ثمانية عشر يوما هزت مصر والوطن العربي

mainThumb

14-02-2011 11:03 AM

تحية اجلال و إكبار لشهداء الثورة الشعبية المباركة في مصر العروبة الذين أرتوت ارض مصر الطهور بدمائهم والذين قدموا أرواحهم فداءً لحرية مصر و تقدمها سائلين المولى عز وجل أن يتقبلهم شهداءً و أن يسكنهم فسيح جنانه.

وألف ألف تحية لشباب مصر الذين أطلق عليهم شباب الـ( facebook ) عفوا شباب الـ( face Egypt ) الذين كشفوا عن وجه مصر الحقيقي وجه الشعب العربي المصري الذي لا يقبل الظلم والعبودية، و ألف ألف تحية إلى الشعب المصري البطل الذي انطلق خلف هؤلاء الأبطال وهب هبة رجل واحد في وجه الطاغوت الذي أذاق مصر و شعبها الهوان و أغرق مصر العزيزة في الديون و أوصل البلاد إلى حافة الهاوية ، و لم يكتف هذا النظام بإفقار الشعب و تجويعه بل تطاول على كرامته و حرياته.


و الشعب العربي الأبي في مصر الذي افتقد إلى (الخبز و الحرية و الكرامة) هب و وقف في وجه الظلم وقالها بالصوت العالي لا و ألف لا لن يبقى هذا النظام لأنه شعب كريم لا يقبل بالظلم ولن يقبل به بعد الآن ، وهذا درس كبير للأمة العربية في كافة أقطارها لكي تسير وراء هذه الثورة الشعبية المباركة و تهب في وجه جلاديها و تسير على خطى التحرير ، لأن مصر ستعود إلى حضنها الدافئ و تقود كما فعلت تاريخيا الأمة العربية نحو التحرر و الإنعتاق من الظلم و كبت الحريات.

     إن هذه الثورة الشعبية غير المسبوقة في التاريخ و ليس في تاريخ مصر فقط  تحتاج من الجميع الوقوف لدراستها و تحليلها و تأريخها لاستنباط الدروس و العبر لكي تصبح مرجعا تاريخيا لباقي الشعوب و الأمم التواقة إلى التحرر و الإنعتاق ، فإنني أدعو إلى وضعها ضمن مناهج الدراسة و التعليم في مصر ليتم تدريسها للأجيال القادمة لتحصينهم و تعبئتهم في كيفية الدفاع عن وطنهم و كرامتهم ضد كل من يتطاول على مصر و شعبها البطل و ذلك بعد قيام الأدباء و المفكرون و كتاب التاريخ بتسجيل يومياتها و وقائعها و توثيق أحداثها و تحليلها للتمكن من الاستفادة منها.

      و بهذه المناسبة فإنني أدعو إلى الإبقاء على ميدان التحرير تحت هذا الاسم لأنه اسم على مسمى رغم وجاهة الأصوات التي طالبت بتحويله إلى ميدان الشهداء ، إلا أنه يمكن دمج الفكرتين معا بالإبقاء على اسم ميدان التحرير و ضرورة عمل نصب تذكاري كبير يتناسب مع الحدث و يتم تزيين هذا النصب بصور و أسماء كافة الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن

 و إقامة احتفال سنوي و مسيرة مليونية يوم 25 يناير من كل عام. هذا من جهة و من جهة أخرى فإنني أدعو إلى عدم المساس بالطابع المعماري لميدان التحرير و عدم إقامة أي أبنية جديدة

 و الإكتفاء فقط بتجديد الأبنية القائمة كلما دعت الحاجة ، وذلك لكي يبقى ميدان التحرير بصورته حاضرا في أذهان الجميع لكي يصبح جزءاً من التاريخ المضيء لمصر كما هو الحال في الأهرامات و المنطقة المحيطة.

      و أخيرا فإذا أذنتم لي يا شعبنا العزيز في مصر الشقيقة أن أتوجه بهذا النداء و هو بالتأكيد غير غائب عن أذهان الجميع و هو ضرورة أن يتم اعتماد مبدأ التسامح و عدم اللجوء إلى تصفية الحسابات مع البعض الذين لم يتمكنوا من رؤية التاريخ الجديد الذي رسمه شباب الـ ( face Egypt ) و صنعه الشعب العربي في مصر مستثنيا في ذلك الذين يثبت قضائيا تورطهم في قضايا الفساد و القتل (فمصر ما قبل 25 يناير هي حتما ليست مصر ما بعد 25 يناير) و ذلك حتى يتمكن الشعب العربي في مصر من إعادة البناء على أسس جديدة فالوطن للجميع.   

و إنني على ثقة كبيرة أن مصر ستنهض من كبوتها و تعيد بناء مصر الجديدة مصر الديمقراطية مصر الرائدة حتى تعطي النموذج للأمة العربية في كافة أقطارها ليلحقوا بركابها و يسيروا على خطاها و يتعلموا من درسها للتحرر من كافة الدكتاتوريات الجاثمة في كافة أرجاء الوطن العربي لتعود مصر الحرة إلينا و نعود إليها نتعلم فيها و منها كما كنا و سنبقى و نقول عندها لأمتنا

ادخلو مصر آمنين إن شاء الله............. آمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد