى، بل يرى أنه يسير على خطى مفكرى المعتزلة، الذين أخضعوا، حسب أركون، النصوص الدينية للمساءلة العقلية، قبل أكثر من ألف عام.



ولد محمد أركون فى 1928 فى قرية بمنطقة القبائل فى وسط شديد التواضع، وأمضى دراسته الابتدائية فى قريته ثم أكمل تعليمه فى مدينة وهران الجزائرية، ودرس الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الجزائر قبل أن يستكمل دراسته فى جامعة السوربون الباريسية حتى صار باحثا فى اللغة والآدب العربى فى 1956 ثم دكتورا فى الفلسفة فى 1968.



وعلى الرغم من أن الراحل ألف جميع كتبه باللغة الفرنسية، فإنها حظيت على استمرار بالاهتمام الكبير فى العالم العربى، فى الأوساط الأكاديمية، كما فى وسائل الإعلام والمنتديات الثقافية، حيث ترك مكتبة ثرية بالمؤلفات والكتب، ومن أهم عناوينه: ملامح الفكر الإسلامى الكلاسيكى، دراسات الفكر الإسلامى، الإسلام أمس وغدا، من أجل نقد للعقل الإسلامى، الإسلام أصالة وممارسة، الفكر الإسلامى: قراءة علمية ــ الإسلام: الأخلاق والسياسة ــ الفكر الإسلامى: نقد واجتهاد ــ العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب ــ من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامى ــ من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر ــ الإسلامى المعاصر؟ ــ الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة. ــ نزعة الأنسنة فى الفكر العربى ــ قضايا فى نقد العقل الدينى. كيف نفهم الإسلام اليوم؟ ــ الفكر الأصولى واستحالة التأصيل. نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامى ــ معارك من أجل الأنسنة فى السياقات الإسلامية، وغيرها.
 


يأتى رحيل أركون فى نفس العام الذى شهد خفوت نجم عدد من رموز الفكر بينهم المفكر والفيلسوف المغربى محمد عابد الجابرى والباحث المصرى نصر حامد أبوزيد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد