عمر عبنده يكتب : المسؤولون .. خمسة ؟

mainThumb

24-04-2011 06:11 PM

المسؤولون خمسة لا سادس لهم .. الاول كاذب بطبعه وخلقه ، تربى على امتهان الكذب والنفاق وعلى مجافاة الصدق والإخلاص لأنه يرى في ذلك وسيلته للبقاء مدة اطول على كرسيه الذي وصله بوسائل شتى !

 قد تكون الكفاءة واحدة منها لكنه يستصعب التخلي عن طباعه التي جٌبل وتربى عليها سواء في دار أهله او التي تتلمذ فيها على يد كاذب أكبر أشد عودا منه عمل بمعيته أو لديه .

 وهذا الصنف من المسؤولين الذي ربما تآمر على غيره ليصل الى ما وصل اليه ورغم انه لا يتقي الله يتنافس المتنافسون وخاصة ممن هم على شاكلته للدفاع عنه وتبييض وجهه وتجميل صورته عندما يٌفتضح امره وتٌكتشف خفاياه وتجاوزاته ومخالفاته ، وتتهيأ له وسائل وفرص لا حصر لها لتحصينة من المساءلة او المس؟ .

والثاني لص يستغل منصبه او مناصبه لفائدته وفائدة عزوته في جمع المال الحرام من عطاءات او استثمارات او محاصصة أو من خدمات تقدم دون وجه حق و - صورها كثيرة - وهذا تتعاظم الوقاحة عنده حدا لا يتجاوزه الا امثاله فيرى في ما يقترف نوعا من الشطارة واحسان التصرف، ونراه يجند عملاء يستتر خلفهم ليجنوا معا المنفعة والمال المتاح .

 والثالث مسؤول انتهازي فهلوي يجيد الأنبطاح ويتقن القفز والنطنطة من حضن " متنفذ " الى حضن آخر لنيل رضاه وعطاياه والتوصية عليه والأستفادة من سطوته وهو من اجل ذلك يسمح لولاة أمره بالدوس على كرامته واحيانا " بالب.. " على وجهه الذي تصلبت جلدته كما النعال .. واصبح البقاء في المنصب والوصول الى المال والجاه والنفوذ همه الأوحد وغايته الدنيئة بصرف النظر عن الوسيلة .

 ومصيبتنا نحن العامة كبيرة اذا ما فقد المذكورون اعلاه سلطاتهم اوأذا اٌخرجوا من مناصبهم لأنهم يتحولون بقدرة " ساحر " الى شرفاء يرفعون شعارات الفضيلة والأخلاق الحميدة وينادون بالعدالة والمساواة وتداول السلطة ومحاربة الظلم والفساد فيؤسسون او ينضمون الى اندية الثرثرة والشغب ونهش اعراض ولحوم من ورثوهم في المنصب الذين غالبا ما يكونون ارفع منهم شرفا وامانة ، ونتحول نحن العامة بعرفهم الى " كوم لحم " ينقصنا من يرعانا ويدير مصالحنا ولا تصمت ثرثرتهم الا اذا عادوا مسؤولين او مستشارين او نوابا وربما اعيانا او بمناصب ترضية في مجالس الادارات المتناثرة هنا وهناك .

 والرابع مسؤول اٌبتلي به المنصب .. مسؤول لا حول له ولا قوة .. مطيع مسالم .. جبان - لا هو للسدة ولا للردة - يمتدحه المريدون والخصوم معا لأنه لا يرفض طلبا لأسياده ولا يقول " لا " لأوامر تصدر اليه حتى ولو كانت ضد قناعاته او كانت تسيء الى سمعته لأنه يفلسفها بما يتسق مع مفاهيمه !؟ المهم عنده كسب الرضى .. انه بالمختصر ركوبة لغيره من الكبار الذين يحرصون على اطالة عمره بمنصبه لأنه يلبي كل ما يشاءون ، ولأنه " محترم " أكثر من اللزوم !! يتطوع في أحايين كثيرة لتقديم خدمات لا تخطر على بال الأسياد .

أما الخامس فهو المسؤول المتسلق الجاهل الذي يتجاوز ذكاؤه ذكاء الدجاجة بقليل .. ويهبط على منصبه بعتم الليل وأحيانا بدعم جهوي اعمى ، فهذا لا يتقن الآ افشاء الأمية حيث يكون فيتسلط على من هم أعلم وأفقه منه .. ويطفس من هم أمهر منه .. يحارب من يحفظون تاريخه بالأسلحة المحرمة قبل المباحة .. ولا يستحي فيجهر بالسيء من القول شجاعة مصطنعة لا تغيه شيئا رغم علمه ان اوراقه مكشوفة للجميع ويعمل على استئجار صبية " مفقع " مثله ليكونوا عزوته عند الملمات وما أكثرها في حياته .. ولأنه كذلك يتحاشاه الناس خوفا من تلوثهم بنجاسته .

 بالمناسبة هناك مسؤولون يجمعون كل الصفات آنفة الذكر أعجز عن ايجاد مفردة تنطبق عليها فهل من مسعف لي في ذلك ؟

 وأخيرا كان بودي ان اتحدث عن المسؤول المحترم الموضوعي الصادق المتعلم الذي يتبوأ مكانه المناسب لكنني أعزف عن ذلك لأن امثاله قلة لن يجدي حديثي عنها نفعا .

والله من وراء القصد .

* مدير عام وكالة الانباء الاردنية " بترا " السابق



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد