قسنطينة .. مدينة صنعت التاريخ
السوسنة - في أعماق الشرق الجزائري، وعلى صخرة شامخة تعانق السماء، تقف مدينة قسنطينة، واحدة من أعرق المدن العربية والأمازيغية، بتضاريسها الساحرة وتاريخها الموغل في القدم. تُعرف قسنطينة باسم "مدينة الجسور المعلّقة" و"مدينة الصخر العتيق"، وهي لا تشبه أي مدينة أخرى، سواء في موقعها أو معمارها أو حتى في عبقها الحضاري.
تتربع قسنطينة على هضبة صخرية بارتفاع 650 مترًا عن سطح البحر، تتخذ شكل الماسة وتشقها المنحدرات العميقة من كل الجهات، فيما يشقها وادي الرمال في الأسفل، ليقسم المدينة إلى نصفين. رُبطت هذه الأجزاء ببعضها بواسطة ثمانية جسور معلقة، أصبحت من رموزها المعمارية الشهيرة.
الموقع الجغرافي للمدينة يجعلها بوابة استراتيجية للشرق الجزائري؛ فهي تبعد 245 كيلومترًا عن الحدود التونسية، و437 كيلومترًا عن العاصمة الجزائر، وتبلغ مساحتها حوالي 2187 كلم²، مما يجعلها ثالث أكبر مدينة في الجزائر بعد العاصمة ومدينة وهران.
يرجّح المؤرخون أن قسنطينة تأسست على يد الفينيقيين، قبل أن تصبح عاصمة الملك النوميدي ماسينيسا في القرن الثالث قبل الميلاد. وعبر التاريخ، تعاقبت على المدينة حضارات كثيرة: النوميدية، الفينيقية، الرومانية، البيزنطية، والإسلامية، مما جعلها غنية بالموروثات الثقافية والمعمارية.
دُمّرت المدينة عام 311م بعد تمرّدها على الحكم البيزنطي، لكن الإمبراطور قسطنطين أعاد بناءها عام 313م وأطلق عليها اسمه، لتتحوّل لاحقًا إلى الاسم العربي "قسنطينة".
تشير الأدلة الأثرية إلى أن الإنسان استوطن المنطقة منذ أكثر من 45,000 سنة. فقد عُثر في مناطق مثل تيديس وعين بومرزوق وبو نوارة على كهوف، نقوش صخرية، أدوات حجرية، وعظام بشرية، ما يعكس عمق التاريخ البشري في المنطقة.
تضم المدينة اليوم أكثر من 1.29 مليون نسمة، يتوزعون بين العرب والأمازيغ، ويُعرف أهلها بحسن الضيافة ودفء العلاقات الاجتماعية. يمتاز المجتمع القسنطيني بتنوع ثقافي يعكس تعاقب الحضارات وتمازج العادات والتقاليد الأصيلة.
لا تُعرف قسنطينة فقط بجسورها وموقعها الجغرافي، بل أيضًا بـمكانتها الثقافية والعلمية؛ إذ تعتبر منارات العلم في الجزائر، ويُطلق عليها أيضًا "عاصمة الثقافة". من قسنطينة خرج كبار الأدباء والمفكرين، كما كانت ولا تزال من أهم مراكز الإشعاع الثقافي في شمال إفريقيا.
قسنطينة ليست مجرد مدينة، بل حكاية زمنية متواصلة، تحكيها الصخور والجسور والمغارات، ويصوغها أهلها بحبٍّ واعتزاز. من يتجول فيها، يعيش بين أروقة التاريخ، ويمشي فوق الجسور المعلّقة على صفحة الزمان.
الجيش الأمريكي يخطط لأكبر إعادة هيكلة منذ الحرب الباردة
رحيل الفنانة السورية سمر عبد العزيز بعد صراع مع المرض
ولي العهد يهنئ العمال في عيدهم عبر "إنستغرام"
الصفدي: عيد العمال يدفعنا نحو مواصلة الإنجاز والعطاء
كتلة حزب عزم تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال
رئيس الوزراء يهنئ عمال الأردن في عيدهم
الضريبة تشكر المكلفين على تقديم اقرارات الدخل بموعدها
البوتاس العربية تحقق أرباحاً صافية قدرها (47) مليون دينار
فرصة للشراء .. انخفاض ملحوظ على أسعار الذهب محلياً الخميس
ارتفاع طفيف على أسعار النفط الخميس
الملك:نعتز بكل يدٍ تعمل بإخلاص
توقعات بنمو اقتصادات الشرق الأوسط العام الحالي
الاحتلال يواصل جرائمه في غزة .. تطورات
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
خبر سار لأصحاب المركبات الكهربائية في الأردن
مسلسل تحت سابع أرض يتسبّب بإقالة 3 مسؤولين سوريين .. ما القصة
الملك يستجيب لنداء الشاعر براش .. توجيه ملكي
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
رسائل احتيالية .. تحذير هام للأردنيين من أمانة عمان
الخط الحجازي الأردني يطلق أولى رحلاته السياحية إلى رحاب
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو
مصدر أمني:ما يتم تداوله غير صحيح
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
رفع إنتاجية غاز الريشة إلى 418 مليون قدم يوميا
بيان من عشيرة الشماسين بعد كشف جريمة قتل ابنها