بيان قمة كامب ديفيد الثلاثية .. والصين تعترض

mainThumb

18-08-2023 11:24 PM

السوسنة 

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ، الجمعة ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مع رئيس الوزراء الياباني والرئيس الكوري الجنوبي عن تعاون أمني جديد ضد الصين . 

وأشار الزعماء الثلاثة إلى أن بلدانهم سترفع اعتمادها على التعاون الأمني مواجهة الأزمات في المنطقة، مؤكدين أن الأزمات العالمية ناجمة عن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وأنشطة كوريا الشمالية والصين.

وقال بايدن إن "العالم وصل إلى نقطة تحول وعلينا اعتماد سبل جديدة من التعاون".

وشدد على أنه "نعول على التعاون الأمني بتشاطر المعلومات وبمستوى غير مسبوق من التدريبات المشتركة".

وأضاف الرئيس الأميركي "سنستمر في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية بما في ذلك تبييض الأموال الالكترونية".

ونوه إلى أنه "سيكون لدينا خط ساخن لتشارك المعلومات وتنسيق الاستجابة للأزمات في منطقة المحيط الهادئ"، مضيفا "نعمل على تعزيز أمن وسلامة التكنولوجيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي".

من جهته، أكد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أن بلاده تود التعاون مع الولايات المتحدة واليابان من أجل تعزيز "التعاون الثلاثي في مجالات وقطاعات مختلفة".

وقال يول: "اتفقنا على وضع قناة تواصل لتنسيق ردنا على أي أزمة تطرأ في المنطقة".

وذكر الرئيس الكوري الجنوبي أن "كوريا الشمالية تعمل على انتهاك حقوق الإنسان واستغلال العمال لتطوير برامجها التسليحية".

وأضاف "سنواجه كل محاولة لتغيير الوضع القائم في المنطقة بالقوة".

كما ذكر رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أن "هذه القمة الثلاثية هي الأولى من نوعها في التاريخ".

وأكد كيشيدا أن "النظام العالمي يشهد اهتزازا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وبسبب أنشطة الصين وكوريا الشمالية".

وفي البيان الثلاثي الختامي لقمة كامب ديفيد قالت الدول المجتمعة: "نتعهد بالتشاور فيما بيننا للتنسيق بشأن الرد على التحديات والاستفزازات والتهديدات التي تمس مصالحنا وأمننا الجماعي في المنطقة".

وأضافت أن "الشراكة الثلاثية بين واشنطن وطوكيو وسول تعزز الأمن والازدهار لشعوب الدول الثلاث وللمنطقة والعالم".

وقالت: "نتعهد بنزع سلاح كوريا الشمالية بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ونحث بيونغ يانغ على التخلي عن برنامج صواريخها الباليستية".

واستقبل بايدن، الجمعة، الزعيمين في كامب ديفيد قرب العاصمة واشنطن، في إطار قمة "تاريخية" كان من المتوقع أن تفضي فعلا إلى تعزيز التعاون العسكري في مواجهة كوريا الشمالية والصين.

واعتبر الرئيس الأميركي أن اللقاء يدشن "حقبة جديدة من التعاون".

كذلك، كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول "الشجاعة السياسية" التي أظهراها عبر العمل على هذا التقارب، رغم الماضي المؤلم الذي تمثل في استعمار اليابان لكوريا الجنوبية.

وحرص بايدن في مبادرة رمزية، على تنظيم هذه القمة في كامب ديفيد، المقر الرئاسي الأميركي المرتبط بتاريخ من مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.

وتبادل الزعماء الثلاثة الذين لم يرتد أي منهم ربطة عنق تعبيرا عن الأجواء الودية بينهم، المصافحات قبل أن يجلسوا مع وفودهم حول طاولة كبيرة ويبدوا ملاحظات سريعة أمام الصحفيين.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي في افتتاح القمة: "سنستذكر هذا اليوم بوصفه يوما تاريخيا، نضع فيه قاعدة مؤسساتية صلبة ونعلن تعهدات من أجل شراكتنا الثلاثية".

من جهته، صرح رئيس الوزراء الياباني "أنا مسرور بإجراء محادثات صريحة للبدء بحقبة جديدة من الشراكة"، مشددا خصوصا على ضرورة مواجهة كوريا الشمالية.

وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جايك ساليفان. أن هذه القمة، ستشهد اتفاق بايدن ويول وكيشيدا على خطة لسنوات عدة لإجراء تدريبات عسكرية منتظمة في جميع المجالات، تمضي أبعد من تدريبات لمرة واحدة ردا على كوريا الشمالية، وإعلانهم عن "التزام للتشاور" في حال نشوب أزمات.

لكن ساليفان حرص على القول إن هذا التعاون الثلاثي المعزز ليس بمثابة "حلف أطلسي في المحيط الهادئ".

وأكد أن إقامة تحالف دفاعي متبادل مماثل لحلف شمال الأطلسي ليس "هدفا معلنا"، مشددا على أن قمة الجمعة ليست موجهة "ضد أي طرف"، وذلك بعدما انتقدت بكين المبادرة بشدة.

سيتفق القادة على تشارك المعطيات بشكل آني بشأن كوريا الشمالية وعقد اجتماعات قمة كل عام، بحسب مسؤولين.

وسيقيمون أيضا قناة تواصل طارئ على أعلى مستوى، في ما يشبه "خطا أحمر" ثلاثيا في منطقة تعيش على وقع الخطر النووي الكوري الشمالي وتخشى غزوا صينيا لتايوان.


لم تخفِ الصين موقفها المعادي لهذا الحوار الثلاثي، بحسب تعبير فرانس برس.

وحض وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، طوكيو وسيول على العمل مع بكين "لإنعاش شرق آسيا".

وقال في فيديو نشرته وسائل إعلام رسمية: "مهما صبغتم شعركم بالأشقر أو جعلتم شكل الأنف رفيعا لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبدا".

أضاف "ينبغي أن نعرف أين هي جذورنا".

تراهن واشنطن على استعداد اليابان وكوريا الجنوبية للالتفات صوب الغرب وللتعاون معا رغم الماضي الأليم المتمثل في الاستعمار الياباني العنيف لشبه الجزيرة الكورية، بين عامي 1910 و1945.

لكن البيت الأبيض يدرك أن هذا التقارب لا يحظى بإجماع الرأي العام، سواء في كوريا الجنوبية أو اليابان

وخاطب بايدن ضيفيه، الجمعة، قائلا: "لقد كنتما على الموعد"، مبديا "امتنانه العميق" لهما

ويبقى التحدي بالنسبة إلى واشنطن أن يستمر هذا التعاون الثلاثي بمعزل عن تبدّل القادة. فالرئيس الكوري الجنوبي مثلا ينهي ولايته، في عام 2027، ولا يمكنه الترشح لولاية جديدة.

ورأى الخبير في الشؤون الكورية لدى مجلس العلاقات الخارجية سكوت سنايدر إن يون في الداخل سدد "الدفعة السياسية الأولى" المتعلقة بالتقرب من اليابان ويمكن أن يمضي قدما بأمان.

غير أن الدستور يمنع يون من تولي أكثر من ولاية رئاسية واحدة تنتهي في 2027.

وقال سنايدر "في الجانب الكوري الجنوبي، سينصب التركيز على الأرجح على الدفع قدما والسعي لإضفاء الطابع المؤسساتي بأكثر قدر ممكن لدرء خطر التراجع (عن المبادرات الثلاثية) إذا لم يخلف مون رئيسٌ لديه السياسات نفسها".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد