صحيفة السوسنة الأردنية

هذا العنوان مستمد من قول الله تعالى، موجهاً إلى من لا يؤمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليقرأ ويعي هذه الآية الكريمة. فهي تدل على فسادٍ سيعم الأرض وعلوٍّ كبير سيحققه أتباع الشهوات والمادية. فالحقيقة تظهر جليةً في سلوكيات وعلوّ اليهود الذين نشروا فسادهم في مختلف الأنحاء.
بداية الفساد
كانت هذه الفئة تحت حكم فرعون الذي أذلهم، فأنقذهم الله عبر رسوله موسى عليه السلام. لكنه، بعد سنوات من المعاناة، وجد أن قومه غدروا به، فاضطر للهروب إلى مدين حيث تزوج من إحدى بنات شعيب. ولما عاد إلى مصر، أنزل الله التوراة على موسى كنعمة عليهم، لكنهم انحرفوا، وعبدوا المال وتبعاته، وفسدت أعمالهم في كل أرض دخلوها.
السيطرة على مقدرات العالم
مع الزمن، تمكن اليهود من السيطرة على الاقتصاد العالمي والصناعة والإعلام، ونشروا الفساد عبر كل الوسائل الممكنة، حتى أن نساءهم أسهمن في ترويج الرذيلة، وأسسوا أماكن القمار والفواحش. في النهاية، وبدعم من قوى غربية، أُرسلوا إلى فلسطين بقرار من بريطانيا، التي دعمت قيام دولة لهم بوعد من بلفور.
التخطيط للسيطرة وتفكك العرب
ضعف العرب وتفرقهم أدى إلى تمكين اليهود، ولم يكن الضعف مجرد صدفة؛ فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من علو شأنهم قبل أكثر من 1400 سنة. تحكم اليهود بالسياسة والاقتصاد العالمي، وأنشؤوا بنوكاً دولية أقرضت الدول بطرق تسعى إلى إذلال الشعوب، وسيطروا على المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.
النوايا الصهيونية تجاه فلسطين والعرب
منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، شهد العالم ما أطلق عليه الإعلام الغربي تصعيداً جديداً، لكن الهدف الأكبر ظلَّ هو إقامة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات. مع ذلك، فإن المقاومة في غزة أفشلت الكثير من مخططاتهم، وأثبتت صلابة رجال المقاومة وقوة بأسهم.
الصراع المستمر والنصر المنتظر
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يبدو وكأن الوضع في غزة مجرد أداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية. ومع ذلك، يُبشرنا الله بأن العلوّ والفساد لن يدوم. وقد يكون هذا الإفساد المتزايد مؤشراً لقرب انتصار المقاومة، فتلك الأيام دول، والحق سينتصر بإذن الله.
ختاماً، إن قوة الله هي الأقوى، ولا يزال الأمل بأن النصر حليف المؤمنين الصامدين؛ فالوعد بالنصر حقيقي، وما على المؤمنين إلا الثبات في وجه الظلم.