السنة والشيعة ينضمان لقوات محلية تحارب القاعدة

mainThumb

29-09-2007 12:00 AM

السوسنة – رويترز - بدأ مئات من السنة العرب وكذلك أعداد قليلة ومتناثرة من الشيعة في الانضمام الى وحدات شرطة عشائرية محلية في مناطق تقع جنوب شرقي بغداد حيث شنت معارك ضد القاعدة قبل أسابيع. ففي منطقة ريفية لا تبعد كثيرا عن محطة التويثة النووية اصطف حوالي 30 شابا عراقيا في جلد عند أنقاض برج مراقبة تعرض للقصف. والمحطة معطلة بعد اغلاق مشروع الطاقة الذرية العراقي بعد حرب الخليج عام 1991.

ويرتفع برج المراقبة بزاوية غريبة في ساحة قريبة من طريق ضيق بمحاذاة نهر دجلة. وتدفق جنود أمريكيون في عربات همفي على الطريق على جزء جرى اصلاحه حيث قالوا ان قنبلة فجرها مقاتلو القاعدة أحدثت حفرة بعمق 15 قدما.

وعلى مسافة قريبة ترتفع اشجار النخيل بجوار محطة كهرباء أخرجت احشاؤها واسودت جذوع النخيل بتأثير التفجير والنيران.

ونظم الجيش الامريكي زيارة لرويترز في المنطقة أمس الجمعة. وعند سؤال محمد الجبلاوي وهو شيخ عشيرة من العرب السنة من بلدة التويثة عن مخاطر العمل مع الجيش الامريكي قال "لست خائفا وانا مطلوب للقاعدة على أي حال".

واعتذر الجبلاوي للمصافحة بذارعه حيث قال انه أصيب بعيار ناري في ذراعه في اشتباك مع القاعدة قبل ثلاثة أسابيع وأضاف أن شقيقيه قتلا في الاسبوعين الماضيين.

وقال الجبلاوي "لا نريد أن نعيش في دولة اسلامية على غرار دولة طالبان" في اشارة الى النظام الاسلامي الصارم الذي تروج له القاعدة.

وفي التويثة انضم نحو 265 شابا لمجموعة "المواطنين المحليين المعنيين"وهي احدى النماذج الاحدث لوحدات الشرطة العشائرية التي تعتمد على نموذج "صحوة" العشائر التي تشكلت في الانبار في غرب العراق التي كانت أكثر محافظات العراق خطورة.

وقال الكابتن برايان جيلبير من الجيش الامريكي بعد أن سجل أسماء أحدث مجموعة في التويثة "كل واحد من هؤلاء الشبان تقريبا حارب معي كتفا بكتف ضد

القاعدة قبل أسبوع".

وقال اللفتنانت كولونيل جون كولاشسكي ان حوالي 700 شخص انضموا في كل مجموعة في منطقة القيادة هذه جنوب شرقي بغداد وهي منطقة مختلطة للسنة والشيعة بها جيوب لميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وللقاعدة.

وكان العاملون مع كولاشسكي مشغولون بتوزيع قمصان مطبوع على ظهرها حرفي /سي سي/ باللغة الانجليزية بحجم كبير وقلنسوات يرتديها لاعبو البيسبول بألوان العلم العراقي لتمييزهم.

ويرفض الجيش الامريكي الانتقادات التي تقول ان هذه المجموعات التي تحمل أسلحة خاصة بها تحولت الى مجرد ميليشيا طائفية أخرى يجري استخدامها لحل مشكلات محلية ويمكن أن تحول أسلحتها بسهولة ضد القوات الامريكية والعراقية في المستقبل.

وعند سؤاله عن الرد الامريكي في حالة حدوث أمر كهذا قال كولاشسكي "يمكننا تفكيكها /المجموعات/ غدا".

وأشاد الرئيس الامريكي جورج بوش بالاعتماد على شرطة العشائر في الانبار لتقليص العنف هناك ويجري الان تكرارها في مناطق أخرى وخصوصا حول بغداد.ويجري العثور على مزيد من مخابيء السلاح عندما تتمكن القوات الامريكية من بناء الثقة مع الوحدات المحلية. ومن الاسلحة التي جرى تدميرها في التويثة

أمس الجمعة اثناء زيارة لرويترز عبوات ناسفة على شكل مقذوفات خارقة. وهي عبارة عن علبة سوداء قصيرة وغليظة يبلغ قطرها قدم لها مقدمة مقعرة مصفوف عليها رصاص البنادق.

ويتهم الجيش الامريكي ايران بتزويد الميليشيات الشيعية بهذه العبوات والقنابل القاتلة التي تزرع على جانبي الطريق.

ويقول قادة أمريكيون ان المعلومات عن المجندين المحتملين مسجلة في قاعدة بيانات حياتية احصائية تساعد كذلك على التحقق من صحة البيانات الشخصية.

ويتم استبعاد أي شخص له سجل جنائي أو حارب ضد القوات الامريكية والعراقية.

ويوقع شيوخ العشائر عقودا أمنية مع الجيش الامريكي ويتقاضون ما وصفه كولاشسكي بأنه "راتب" لكل رجل يعادل حوالي 70 في المئة من راتب شرطي.وتتلقى وحدات "المواطنين المعنيين" التدريب الاساسي الذي يتلقاه أفراد

الشرطة ثم يجري توزيعهم بعد ذلك لاقامة نقاط للتفتيش.وتنتشر على الطرق عبر التويثة وفي بلدة الكرغولية الواقعة شمالي التويثة

حواجز خرسانية بيضاء اللون مكتوب عليها عبارة "المنطقة محمية من قبل الاهالي.. نقطة تفتيش الكرغولية" باللغة العربية باللون الاسود وباللغة الانجليزية باللون الاحمر.

وفي الكرغولية قال الكابتن تروي توماس من الجيش الامريكي ان ستة من العرب والشيعة يحرسون نقاط تفتيش ساعدت وحدته في اقامتها.وقال قيس عباس محمد شيخ الكرغولية ان هذا المشروع هو اخر ورقة لاتقاذ العراق.

ووقف زعيم من العرب السنة شارك في الحرب العراقية الايرانية يراقب الشبان المصطفين وسط أنقاض البرج في التويثة لتسجيل أنفسهم.وقال الشيخ الذي رفض الكشف غن اسمه الحقيقي من خلال مترجم "القاعدة طماعون ويريدون اقامة دولتهم. وايران أيضا طماعة وتريد أن يصبح العراق جزءا من ايران".

ويشكو الزعماء السنة المحليون من أن عددا قليلا جدا من الجنود الامريكيين الى الان كانوا قد اهتموا بالتشاور معهم.

وقال الزعيم السني الذي كان يراقب المجندين "هناك حلقة مفقودة".

ويتفق كولاشسكي على نحو أو اخر مع ما قاله الزعيم السني. وقال "لم تشملهم العملية السياسية بدرحة تزيد أو تقل. هذه طريقة مختلفة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد