حتى اخر جندي عبري

mainThumb

05-11-2023 02:30 AM

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا و الغرب عموما سياسة المحرقة في الشرق الأوسط. لكن هذه المرة دخلت النيران الى جلدها و عظمها و خسرت ثلة من أروع مقاتليها و أكثرهم دموية. و لعله تعوًّد على مثل هذه الخسائر عند الالتحام. الغرب الآن يريد أن يثبت لدولة الاحتلال بأي طريقة كانت أنهم لا يدفعون بعجلة الحرب حتى آخر جندي عبري صهيوني. لذلك نرى هذا التحشد الغربي قبالة الشواطئ الفلسطينية المحتلة. الولايات المتحدة بحاملات الطائرات ثم فرنسا بنفس الأسلوب الدموي و كأن غزة هي دولة عظمى لها أساطيل و طائرات و غواصات نووية.
لقد سمعنا و شاهدنا أكثر من زعيم عربي يستخدم القوة الغاشمة قولا و فعلا ضد شعبه و تطلعاته في الحياة الحرة و العادلة و الكريمة، بل و شاهدنا تطبيقات عملية من هذه الأنظمة بما فيها الاستعانة بالقوى الغربية و المرتزقة على شعوبهم.
ليس غريبا أن نرى قتلا بالمجان من قبل القوى الغربية في منطقتنا.
ما لم نكن نراه حتى الآن هو هذا الصمود و التضحية و الرضى بقضاء الله و قدره من قبل مجموعة تخلى عنها الجميع و الجميع مكتفون برفع الأكف الى السماء لعلها تمطر رصاصا و قنابل و صواريخ على كيان الاحتلال. و لكننا لم نسمع صوتا ينبس ببنت شفة حول القوة الغاشمة التي ترفض ايقاف النار و لا تضع في الحسبان حدا أعلى للضحايا البريئين حتى تتوقف المحرقة.
يا أيها السادة عندما يدعو الله سبحانه و تعالى يجب أن تتوقف و تخرس جميع الحناجر الجاهرة أحيانا و النابسة على استحياء أحيانا أخرى بالدعاء. أهل غزة لا ينقصهم الدعاء بل ينقصهم الاستجابة لأن صوتهم هو صوت الله سبحانه و تعالى في علاه. و اذا لم ننصرهم فإن هذا يعني أننا لم نجب داعي الله.
أضعف الإيمان ليس لنا.
مع التسليم بقضاء الله و قدره لا نريد شهداء لا كبيرا و لا صغيرا ، لا مجاهدا و لا مدنيا نريدهم أن يكملوا حياتهم معنا بسلام و أمان.
لا نريد موت نريد حياة طبيعية. أما أن يأتي قتلة من وراء البحار و المحيطات ليقتلونا فلهذا حسابات أخرى.
بينما يأوي عشرات الملايين من المسلمين إلى فراشهم فإن هناك ملايين من المسلمين ينتظرون قبرا يؤويهم و بعضلات مسلمة ، مؤمنة تصلي و تقرأ القرآن و يعبدون إلهً ليس له صفات. لا يسمع و لا يرى و لا يتكلم. إيمانا بمقاييس غربية أقرب الى الإلحاد منها الى الاسلام.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد