صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - قد نرى في التلفاز أو بالأفلام عندما يقوم الفنان الذي يأخذ دور القاضي بكسر قلم في يده عند نطقه حكم الإعدام بحق المتهم، دون أن نفهم السبب وراء هذا التصرف الغريب، ولكن في الحقيقة، ما يقوم به القاضي يكون في وضع نفسي وجسدي لا يحسد عليه لانه أمر للتو بشنق شخص ما.

كسر سن القلم الذي يقوم به القاضي بعد حكم الاعدام على شخص ما، عبارة عن عمل رمزي، حيث أن القلم يرمز إلى حياة المتهم خلف القضبان، وبكسر سن القلم يعني أن المتهم ستُؤخذ منه روحه، حيث أن القلم لا يُمكن إصلاحه مجددا، كذلك حياة المتهم التي لن تعود له بعد إعدامه.

اما التفسير الثاني لتصرف القاضي بكسر سن القلم، بمثابة تخليص نفسه من ذنب إنهاء حياة المتهم، حيث أن هذا القلم أصبح ملوثا بدماء المتهم، بعد ان تم تدوين أمر الإعدام بحقه، على حد الاعتقاد، لذلك يكسر القاضي القلم للاستغناء عنه وعدم استعماله مرة أخرى.

وهناك عدة أسباب اخرى لكسر القلم من قبل القاضي بعد تدوين حكم الاعدام، منها ما أشار اليه «الأصمعي» معتبرا هذا التصرف بمثابة إلغاء أي وسيلة للتراجع عن الحكم الصادر بحق المتهم، وذلك لأن القاضي ليس لديه الصلاحيات الكافية لمراجعة أو إلغاء الحكم المنطوق بالإعدام، فكسر القلم كناية عن عدم قدرته بالتراجع عن الحكم عنه.

وهناك سبب آخر يقول ان كسر القلم كناية عن الحزن العميق بالمصير الذي ينتظر المتهم، كما يشير الى أن القاضي حكمه لن يتغير.

ما الفرق بين بنزين 91 و بنزين 95 ؟

ويقول «الأصمعي» انه بالرغم من الأحكام التي تطبق على المتهمين نتيجة الأعمال القاسية التي قاموا بارتكابها، إلا أن القاضي هو إنسان وحكمه على اعدام اي متهم، أمر محزن بالنسبة إليه، وما يفعله  من كسر للقلم كأنما يقول: «اتمنى أن يكون هذا أخر حكم بالإعدام أحكم به».