مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور

mainThumb

18-07-2025 08:32 PM

السوسنة - تروي ربى التي تعمل ضمن الفريق الطبي في مستشفى السويداء الحكومي في جنوب سوريا، باكية، كيف تحوّل مكان عملها إلى «مقبرة جماعية»، مناشدة أن تمَدّ يد المساعدة لهم بعد أيام طويلة من دون نوم، بحسب ما جاء في تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

واستقبل هذا المستشفى، وهو المؤسسة الطبية الوحيدة التي بالكاد لا تزال تعمل في المدينة ذات الغالبية الدرزية، أكثر من 400 جثة منذ الاثنين، وفقاً للطبيب العامل في المستشفى ونقيب أطباء السويداء عمر عبيد.

وقال عبيد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الجثث في الشوارع، والبرادات لم تعد تتسع، الجثث انتفخت، بالتأكيد هناك أكثر من 400 شهيد ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين».

وتدور اشتباكات منذ يوم الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الاثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، قبل أن تنسحب عقب غارات إسرائيلية على جنوب البلاد والعاصمة دمشق.

وفي أروقة المستشفى، تنبعث رائحة كريهة من الجثث المكدّسة والمنتفخة والتي تبدّدت ملامح بعضها، كما شاهد مراسل الوكالة الفرنسية في المكان.

ويجهد الفريق الطبي من أطباء وممرضين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، لتقديم العلاج للجرحى الذين ما زالوا يتدفقون إليهم، منهم من تمدّد في الأروقة بانتظار دوره في تلقي العلاج.

وتقول ربى العاملة في المستشفى، مفضّلة عدم الكشف عن اسمها كاملاً: «الباقون اليوم في المستشفى هم تسعة عاملين، بين ممرضين وأطباء، لكل المستشفى، لا ينامون». وتكمل ربى: «الوضع سيئ جداً (...) لا ماء ولا كهرباء... والأدوية بدأت تنقص كثيراً».

وتضيف بصوت مرتجف: «هناك أشخاص لا يزالون في بيوتهم منذ ثلاثة أيام ولم يستطع أحد أن يسعفهم». وتكمل: «هناك جثث كثيرة في الشوارع لم يتمكن أحد من أن ينتشلها. أمس (الخميس) وصلت خمس سيارات كبيرة ممتلئة بالجثث» إلى المستشفى.

وتتابع الشابة بتأثّر: «هناك نساء وأطفال وأشخاص مجهولو الهوية، هناك أشلاء من أقدام أو أيادٍ!».

ودعت الأمم المتحدة الجمعة إلى وقف «سفك الدماء» في سوريا، مطالبة بـ«تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين» عن هذه الانتهاكات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد