صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة-  تلاحظ بعض الأمهات أن أطفالهن يبدأون في التمرد وعدم الاستجابة لطلباتهن، حتى في غياب أسلوب الأوامر أو القسوة. ويرجع ذلك غالبًا إلى فقدان الأهل السيطرة على الطفل بسبب الإفراط في تدليله بدافع الحب الزائد، خاصة إذا كان الطفل هو الأول، أو الأخير، أو أتى بعد فترة انتظار طويلة. هذا الشعور المفرط بالرغبة في إرضائه يمنحه إحساسًا بالقوة يجعل من الصعب توجيهه بسهولة.

من الضروري أن تعرف الأم أن تمرد الطفل أو ما يسمى باستقواء الطفل على الأهل، حيث تبدو الأدوار متبادلة، يكون نتيجة لاعتقاد الطفل أنه لن يحصل على العقاب، وهذا خطأ تربوي بالغ يجب أن تتعلم الأم طرق تجنبه، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التربية الأسرية الدكتورة مريم عبد العظيم حيث أشارت إلى مراحل تمرد الطفل على والديه، وأشكال هذا التمرد وطرق التعامل معه بدءًا من مرحلة الطفولة المبكرة ثم المتوسطة ثم مرحلة المراهقة في الآتي: تمرد الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة

اعلمي أن طفلك في عمر ما بعد سن الثالثة وحتى سن السادسة يبدأ في استخدام الصراخ للإعلان عن تمرده، ومن اجل الحصول على ما يريد، حتى لو كان ما يطلبه ضد قوانين البيت او تخالف القوانين الصحية أيضًا بمعنى أن يصر الطفل على تناول الجيلاتي" الآيس كريم" فيصرخ بشدة رغم أن تناول المثلجات يكون ضارًا بصحته، ويتسبب بمتاعب صحية تبدأ بحدوث الاحتفان في الحلق.

لاحظي أن طفلك في هذه السن يبدأ بالتظاهر بالبكاء والتظاهر أيضًا بأنه حزين لكي يبتز والديه، فتجده الأم ينزوي في مكان بعيد ولكنه يعرف أنها تراه، وقد يخفي نفسه خلف الستائر او وراء الباب، ولكنه يتركه مواربًا لكي تراه الأم حزينا فتستجيب له، وفي هذه الحالة فهو يستغل حب الأم له، فالمعروف أن بكاء الطفل هو نقطة ضعف الكبار، إضافة لمظهر آخر وهو العناد الشديد لدرجة أن يرفض تنفيذ الأوامر، فيرفض مثلًا ارتداء الحذاء أو قد يفلته من قدمه ويرميه بعيدًا.

خطوات التعامل مع تمرد الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة

حددي قواعد واضحة وصريحة ومحددة وغير متعددة الاحتمالات، وذلك منذ عمر صغير جدًا لطفلك بحيث لا تتركي الفرصة للطفل لكي يستغل ازدواجية القرارات أو القوانين، فحين تطلبين منه أن يخلع الحذاء أمام باب البيت فيجب أن يعرف أن ذلك قانون صارم ولا يسمح له بخلع الحذاء أمام باب غرفته لمجرد أنه باب آخر.

تجاهلي نوبات الغضب التي يفتعلها الطفل في هذا العمر، ولا تستجيبي لها مهما بكى أو قام بالصراخ والتلوي على الارض لكي يستدر عطفك؛ لأن الاستجابة لهذه التصرفات تشجع الطفل على تنفيذ ما يريد، وتجعله يتمادى في ذلك ويصعب بعدها إيقافه وترويضه.

مظاهر تمرد الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة

توقعي أن يقوم طفلك المتمرد والذي يتراوح عمره ما بين السابعة والثانية عشرة باستخدام أسلوب المساومة بحيث أنك سوف تتساءلين عن أسباب رفض طفلك حل واجباته المدرسية وطرق علاجها ويعد التمرد على الواجب المدرسي مقابل أن يحصل على طلب ما هو أحد وسائل التهرب من المسئولية ومحاولة أن يفرض الطفل رأيه بدون مبرر منطقي، فلا يوجد أي سبب قد يمنع الطفل من حل واجباته لأن نتيجة عدم قيامه بذلك هو تعثره في المدرسة بكل تأكيد.

لاحظي أن طفلك في مرحلة الطفولة المتوسطة سوف يقوم باستغلال تساهل أحد الوالدين معه لكي يتمرد على الآخر بأن يقول لك: أبي أخبرني أن أفعل كذا، وتجدينه للأسف وفي هذه الحالة يتجه لتلقي الأوامر من الطرف الآخر الأكثر تساهلًا وهو يعتقد أنك تعاملينه بقسوة.

خطوات التعامل مع تمرد الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة

احرصي على توحيد أسلوب التربية المتبع مع الطفل، وذلك بينك وبين الأب بحيث لا يلاحظ الطفل أن هناك ازداوجية في طرق التلبية وإصدار الأوامر والقرارات، وازدواجية أساليب التربية يعني فشل التربية من الأساس.

اهتمي بغرس قيم تحمل المسؤولية لدى طفلك في سن صغيرة، واحرصي على تقديم المكافأة للطفل على السلوك الجيد الذي يقوم به، كما يجب أن يتعلم الطفل أن الحرية تتنافى مع تحدي قوانين العائلة، وأن الحرية تعني أن يحترم الإنسان مسئوليته ويقوم بها على أكمل وجه.

استخدمي الاحتواء وأسلوب الحزم الواضح مع العدل بين الأبناء، و يجب أن تعلمي طفلك أن الحب لا يعني أن تستسلمي لكل رغباته وطلباته، ولا تنسي أن العقاب يكون بطريقة تربوية، ويجب أن تعرفي كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره لكي تحصلي على نتائج ايجابية من ذلك.

مظاهر تمرد الابن في مرحلة المراهقة

لاحظي أن ابنك في مرحلة ما بين عمر الثالثة عشرة وحتى سن الثامنة عشرة سوف يعلن عن تمرده، أي يتحول إلى شخص متمرد من خلال رفض توجيهات الأهل أو أوامر الكبار جملة وتفصيلًا، بحيث يعلن وفي كل مناسبة بأنه يجد متعة حين يقوم بعصيان كل ما تطلبينه منه، وبأنه يقوم بعدم الالتزام بالقوانين المنزلية بامتياز.

توقعي أن يقوم ابنك في مرحلة المراهقة وتعبيرًا عن تمرده باستغلال حب والديه له خاصة لو كان طفلًا مدللًا، وهو يعرف جيدًا أن الوالدين يحرصان على إرضائه، ولديهم مخاوف أن يفقدانه في حال لم يقوما بتحقيق كل طلباته، فالابن المراهق أصبح قادرًا على الخروج والالتقاء بأشخاص آخرين فلم تعد حياته محصورة في البيت، أو أنه سوف ينتظر حتى تصحبه الأم إلى النادي أو الملاهي ولذلك فخوف الفقد والخروج من حضن الأم على الخصوص يؤدي باستغلال المراهق لهذه المخاوف والتحول لشخص متمرد.

خطوات التعامل مع الابن المراهق المتمرد

حاوري ابنك المراهق وابتعدي تمامًا عن استخدام أسلوب فرض الأوامر المباشرة، وفي نفس الوقت يجب أن تكوني قد وضعت قواعد واضحة ومحددة للمنزل؛ لكي تسير الحياة فيه وفق نظام معين، يضمن للجميع النجاح والتفوق وتحقيق الأهداف المستقبيلة.

امنحي ابنك المراهق مساحة خاصة وغير مغلقة من الاستقلالية بمعنى أن تشعريه بأنه قد كبر وأصبح مستقلًا عنك، ولكن يجب عليك اتباع المتابعة والمراقبة الذكية وعليك أيضًا أن تتعاملي بكل حزم ودون تهاون مع أي تجاوزات يقوم بها المراهق دون اللجوء إلى ردود فعل عنيفة تؤدي إلى نتائج عكسية.

اقرأ المزيد عن:

• كيفية التصوير الاحترافي بالموبايل
• كيفية تشغيل بيانات الهاتف
• كيفية التخلص من الشعر تحت الجلد
• كيفية التعامل مع اكتئاب العطل