السجائر الإلكترونية: بديل أكثر أمانًا أم تهديد صامت

mainThumb
السجائر الالكترونية

15-07-2025 02:00 PM

السوسنة - قدّمت السجائر الإلكترونية منذ ظهورها في عام 2010، كحل بديل أكثر أمانًا من التدخين التقليدي، بل وُصفت بأنها وسيلة فعالة للإقلاع. لكن الأبحاث الأخيرة تكشف عن صورة أكثر تعقيدًا، تشير إلى أضرار صحية محتملة لا تقل خطورة، خاصة على المدى الطويل.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، توصّلت دراسات إلى وجود نسب مرتفعة من المعادن الثقيلة والمواد السامة في البخار المنبعث منها، بما في ذلك عناصر مثل النيكل والرصاص والأنتيمون، المرتبطة بمخاطر صحية قد تصل إلى السرطان ومشكلات في القلب والرئتين والدماغ.
ويرى خبراء الصحة أن هذا النوع من التدخين يزيد الضغط الفوري على الجهاز القلبي الوعائي، حيث يسرّع ضربات القلب، يرفع ضغط الدم، ويقود إلى ضيق في الشرايين. استخدامه المتكرر على مدار اليوم قد يُساهم أيضًا في اضطراب ضربات القلب، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية.

وأشار الدكتور جيمس شتاين، أخصائي القلب في جامعة ويسكونسن، إلى أن استنشاق بخار عالي الحرارة مليء بالمركّبات الكيميائية ليس آمنًا للرئتين، ويؤدي إلى التهابات مزمنة في الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
المواد المنكّهة في هذه السجائر ترفع مستوى الخطورة، فبعضها يحتوي على مركب ثنائي الأسيتيل المرتبط بحالة تعرف بـ"رئة الفشار"، وهي مشكلة تنفسية خطيرة. كما أن النيكوتين، حتى في حال عدم احتوائها على التبغ، يسبب تلفًا في أنسجة الفم واللثة، ويضعف الدورة الدموية فيها، مما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب والأمراض.
ورغم حداثة استخدام السجائر الإلكترونية، إلا أنها ثبتت كمصدر للإدمان، خاصة لدى فئة الشباب. بحسب دراسات أجريت في الولايات المتحدة، فإن كثيرًا من المراهقين يستخدمونها فور الاستيقاظ، مما يشير إلى ارتباط نفسي وجسدي قوي بها. وتزداد المخاوف مع انتشار أنواع تحتوي على تركيزات عالية من النيكوتين قد توازي 100 علبة سجائر تقليدية.
ورغم وجود برامج دعم للإقلاع، فإن الانسحاب منها قد يسبب القلق والاكتئاب واضطراب المزاج، مما يعقّد عملية التخلص منها.
وفي ظل هذه الحقائق المتزايدة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل قدمت السجائر الإلكترونية وعودًا فاقت قدرتها على التحقق؟ الأكيد أن الباحثين يواصلون كشف المزيد، وأن القرارات الصحية يجب أن تستند إلى الأدلة لا إلى التسويق.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد